تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من سورة النور]

ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 09 - 2008, 11:10 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم:

كل عام وأنتم بخير أيها الكرام.

هذه بعض المقالات حول آي سورة النور، جمعها كاتبها، بأمر من أحد الشيوخ الفضلاء، كبحث مفصل بعض الشيء في كيفية تناول جملة من آي الكتاب بالشرح اللغوي والأصولي والفقهي بالدرجة الأولى، فلن تخلو من فائدة، إن شاء الله، أردت المشاركة بها تباعا طوال أيام الشهر الكريم: شهر القرآن، أسأل الله، عز وجل، أن ينفع بها الكاتب والقارئ.

فبداية:

سورة النور، مدنية، بالإجماع، كما أشار إلى ذلك القرطبي، رحمه الله، في بداية تفسيرها من كتابه: "الجامع لأحكام القرآن"، ومقصود هذه السورة: ذكر أحكام العفاف والستر، فهي بحق: "سورة الأحكام والآداب".

*****

ومع: قوله تعالى: (سورة أنزلناها):

فتقدير الكلام: هذه سورة أنزلناها، فهي خبر مبتدأ محذوف، أو: تكون: "سورة": مبتدأ، وخبرها: "أنزلناها"، كما قال أبو عبيدة معمر بن المثنى والأخفش، رحمهما الله، ويرجح القول الأول أن: "سورة": نكرة محضة، ولا يجوز الابتداء بالنكرة المحضة، كما قرر النحاة، فإن دلت على: عموم، كأن يسبقها استفهام أو نفي، أو: خصوص، كأن توصف أو تعمل فيما بعدها، جاز الابتداء بها، كما أشار إلى ذلك ابن مالك، رحمه الله، في "الخلاصة" بقوله:

ولا يجوز الابتدا بالنكرة ******* ما لم تفد: كعند زيد نمره

وهل فتى فيكم؟ فما خل لنا ******* ورجل من الكرام عندنا

ورغبة في الخير خير وعمل ******* بر يزين وليقس ما لم يقل

فـ: "فتى" في: "هل فتى فيكم": نكرة سوغ الابتداء بها تقدم الاستفهام بـ: "هل".

و: "خل" في: "ما خل لنا": نكرة سوغ الابتداء بها تقدم النفي بـ: "ما".

و: "رجل" في: "رجل من الكرام عندنا": نكرة سوغ الابتداء بها وصفها بمتعلق شبه الجملة: "من الكرام".

و: "رغبة" في: "رغبة في الخير خير": نكرة سوغ الابتداء بها عملها في: "في الخير".

ولذا أشار القرطبي، رحمه الله، إلى وجه ثالث تكون فيه: "سورة": مبتدأ، سوغ الابتداء بها مع كونها نكرة، وصفها بجملة: "أنزلناها"، لأن: الجمل بعد النكرات المحضة صفات، كما قرر النحاة، ويكون الخبر في: "الزانية والزاني".

وأشار إلى وجه رابع: قرئت فيه "سورةً" بالنصب، على الاشتغال، فيقدر لها عامل من جنس ما بعدها، فتقدير الكلام: أنزلنا سورة أنزلناها، فحذف العامل: "أنزلنا" لذكر العوض: "أنزلناها"، وقد قرر النحاة أنه لا يجمع بين العوض والمعوض عنه في سياق واحد، لأن فيه تكرارا معيبا يتنزه عنه كلام آحاد الفصحاء، فكيف بكلام رب العالمين؟!!!، وعليه تكون جملة: "أنزلناها": مفسرة لا محل لها من الإعراب، وهذا الوجه، إن صحت القراءة به، أبلغ من جهة استرعاء انتباه السامع، لما فيه من التوكيد بالعامل: محذوفا مقدرا، ومثبتا مقررا.

وقد يكون النصب بإضمار فعل أي: اتل سورةً.

بتصرف من "الجامع لأحكام القرآن"، (12/ 132).

ومعنى السورة في كلام العرب:

"الإبانة" من: أبان الشيء إذا فصله، ومنه سمي سور البستان سورا، لأنه يحجز بين داخله وخارجه.

والسورة هي: "المنزلة العالية"، ومن ذلك قول النابغة:

ألم تر أن الله أعطاك سورة ******* ترى كل ملك دونها يتذبذب

وقيل هي من: "الارتفاع"، ومنه قيل لـ: السور: سور، لأنه يكون عادة مرتفعا ليحجب ما وراءه، وفي لسان العرب، مادة "سور":

"وتَسَوَّرْتُه إِذا عَلَوْتَهُ وتَسَوَّرَ الحائطَ تَسَلَّقَه ................. وفي حديث كعب بن مالك: "مَشَيْتُ حتى تَسَوَّرْتُ جِدَارَ أَبي قتادة" أَي: عَلَوْتُه. ومنه حديث شيبة: "لم يَبْقَ إِلا أَنَّ أُسَوِّرَهُ" أَي: أَرتفع إِليه وآخذه. وفي الحديث: "فَتَساوَرْتُ لها" أَي: رَفَعْتُ لها شخصي يقال تَسَوَّرْتُ الحائط وسَوَّرْتُه وفي التنزيل العزيز: (إِذ تَسَوَّرُوا المِحْرَابَ) ". اهـ

وقيل هي: من "السؤر"، ومن ثم خففت الهمزة، كما هي لغة أهل الحجاز، والسؤر هو البقية، وسميت بذلك لأنها قطعت من القرآن على حدة، كما يقطع سؤر الشارب في الإناء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير