تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[مقالة "أهل القرآن" *]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 09:28 م]ـ

مقالة "أهل القرآن"

رسالة عتب ومحبّة للهيئة الكريمة "أبو ظبي للثقافة والتراث"

"مليون درهم" لأمير الشعراء .. فكم للقرآن، ومن للقرّاء!؟.

?اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ?

احتفل الأهل والأشقاء أمس، أرضاً وفضاءً، بـ"أمير الشعراء"؛ واصطبغ الحفل بكثير من الدلالات المرسلة في البديع من الأداء والعطاء؛ وكنّا ممن سمع وشاهد.

فنشكر على ذلك أولا؛ هيئة "أبوظبي للثقافة والتراث"، في دولة الإمارات، ثم نشكر لمن أراد لهذا الحفل إفادة وزيادة لخزين اللسان الأم الفصيح، بتنشيط المواهب وجذب المدارك ورفع الهمم، فلا انفكاك عندنا نحن الساعين لمنافع القرآن، بين القرآن وبين اللسان العربي الثَّقِف القويم.

فما عرفناه عن غايات "المسابقة" وأهدافها من الحسنات المعلنة في خدمة العربية، لساناً وإنساناً، ومدينة وعالَماً مؤتلفاً متعارفاً، يدعونا للشكر مع الشاكرين.

ولكن لنا وقفة سائلة ناصحة ..

فلا يخفى ما لمثل هذه الأحفال من الجذب والاستقطاب والتوجيه، خاصّة على ما تلقاه من الحفاوة والسخاوة وحسن التدبير، وما يلفّها من "الإبداع" والتخلّق والبريق.

ثم ما يكال لها بكيل البذل المفتوح، مالاً ورجالاً وجهداً جهيداً، يخطف أبصار النظّار وأفئدة المُقْبلين.

ففي هذا كلّه ما فيه من الحَسَن البديع، ثمّ فيه ما فيه كذلك، من مثار العتب والنصح الجميل ..

فهي هي الدولة الراعية، لأمير الشعراء، ومن قبله "شاعر المليون"، هي هي التي تستضيف تباعاً مستمراً، جوائز "الحفّاظ"، وشخوص العِلْم المكرمين.

فالظرف والحدث والصبغة المتلألئة البهيّة لمسابقة "الأمير"، تثير في المؤمنين الجاهدين لخير هذا القرآن ثائرة الغَيْرة والعُتبى، أن لو كان للقرآن ما كان لـ"الأمير" لكان ثمّة ما يقال!.

فيا أهلنا في الهيئة الراعية، إن كان الحفل لأجل صالحة الشعر، وكان الشعر لأجل صالحة اللسان، ولأجل ميراث شعب عريق، وأمّة منتشرة، فالقرآن فوق ذلك كلّه، فهو للّسان أقوم، وللميراث أحفظ وأجمع، وللخير كلّه أسبق وأسرع.

ولا نقول بدعوى النفي والشطب، بل ندعو إلى تقديم المنازل وحفظ الدرجات لما هو أجلّ وأعلى، أن تكون له المكانة الأسمى، قولاً وشهادة وحفلاً كريماً، دونها كل الذي هو دون!.

فعَلِم الله أن "أهل القرآن" في الأرض كلها غاروا، وتمنّوا للقرآن ما بدا لـ"الأمير"!.

فحولنا نشءٌ من الفتيان والبنين، ملأناهم بالفخر لمن أخذ بالقرآن، نحضّهم عليه حضّا يشرفون به، أنهم حملة "الكتاب"!.

فيا أهلنا الراعين، ويا أخانا الأمير " هزاع بن زايد آل نهيان " ماذا نقول لمن حولنا من الفتية والبنين، حين يسألوننا بعدما رأوا الزينة والبهاء، وسمعوا الفخر والفخامة للفتية الشعراء، وقد بدا على لسانهم السؤال:

أيّهما أرغب للفتى؟، قصيدة بمليون، وصوت وتصويت، وضوء وصُوَر، وهالة وبريق، أم القرآن بأقلّ القليل!؟.

إن من حضر وتابع، ورأى الفوارق والدرجات الآسرات للناس عقولَها، لابدّ أن يهفوَ لذات الجمع المزخرف منهما، ولو حدّثه "الميراث" أن القرآن خير للزاهدين!.

وستسمع النفس المؤمنة ذات العين والأذن والجسد المشترك مع التراب، داعياً خفيّاً يهمس فيها: لقد رأيتَ، فكن شاعراً لا تكن قارئاً؛ كن شعراً لا تكن قرآناً!.

ألم تر كيف أكرموا "القارئ" بِربُع مقسوم، وأكرموا "الشاعر" بالمليون الكاملة!؟.

فنخشى يا أخانا الأمير أن نُغلب أمام البنين، فينفضّوا عنّا رغبة بوشاح "الشاعر الأمير"!.

ولن نعجب إن سمعنا بعضهم يقول بعدها:

كن شعراً لا تكن قرآناً، فالقارئ في النهاية "ولد ٌصالح"، والشاعر هو "الأمير"!.

صلاح الدين أبو عرفة

"أهل القرآن" – بيت المقدس.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أكثر من مرة نشرت وتحت عنوان قرأت لك ما هو مختلف ومختلف فيه والهدف منه تعرف القارىء بما يجري على الساحة والحق أحق أن يتبع والنقل منقول كما هو دون زيادة أو نقصان.

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 09:55 م]ـ

مقالة "أهل القرآن"

رسالة عتب ومحبّة للهيئة الكريمة "أبو ظبي للثقافة والتراث"

"مليون درهم" لأمير الشعراء .. فكم للقرآن، ومن للقرّاء!؟.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* أكثر من مرة نشرت وتحت عنوان {قرأت لك} ما هو مختلف ومختلف فيه والهدف منه تعريف القارىء بما يجري على الساحة والحق أحق أن يتبع والنقل منقول كما هو دون زيادة أو نقصان.

للرفع والتذكير ...

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير