[الحب و ما فعل ...]
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 02:02 ص]ـ
:::
الحُب ... تلك الكلمة الجميلة المكونة من حرفين فقط .... ماذا يمكن أن تفعل؟
أترككم مع هذه المقتطفات التي تبين ما يفعله الحب بصاحبه إن لم يكن خالصاً لله عزّ و جلّ ....
الحب قد يصيب صاحبه بالجنون ... و لا أدلّ على ذلك من قول المجنون:
أمر على الديار ديار ليلى=أقبل ذا الجدار و ذا الجدار
و ما حب الديار شغفن قلبي=و لكن حب من سكن الديار
فمن يمشي و يقبل الجدران .... هل يسمى عاقلاً؟؟!!!
بل إنه أبصر ذئباً في الفلاة ... فما كان منه إلا أن قدّم له من ممّا لذّ و طاب من صنوف الطعام ... لماذا؟ لأنه رآه يوماً في حيّ ليلى!!!
و قد يفعل الحب بصاحبه أكثر من ذلك - أترككم مع الأصمعي و فتى البادية-ليحدثكم:
يقول الأصمعي:بينما كنت أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:
أيا معشر العشاق بالله خبروا=إذا حل عشق بالفتى كيف يصنعفكتبت تحته البيت التالي:
يداري هواه ثم يكتم سره=ويخشع في كل الامور ويخضعيقول ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت:
وكيف يداري والهوى قاتل الفتىى=وفي كل يوم قلبه يتقطعفكتبت تحته البيت التالي:
إذا لم يجد صبرا لكتمان سره=فليس له شيء سوى الموت ينفعيقول الاصمعي: فعدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت الحجر ميتا ,
ومكتوب تحته هذان البيتان:
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلغوا=سلامي إلى من كان بالوصل يمنع
هنيئا لأرباب النعيم نعيمهم=وللعاشق المسكين ما يتجرع
و من ضحايا الحب من زلّت به القدم ومات أسوء ميتة عياذاً بالله و يروي لنا ابن القيم حكاية ذلك الشاب:
هذا شاب كان واقفا مرة عند باب داره فمرت امرأة في الطريق ثم قالت له أين حمام منجاب؟ وكانت الحمامات في السابق يجعلونها بيوتا يعني يكون بيت من طابق واحد يجعل فيه مثل البركة الصغيرة تأتي النساء وتغتسل فيها وتقضي حاجاتها ثم تذهب فكان الناس يأتون إلى هذه شيء للرجال وشيء للنساء، مرت امرأة ذات صورة حسنة فأعجبت هذا الرجل فلما مرت به قالت له أين حمام منجاب؟ فرأى حسنها وجمالها وما غض بصره عنها رأى حسنها وجمالها فأعجبته وكان وقفا عند باب داره هو فأشار إلى باب داره وقال هذا حمام منجاب وأنا حارس على الباب فدخلت المرأة إلى داره ثم دخل وراءها وأغلق عليها الباب فلما علمت المرأة أنها مأخوذة لا محالة وأنه قادر عليها وأنها لا حول لها طول ولا قوة ولا تصرف فلما رأت ذلك نظرت إليه قال هاه أريدك على نفسك دعاها إلى الزنا أعوذ بالله فقالت له نعم أنا أريد ذلك المرأة تريد أن تحتال عليه قالت أنا أريد ذلك ولكن ينبغي أن يكون عندنا طعام وشراب نأكله ونفرح به ونسهر الليلة قال نعم من شدة الفرح هذا الرجل تولى خارجا من داره إلى السوق ليشتري طعاما وشرابا ونسي أن يقفل الباب عليها فلما خرج الرجل خرجت المرأة ثم مضت إلى دارها، عاد الرجل بطعامه وشرابه وحلوياته ينظر أين تلك المرأة فلم يجدها عندها تمكن عشقها من قلبه من تلك النظرة من ذلك السهم المسموم فلما تمكن عشقها من قلبه بدأ يصيح في الطرقات ويقول
يا رب سائلة يوما وقد تعبت=كيف الطريق إلى حمام منجاب
يا رب سائلة يوما وقد تعبت=كيف الطريق إلى حمام منجاب
ويسير في الطرقات وقد أصابه شيء من الخبل في عقله بسبب هذا التعلق والعشق الذي سببه الأول والداهية العظمى الكبرى هي تلك النظرة المشؤومة حتى مر يوما في طريق وكانت هذه المرأة ساكنة في هذه الطريق فلما سمعت صوته يقول
يا رب سائلة يوما وقد تعبت=كيف الطريق إلى حمام منجاب نظرت من خلال شرفة في دارها ثم قالت:
هلا جعلت سريعا إذ ظفرت بها=حرزاً على الدار أو قفلاً على الباب
لماذا ما أقفلت الباب أو جعلت حرسا على الدار فلما سمع صوتها صاح وأخذ يردد
كيف الطريق إلى حمام منجاب، كيف الطريق إلى حمام منجاب، حتى أخذ يشهق ومات على هذا الحال.
هذا حال العشق إن لم يكن خالصاً لله و هذا حال العاشقين:
وليس على الأرض أشقى من محب=و إن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكياً في كل حين=مخافة فرقة أو لاشتياق
فيبكي إن نأوا شوقاً إليهم=و يبكي إن دنوا خوف الفراق
إني داعٍ فأمنوا:
اللهمّ ارزقنا حبك .. و حب من يحبك .. و حب كل عمل يقربنا إلى حبك
اللهمّ اجعلنا ممن قيل فيهم: ((يحبهم و يحبونه)) ... و ممن يظلون في ظلك يوم لا ظل إلا ظلك بتحابّنا فيك
آمين ... آمين ... آمين
ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 02:17 ص]ـ
سلام عليكم ورحمة الله ... أهلا بالحبيب أنس عبدالله.
وعلى الإنسان ألا ينقاد لمشاعره وأهوائه في كل شيء.
فكل شيء بالتوسط جميل.
ألم يكن الغلو في الدين مضيعة كما كان الإفراط فيه كذلك؟
بل التوسط محمود حتى في المأكل والمشرب، فقد قال تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا). قال بعضهم: (هذه الآية جمعت الطب كله).
أعود، وأقول: رائع أخي أنسًا.
¥