تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[العزلة النافعة]

ـ[بلاغة الروح]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 01:46 ص]ـ

في العزلة .. البعد عن مواطن الرياء؛ وهو من محبطات الأعمال فإن من جلس وحده لايجد من يرائي له، أما من خالط الناس؛ فإن نفسه تدعوه إلى التصنع وإظهار الفضيلة، فإن الإنسان من طبيعته إظهار الحسن من نفسه، وستر السيء ...

وفي العزلة .. السلامة من الكذب؛ فإن النفس أمارة بالسوء، وحب التزيد في الحديث عادة، وجلب الانتباه بغرائب الحكايات، وعجائب المنقولات ...

وفي العزلة .. الأمان من التهديد والوعيد الذي ينقله الغاوون؛ فإنهم يحبون الأراجيف، وينشطون للشائعات، ويرتاحون لبث الأخبار المخيفة من قتل وحبس وحروب ودمار وجوع، وتخطيط لكارثة، وتدبير لحادثة؛ حتى يبقى قلب السامع في مزعجات، وتعيش نفسه في خيالات، ولو كان وحده لرضي بموعود الله من الكفاية، وتفويض الأمر إليه والتوكل عليه والقرب منه.

وفي العزلة .. السلامة من صلف المتكبرين، وإعراض المتجبرين، وزهو المختالين؛ فإن من الناس من يستهين بمن خالطه أو صادقه بغلظته وفظاظته وزهوه ...

وفي العزلة .. النجاة من عيون الحاسدين، وأبصار الكائدين؛ فإن في حدق العيون رصاص يقتل، وسهام تجرح، وقذائف تدمر ...

وفي العزلة .. تذكر الذنوب، والتفكر في العيوب، والاشتغال بنقص النفس عن نقص الناس؛ فإن من اعتزل ظهرت له أخطاؤه .. وبدت له عيوبه؛ لأنه شغل بها عن عيوب العالمين، فتجده بين ندم على ما فات يستفرغ دموع عيونه، وآهات قلبه، وبين عمار لوقته في الطاعة، وتدبير لمستقبله، واستعداد لرحيله، وتهيؤ لانتقاله.

وفي العزلة .. إسقاط الحقوق عن النفس، والواجبات عن الشخص، فإن الناس لايعذرون؛ لأنك إن زرت فلانا، وتركت علانا،عتب عليك، ونفر منك، ولكن لو عودت الجميع ترك فضول الزيارة إلا في الواجبات الشرعية عذرك الجميع، وعفوا عنك.

منقول من كتاب: (هكذا حدثنا الزمان) للشيخ الأديب: د/عائض القرني.

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 01:51 ص]ـ

نعم بارك الله فيك ...

ـ[بثينة]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 01:52 ص]ـ

وفي العزلة .. تذكر الذنوب، والتفكر في العيوب، والاشتغال بنقص النفس عن نقص الناس؛ فإن من اعتزل ظهرت له أخطاؤه .. وبدت له عيوبه؛ لأنه شغل بها عن عيوب العالمين، فتجده بين ندم على ما فات يستفرغ دموع عيونه، وآهات قلبه، وبين عمار لوقته في الطاعة، وتدبير لمستقبله، واستعداد لرحيله، وتهيؤ لانتقاله.

حقا صدق شيخنا الفاضل

العزلة لها فوائد جمة

شكرا لك أخية على هذا النتقاء الرائع

ـ[مهاجر]ــــــــ[14 - 09 - 2008, 07:03 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا النقل النافع المنتقى بعناية تحقق المقصود.

ومن "مجموع فتاوى ابن تيمية رحمه الله":

"وَقَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ: هَلْ الْأَفْضَلُ لِلسَّالِكِ الْعُزْلَةُ أَوْ الْخُلْطَةُ؟ فَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَإِنْ كَانَ النَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا؟ إمَّا نِزَاعًا كُلِّيًّا وَإِمَّا حَالِيًّا. فَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ: أَنَّ الْخُلْطَةَ تَارَةً تَكُونُ وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ قَدْ يَكُونُ مَأْمُورًا بِالْمُخَالَطَةِ تَارَةً وَبِالِانْفِرَادِ تَارَةً. وَجِمَاعُ ذَلِكَ: أَنَّ الْمُخَالَطَةَ إنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى فَهِيَ مَأْمُورٌ بِهَا وَإِنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فَهِيَ مَنْهِيٌّ عَنْهَا فَالِاخْتِلَاطُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي جِنْسِ الْعِبَادَاتِ: كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَصَلَاةِ الْكُسُوفِ وَالِاسْتِسْقَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ هُوَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ. وَكَذَلِكَ الِاخْتِلَاطُ بِهِمْ فِي الْحَجِّ وَفِي غَزْوِ الْكُفَّارِ وَالْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ وَإِنْ كَانَ أَئِمَّةُ ذَلِكَ فُجَّارًا وَإِنْ كَانَ فِي تِلْكَ الْجَمَاعَاتِ فُجَّارٌ وَكَذَلِكَ الِاجْتِمَاعُ الَّذِي يَزْدَادُ الْعَبْدُ بِهِ إيمَانًا: إمَّا لِانْتِفَاعِهِ بِهِ وَإِمَّا لِنَفْعِهِ لَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْ أَوْقَاتٍ يَنْفَرِدُ بِهَا بِنَفْسِهِ فِي دُعَائِهِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير