تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[خمسون ألف معتكف في العشر الأواخر بالمسجد الحرام]

ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[30 - 09 - 2008, 09:59 ص]ـ

هاني اللحياني - مكة المكرمة

خمسون ألف معتكف بينهم 10 آلاف امرأة تركوا أهاليهم وقدموا من كل أنحاء الدنيا بعد ان تجردوا من كل ألقاب ومناصب ووظائف منهم الأستاذ الجامعي وبينهم الشيخ الجليل قطعوا كل وسائل الاتصال كي يتفرغوا للاتصال بالله تعالى إنهم أهل الاعتكاف الذين جمعتهم مظلته في المسجد الحرام رغبة في ما عند الله هكذا هم المعتكفون هذه الأيام ببيت الله الحرام حيث قدسية المكان وشرف الزمان. مجرد النزول في أية ساعة من السلم المقابل لساحات المسجد الحرام وتحديداً المجاور لباب الملك فهد يعني الدخول إلى عالم آخر غير الذي نعيشه والمغلف بصحب حياة الدنيا شخوص تقاسموا مساحات البدروم تتناثر حولهم بقايا حاجات مهمة حرصوا عليها لا تخرج من وسائد وأغطية النوم ملابس وبقية صناديق صغيرة يحفظون فيها حبات من التمر يطفئون بها نار الجوع. هذه قصص بعض المعتكفين التي حاولنا أن نجمعها من أن أطلت العشر الأواخر تسللنا بينهم واقتربنا منهم فكان الحديث الأهم. أبو عبد الله هكذا عرفناه من تونس، تجاوز عمره الخامسة والخمسين، بدت عليه علامات التأثر لحد اغتسال عينيه بالدموع استدرجناه في الحديث وعرفنا أنه كان يعمل مغنيا شعبيا في ناد ليلي أربعين عاماً، يقول أبو عبدالله إنه قضاها على أنغام الموسيقى والطبل ليله نهار ونهاره ليل، لم يكن يعرف وظيفة يسد بها رمقه ورمق أسرته إلا بالعمل في أندية الليل بين المخمورين وبنات الليل ينهي ليله بعد خروج والده من صلاة الفجر لكن ما الذي غير اتجاه بوصلة حياة أبو عبد الله الذي قال: وفاة صديق عمري عازف إحدى آلات الموسيقى وهو مخمور في بيته وأنا أجالسه واسود وجه وغرغره روحه لحد الفزع جعلتني أفكر في الموت حدث هذا وأنا أعيش حالة من الضيق والضنك وكأنها تعصف بحياة لم تفلح كل وسائل اللهو والترفيه والمجون في أن اطفئ نارها في قلبي. وحيث إن قصص التوبة والعودة إلى الله تعالى تكاد لا تخلو من كل حلقة في حلقات المعتكفين لكن الذي أستوقفنا هناك قصة المخرج السينمائي فاضل، من جنسية عربية، الذي أعلن التوبة قبل رمضان بأقل من عشرين يوماً وحرص على أن يقوم بأول زيارة له للمسجد الحرام هذا العام يقول: 33 عاماً هي عمر تجربتي القاتمة في عالم التمثيل والتصوير السينمائي أنتجت خلالها مئات السهرات والأفلام التي أستحيي أن أفصل ما فيها من مجون وعري، وقد كتب الله لي الهداية عن طريق جاري الملتزم الذي لم يمل من دعوتي لأكثر من عشر سنوات حتى انه لم يكن متذمراً أثناء مقابلتي له في كل لحظة وأنا اليوم أتجه للعمل مع قناة تلفزيونية إسلامية متخصصة في إنتاج البرامج الدينية وأسال الله تعالى أن يعينني على الإستقامة والثبات.

هذا عامودي منذ خمسة عشر عاماً أقضي فيه أيام العشر الأواخر من رمضان قالها لنا ضيف الله موقد الزهراني الذي تجاوز السبعين من العمر. وأضاف: هذه أيام فاضلة أشعر أنني أطعم لذتها إلا بين جنبات المسجد الحرام حتى أنني في عام أصابني مرض وأنا في ذروة أيام الاعتكاف لكن من فرط لهفتي وتعلقي به لم أبرح مكاني البتة.

مدير التوجيه والإرشاد بالحرم المكي الدكتور يوسف الوابل أشار إلى أن إداراته خصصت للمعتكفين أقبية المسجد الحرام لإحياء هذه السنة خلال أيام العشر. وقال إنهم قاموا بتوزيع أكثر من 200 ألف مطوية تحتوي على إرشادات هامة لكل معتكف في المسجد الحرام وتحثهم على استغلال الوقت والابتعاد عن التجمعات وأحاديث الجلوس والإكثار من تلاوة القرآن والتفرغ للعبادة مشيراً إلى انه تم تخصيص البابين رقم 81 و82 لدخول أهل الاعتكاف ومعهم أغراضهم، كما تم تعيين مرشدين للتأكد من أن المسموح دخوله للمعتكف سجادة ووسادة وغطاء، مقدراً أعداد المعتكفين بأكثر من خمسين ألف معتكف غالبيتهم من الشباب و20% نساء.

طباعة اكتب رأيك اخبر صديقك اتصل بنا

ـ[ضاد]ــــــــ[30 - 09 - 2008, 01:35 م]ـ

طوبى لهم وتقبل الله منهم الصيام والقيام.

ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[01 - 10 - 2008, 03:17 ص]ـ

ماشاءالله تبارك الله

نسأل الله أن يرحمنتا وإياهم وأن يجعلنا من الفائزين في هذا اليوم الفضيل والحمد لله أن أهل الفن والطرب والمجون يعودون للحق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير