تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[قرأت لك {مجموعة تفاسير}.]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[11 - 08 - 2008, 10:26 م]ـ

تفسير القرآن الكريم

لفضيلة الدكتور العلامة محمد راتب النابلسي

السورة: سورة آل عمران (3).

رقم الدرس: 2/ 6.

عنوان الدرس: محبة الله عز وجل - الآية 31 - .

تدقيق لغوي: الأستاذ غازي القدسي.

التنقيح النهائي: المهندس غسان السراقبي.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين

ففي سورة آل عمران أيها الإخوة، آية تعد مقياساً لكل مؤمن؛ هذه الآية هي الآية الواحدة والثلاثون وهي قوله تعالى:

قال العلماء: لما كثر مدَّعو المحبة لله عز وجل جعل الله سبحانه دليلاً على صدق المحبة أو عدمه، آية في كتابه الكريم، فالمحبة شعورٌ داخلي يستطيع أن يدَّعيها كل إنسان، ولو كان أبعد الناس عن الله عز وجل، يقول لك: أنا أحب الله، فالحب يُدَّعى، لكن الله سبحانه وتعالى طالب المؤمنين بالدليل، فحبك لله عز وجل له دليل، ودليله طاعة رسول الله " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم "، فالإنسان أيها الإخوة لئلا يقع في وهمٍ مهلك، لئلا يتوهم أنه على حق وهو على باطل، لئلا يتوهم أنه محب وهو ليس بمحب، جعل الله هذه الآية دليلاً على محبته للمؤمنين، قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم.

ويبدو أنَّ هذا المرض يصيب أهل الكتاب أيضاً، " وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه "

(سورة المائدة: 18)

هذه دعوى، "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه "، فرد الله عليهم:" قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشرٌ ممن خلق "

(سورة المائدة: 18)

فلو أنّ الله قَبِل دعواهم وأقرهم على ادِّعائهم، لمّا عذَّبهم، وما دام يعذبهم فهم كاذبون في دعواهم، ومن هذه الآية الكريمة استنبط الإمام الشافعي حقيقةً ثابتة، وهي أن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحبابه، بل يبتليهم ويمتحنهم، ولكن لا تستقر حياتهم إلا على الإكرام.

وهنا محل الإشارة إلى أن حياة المؤمن تمر بأطوار ثلاثة؛ فتمر في طورٍ يعالجه الله، ويؤدِّبه إلى أن يحمله على طاعته، وهذا الطور الأول، يعالجه ويضيق عليه ويشدد عليه ويؤدبه بشتى الوسائل النفسية والمادية إلى أن يحمله على طاعته.

إذًا هذا طور التأديب، فإذا حمله على طاعته دخل في طورٍ آخر؛ طور الابتلاء "ونبلونكم بالشر والخير فتنة "

(سورة الأنبياء: 35)

فإذا نجح في الابتلاء دخل في طورٍ ثالث؛ وهو التكريم، لذلك اليهود والنصارى قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه، فقال تعالى:"قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشرٌ ممن خلق"

(سورة المائدة: 18)

فإذا رأيت أن المسلمين ليسوا على ما يتمنون، وحالهم لا ترضي، وليسوا كما قال الله عز وجل، فلم يُستخلَفوا في الأرض، ولم يمكِّن الله لهم دينهم الذي ارتض لهم، ولم يبدلهم بعد خوفهم أمناً، هذه وعود الله عز وجل: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً ".

(سورة النور: 55)

إخوتنا الكرام؛ أي وعد في القرآن الكريم، إنْ رأيته غير محقق، ينبغي أن تشك في الطرف الثاني، لأن الله سبحانه وتعالى قال: "ومن أصدق من الله حديثاً ".

(سورة النور: 87)

وقال:" ومن أوف بعهده من الله ".

(سورة التوبة: 111)

إنّ الله وعد المؤمنين بالنصر فقال: " إن تنصروا الله ينصركم ".

(سورة محمد: 7)

وقال: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم".

(سورة آل عمران: 160)

وعد المؤمنين أن يدافع عنهم فقال الله تعالى:"إن الله يدافع عن الذين آمنوا"

(سورة الحج: 38)

ووَعَد المؤمنين أن لن يجعل للكافرين عليهم سلطانا: "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً "

(سورة النساء: 141)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير