[الملك ووزراؤه الثلاثة]
ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 02:56 م]ـ
في يوم من الأيام استدعى الملك وزراءه الثلاثة وطلب منهم أمرا غريبا. طلب من كل وزير أن يأخذ كيسا ويذهب إلى بستان القصر وأن يملأ الكيس للملك من مختلف طيبات الثمار والزروع, كما أنه طلب منهم أن لا يستعينوا بأحد في هذه المهمة و أن لا يسندوها إلى أحد آخر. استغرب الوزراء من طلب الملك و أخذ كل واحد منهم كيسه وانطلق إلى البستان.
فأما الوزير الأول فقد حرص على أن يرضي الملك فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخير الطيب والجيد من الثمار حتى ملأ الكيس. أما الوزير الثاني فقد كان مقتنعا بأن الملك لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار فجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتحر الطيب من الفاسد حتى ملأ الكيس بالثمار مثلما أُمر. أما الوزير الثالث فلم يعتقد أن الملك سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلا, فملأه بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار.
وفي اليوم التالي أمر الملك أن يؤتى بالوزراء الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها, فلما اجتمع الوزراء بالملك أمر الملك الجنود بأن يأخذوا الوزراء الثلاثة
ويسجنوهم كل على حدة, كل واحد منهم مع الكيس الذي معه لمدة ثلاثة أشهر في سجن بعيد لا يصل أليهم فية أحد كان, وأن يمنع عنهم الأكل والشراب. فأما الوزير الأول فضلّ يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة. وأما الوزير الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدا على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها. أما الوزير الثالث فقد مات جوعا قبل أن ينقضي الشهر الأول.
وهكذا اسأل نفسك من أي نوع أنت فأنت الآن في بستان الدنيا لك حرية أن تجمع من الأعمال الطيبة أو الأعمال الخبيثة, ولكن غدا عندما يأمر ملك الملوك أن تسجن في قبرك, في ذلك السجن الضيق المظلم لوحدك, ماذا تعتقد سوف ينفعك غير طيبات الأعمال التي جمعتها في حياتك الدنيا.
منقولة من أحد المنتديات بعد التهذيب.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 03:38 م]ـ
أحسنت بالفعل عبرة ....
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 03:50 م]ـ
نقل وتهذيب لطيف أخي ضاد نفعنا الله بك ودمت للفصيح وللغة ذخراً.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 09:52 م]ـ
جزيت خيراً على النقل و على التهذيب .....
ـ[سما الإسلام]ــــــــ[16 - 09 - 2008, 11:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[مبدعة بلا حدود]ــــــــ[22 - 09 - 2008, 11:50 م]ـ
هذان الإخلاص والأمانة ..
وفقك الرحمن لما يحبه ويرضاه.