[الإساءة إلى كلام الله و سنة نبيه صلى الله عليه و سلم]
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[18 - 08 - 2008, 08:57 ص]ـ
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً و بعد:
فإن الإساءة لكلام الله أنواع و المسيئون متفاوتون في ذلك بين مسيئ قاصد عامد و مسيئ من غير قصد ولا عمد
أما الإساءة لكلام الله أو سنة نبيه:= بقصد و تعمد فهي أمر لا يقبل شرعاً و لا يقع فيه إلا من نزع الإيمان من قلبه
أما الإساءة لكلام الله و سنة نبيه:= من غير قصد و لا عمد – و ربما يقع فيها الكثير منّا – فأظنها و الله أعلم ما يقع فيه بعض الناس من تحوير لكلام الله و تأويل لأحاديث نبيه:= و حملها على الوجه الذي يريده هو لا على ما جاءت به , و بحكم أن الكتاب و السنة حمّالَي أوجه و يمكن أن نستشهد بهما في كثير من المواضع فإن بعض ضعاف النفوس يستغلون هذه الأدلة لمصالحهم الخاصة , و البعض منهم أسوء من ذلك يقوم بالإفساد و التخريب و يستشهد على ذلك بأدلة من الكتاب و السنة وما ذلك إلا دليل على الفهم السقيم و العقل البليد , و هناك صنف من الناس ربما يسيئ إلى كلام الله دون قصد أو إرادة و ذلك بتتبع الرخص و القيام بأمور لا تصح شرعاً مستدلاً بآية أو حديث فهمه على غير ما جاء به أو ربما استدل به في غير موضعه , فمثل ذلك يعد إساءة لكلام الله و سنة نبيه:= فضلاً عن أن يكون مخالفة شرعية
فما الحل يا ترى؟
لا شك أن هناك حلول و آراء لهذه المعضلة التي قد نقع فيها دون أن نشعر , فمنها – و أتمنى منكم المساهمة في وضع أرائكم و اقتراحاتكم حول هذه المسألة –:
1 - ما أرشدنا إليه المصطفى:= في قوله: ((تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي كتاب الله و سنتي)) و قوله: ((عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين النهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ))
2 - و من المقترحات أيضاً أن تحدد وجهتك بعد أن تحكم عقلك , فلا تأخذ بكلام أيٍ كان خاصة في المسائل الشرعية و العقدية , و أن تجعل مرجعك من تثق به و يشهد الناس على أمانته و علمه.
3 - و من الحلول أيضاً أن تحاول الابتعاد بقدر ما استطعت عن الشبهات و تتبع الرخص و ألا تأخذ بفتوى الشيخ الفلاني في مسألة و الشيخ الآخر في مسألة أخرى حسب ما تقتضيه مصلحتك , فالحرص الحرص على أن توحّد مرجع , و على سبيل المثال مسألة الاستثمار بالأسهم ففيها الكثير من الخلاف حول الشركات الربوية و غير الربوية فعليك أن تأخذ الفتوى من شيخ متخصص , و أن تحدد من هو أهل لذلك ترجع إليه في كل مرة و لا تقل أجازها فلان فهي جائزة بل اجعل مرجعك واحداً.
4 - و من المقترحات أيضاُ تلك الخلطة السريّة والتركيبة السحرية التي أرشدنا لها الدين الحنيف , ألا و هي صلاة الاستخارة فإذا أشكل عليك أمر أو التبست عليك مسألة و تعددت فيها الفتاوى و احترت في ذلك فاستفت قلبك و توضأ و صلّ ركعتي استخارة علّ الله يفرج بها عنك و يلهمك سبيل الصواب.