تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[في ضيافة المهاجر الدكتور عبد الرحمن السليمان]

ـ[ضاد]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 12:41 ص]ـ

:::

نبدأ على بركة الله وبعونه جولاتنا حول العالم من خلال إخواننا المهاجرين, حيث ننزل ضيوفا عليهم ليحدثونا عن أنفسهم وهجرتهم وبلد إقامتهم وأحوال المسلمين هناك.

وقع الاختيار في المرة الأولى على أستاذنا الفاضل خبير اللغات السامية والمترجم الفذ

الدكتور عبد الرحمن السليمان.

http://www9.0zz0.com/2008/09/19/02/760715275.jpg (http://www9.0zz0.com/2008/09/19/02/760715275.jpg)

ونحن نترك له حرية البدء بما يريد فيقص علينا من وحي خواطره, ثم بعد ذلك للأعضاء أن يطرحوا أسئلتهم على الأستاذ.

لا نحتاج أن نذكر أنفسنا وإياكم أن الاحترام والتوقير هما القانون الرئيس في هذا الموضوع وأن الأستاذ حر في عدم الإجابة عن أي سؤال يرى أنه لا يريد أن يجيب عنه, دون الحاجة إلى تبرير ذلك.

بوركتم ونشكر للأستاذ قبول البادرة.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 01:11 ص]ـ

بوركتم على اللقاء وعلى الضيف الحبيب ننتظر صفارة البدء منه.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 01:27 ص]ـ

كنتُ على يقين من كرم أخينا د. عبد الرحمن

أعانك الله أستاذنا الكريم .. (ولتأخذ راحتك) في الحديث، فأمامنا متسع من الوقت!!!

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 01:51 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أكرمكم الله، أستاذي الفاضل الدكتور "ضاد"، وأخي الحبيب الأستاذ أحمد الغنام، وأخي المكرم الدكتور عمر خلوف، وأحسن إليكم.

للسفر والتغرب عن الأطان فوائد كثيرة ومضار كثيرة أيضا، وأعتقد تجربة أن فوائدهما أكثر من مضارهما بكثير، ولكن الانسان مسير وليس مخير.

ومن أروع ما قيل في فضائل السفر والتغرب عن الأوطان قول الإمام الشافعي رضي الله عنه:

تغرب عن الأوطان في طلب العلا === وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفريج هم واكتساب معيشة === وعلم وآداب وصحبة ماجد

فإن قيل في الاسفار ذل وغربة === وقطع فيافٍ وارتكاب الشدائد

فموت الفتى خير له من حياته === بدار هوان بين واش وحاسد

ومما قيل في النهي عنه قول القاضي الطرطوشي:

تخلف عن الأسفار ان كنت طالبا === نجاة ففي الاسفار سبع عوائق

تنكر إخوان وفقد أحبة === وتشتيت أموال وخيفة سارق

وكثرة إيحاش وقلة مؤنس === وأعظمها يا صاح سكنى الفنادق!!

فان قيل في الأسفار كسب معيشة === وعلم وآداب وصحبة فائق

فقل ذاك دهر تقادم عهده === وأعقبه دهر كثير العوائق

وهذا مقالي والسلام مؤبد === وجرب ففي التجريب علم الحقائق!

وقول الإمام الشافعي أكثر حكمة من قول القاضي الطرطوشي الذي يبدو من قوله أن تجربته في السفر كانت غير موفقة والله أعلم.

تختلف أسباب التغرب عن الأوطان من زمان لزمان، ومن شخص لآخر. فمنا من يهاجر طلبا للرزق بعدما ضنت عليه بلاده بأسباب المعيشة (مثال ذلك الفلسطينيون في لبنان فهم ممنوعون فيه من ممارسة مهن كثيرة فيهاجرون إلى بلاد أخرى لتحصيل الرزق والعيش الكريم فيها) .. ومنا من يتغرب لتحسين مستوى معيشته وقد توفرت له فرص في هذا البلد العربي الغني أو ذاك .. ومنا من يتغرب لطلب العلم .. ومنا من يهاجر بدينه .. ومنا من يفر بروحه!

أما أنا فلم أكن أفكر بالهجرة قط، ولكنها الظروف أوصلتني إلى آخر الدنيا، وعرفتي بالداهية أم صبّار، فشرقت وغربت، وأقمت في بلاد كثيرة، وزرت نصف الأرض تقريبا، وأقمت في الأردن والعراق ولبنان، وحاولت في مطلع الثمانينات من القرن الماضي "التسلل" إلى السعودية إلا أنه ألقي القبض عليّ على الحدود ورجعت بخفين لا أدري لمن هما .. فذهبت إلى اليونان، حيث عشت قرابة ست سنوات، ومنها إلى بلجيكا، حيث أعيش منذ ثلاث وعشرين سنة. ولم أكن في ذلك كله مخيرا، بل أنا مسير .. ولو كنت مخيرا لأقمت في أي بلد عربي، ولكن الله قدر ما شاء فعل، ولا اعتراض على حكمه، جلت قدرته.

تنقلت بين أعمال ووظائف كثيرة، فعملت مستشارا في الحكومة، وفي وزارة الخارجية، ونجحت في امتحانات السلك الدبلوماسي بداية التسعينيات، وكنت أنوي ولوج هذا الباب، إلا أن زواجي قضى على البدوي بداخلي، فتحضرت وأقمت! وأنا الآن متفرغ كليا للعمل في التدريس الجامعي، والترجمة، والكتابة، وبعض العمل الاستشاري (مستشار غير متفرغ لوزير الازدهار والثقافة البلجيكي مارينو كولن ــ Marino Keulen).

للغربة في بيئة غير عربية فوائد ومضار .. أما الفوائد فتتلخص في الفرص الكثيرة، العلمية والمادية، وفي تحقيق وجود إيجابي. وأما مضارها فتتلخص عندي في القطيعة مع الماضي، خصوصا فيما يتعلق بالأولاد، فهؤلاء لا يعرفون من ماضي أبيهم شيئا، وهذا لعمري غائظ لي. فالهجرة البعيدة تخلق قطيعة، وتضطرك إلى عدم النظر إلى الوراء، دون الاطمئنان إلى ما يخبئه لك المستقبل من مفاجآت نفسية .. فهي شر لا بد منه، ولا أعرف مهاجرا في ديار أجنبية سلم منه .. وعزاؤنا هو أننا أنشأنا قبيلة سليمانية في بلجيكا! وأفكر في صنع ناعورة في مدينة أنتورب حيث أسكن، مثل ناعورة عبدالرحمن الداخل في قرطبة، والحديث جد!

وهلا وغلا!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير