تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[في رحاب المهيمن]

ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 08:37 ص]ـ

الحمد لله وبعد

[في رحاب المهيمن]

من مبادئ الاخوان في الدعوة في الدعوة الفردية ضرورة حب المدعو للداعي وتعلقه به هذا التعلق الذي يجعله لا يري إلا ما يري ولا يسمع إلا ما يسمع فيترتب علي ذلك نوع من الطاعة العمياء التي لا تنظر للأمر بل للآمر ولا للفعل بل للفاعل

لا تنظر للأمر أعلي دليل أو هدي أم لا بل ممن صدر وعليه السمع دون نقاش أو لجاج مع قلة علم وعدم اهتمام به بل يكفي حكايات من السيرة معروفة تخدم الغرض المنوط تحقيقه ولا ندعي أن كل أغراضهم هوائية بل الأغلب أغراض شرعية من رقة قلب وعبادة واجتهاد فيها مع التحفظ في الكيفية خاصة ما يلزمون به من قراءة جزء معين من القرآن وكتاب المأثورات والكتيبات الدعوية الخاصة بهم ثم التحذير من القراءة في أي كتاب دون الموافقة عليه فإياك أن تقرأ في كتاب كذا وكذا من كتب الأئمة فأنت لست مؤهلا لذلك وليس مطلوبا منك إذ لهذه النوعية من الكتب متخصصون فلا تتعد حدك ولا تجاوز قدرك

وكان مما دار سابقا من حديث في مناقشة الدخول تحت القبة ما دليلكم؟!

فيقال:أحد الأخوة بمدينة كذا يبحث لنا عن الأدلة!!!!!

وبعد

لم يكن مقصدي الإتيان علي خطاياهم بل لأخلص إلي الآتي

الإخواني يتبع سيده ولا يحيد عنه ولا يخطئه بل لا يفكر في ذلك

كيف يخطئ وهو الذي هداني من الضلالة وأرشدني من العمي

فإن رأي شيئا يعيبه الناس فإنه لا يفكر في كلامهم إذ عنده القناعة بسعة علمه و جهل الناس مع تثبيت قاعدة "التمس ... "

ولهذا يرتكن قادتهم علي هذه الطاعة العمياء فقل من يخرج منها

أما الموسومون بأتباع السلف

فللأسف يأتيهم نقصان من حيث لا يشعرون

ولا يستغرب أحد مقالتي حتي يأتي علي آخرها

أتباع السلف في دعوتهم يؤصلون قاعدة "كل منا يؤخذ من قوله ويرد ...... "

فيتعلم الأخ الجديد أن لا صوت يعلو علي صوت ما يظنه الحق دون تعلم أدب الخلاف

لذا تتأصل فيه هذه النظرة النقدية

وأول من يحترق بأوارها غالبا معلمه

فمع الخطوة الأولي للتعلم يأتي الغرور ومع الغرور يأتي الانتقاص

وهكذا لا يري عيوب نفسه ولا يبحث عنهاإذ هو مشغول كل الشغل بالتفتيش عن كل ما دق وجل من عيوب الناس خاصة الدعاة

والحمد لله أصحاب هذا المذهب قلة قليلة يتفرخون بعضهم من بعض

لكن غلظتهم وجفاءهم لا يكاد يخفي علي أحد فيظلمون الصور المضيئة حولهم

ولأن العامي لا يفرق وله منهج (الحسنة تخص والسيئة تعم) فيأتي خصام الناس

ولا حول ولا قوة إلا بالله يتوفر لنا محصولان أحلاهما مر

الأول: المقلد الذي لا عقل له

الثاني: علم الأعلام والذي لا عقل له أيضا

وهكذا تضيع الدعوة

تتبقي لنا محاصيل كثيرة ربما نتكلم عنها لاحقا

ثم أما بعد

كيف دعاني اسم المهيمن في التفكير فيما سطرت؟!

ألا تري أن الداعية لابد وأن يكون له نصيب من هذا الاسم؟!

غفر الله لنا ولكم

ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[26 - 09 - 2008, 08:38 ص]ـ

تكملة

قلنا إن أهم ما ينبغى للداعية أن يكون له حظ من هذاالا سم الكريم المهيمن

ونكمل

فلابد له أن يسبر غور من حوله ويطلع على نفسياتهم وتكون له الفراسة فيهم

فبعين ثاقبة يلمح الأكثر استعدادا لتأدية المنوط به

والأكثر استعدادا لاستقبال كلام الله وترقيق قلبه

والأكثر استعدادا للتعلم والتعليم والتأدب والتأديب

ويعرف مفتاح هذا وقفله ومدخل ذاك ومخرجه

عليه أن يعلم أن من لم ينفعه ظنه لم تنفعه عيناه

عليه أن يعامل الكل بالحسني وأن يشعر كل فرد أنه محور اهتمامه

عليه أن يتعلم من سيرة سيد ولد آدم الكثير والكثيرة ومن سير السلف الصالح

عليه أن يعلم أن التأديب بالقدوة هو و الأهم وأن الفعل قبل القول

عليه أن يعلم كيف يفجر كل كوامن الطاقة إن أراد وكيف يرشدها

وعليه قبل كل ذلك أن يراقب الله ويعامله في السر والعلن لا ينتظر جزاءا ولا شكورا إلا منه سبحانه

نعود فنقول

ثمار نجاح كل داعية وكل قائد في تأدية عمله يوازي محصوله من هذا الاسم

أعود فأقول نجاحه في تأدية عمله .... لا النجاح في النتيجة

فالنتيجة الدنيوية ربما تكون مزيفة

ولا علم لنا بنتيجة الآخرة

ربما نري لها شواهد

أما الأمر علي الحقيقة فلا يعلمه إلا الله

الفرحة لا تكون بكثرة الأتباع فربما يكون لها من الآثار السلبية أضعاف أضعاف إجابياتها

ولكن الجهد الجهيد في السعي إلي مرضاة الله في عبادته وتعبيد الناس له

ونحن لا نغفل أن الناس غالبا تبع لدين ملوكهم

لكن الملك ليس غالبا المتوج بل المالك للقلوب المتمكن منها

ألا تري معي دعاء الرسول "اللهم أعز الاسلام بأحد العمرين"

ولما آمن أبو بكر دخل سبعة وهو ثامنهم من العشرة في الإسلام

{إن التمعن والتفكر في أسماء الله الحسني وصفاته العلي ومحاولة معرفة نصيبنا منها لسبيل كبير في زيادة الإيمان}

أبوهمام صفر1427

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير