تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

والقول الدارِج الآن: أخي أنا مثل الناس، حط رأسك بين الرؤوس وقل يا قطاع الرؤوس، أهذه آية أم حديث؟ هي كلام فارغ، فالإنسان إذا استطاع أنْ يهدي من حوله، فهذا واللهِ شيء جميل، وإذا استطاع فليصطلح مع الله وحده، وله معاملة خاصة وحده، "وكذلك ننجي المؤمنين".

فهذه الآية مقياس دقيق: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم "، وقال تعالى: "وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشرٌ ممن خلق "، تعامل مع الله مباشرةً، تعامل مع الله بصدق وإخلاص، وأقم أمر الله، يعزك الله:

كن مع الله ترَ الله معك ـــــــــــــــ و اترك الذل وحاذي طمعك

وإذا أعطاك من يمنعه ــــــــــــــ ثم من يعطي إذا ما منعك

...

أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا ــــــــــــــ فإنا منحنا بالرضى من أحبنا

و لذ بحمانا و احتمِ بجنابنا ــــــــــــ نحمك مما فيه أشرار خلقنا

وعن ذكرنا لا يشغلنك شاغلٌ ــــــــــــ وأخلص لنا تلق المسرة والهنا

و سلم إلينا الأمر في كل ما يكن ــــــــــــــ فما القرب ولإبعاد إلى بأمرنا

ينادى له بالكون أنا نحبه ـــــــــــــــــ فيسمع من في الكون أمر محبنا

...

والذي لم يذق طعم القرب لم يذق من الدنيا شيئاً، قال: بعض العارفين مساكين أهل الدنيا، دخلوا إلى الدنيا، وخرجوا منها، ولم يذوقوا أطيب ما فيها، إنها ساعات القرب من الله، والثمن كامِنٌ بنفس كل واحد منكم، الثمن طاعة الله، قال الله تعالى: " ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً ".

(سورة الأحزاب: 71)

راجعوا حساباتكم، راجعوا حسابات قيودكم، بيوتكم فيها مخالفات، فيها معاصٍ، حسابات أعمالكم، حسابات جوارحكم، هي كلها حسابات، فإذا أقمت الإسلام في كيانك، وفي بيتك، وفي عملك، غيَّر الله نمط حياتك، فالله عز وجل قال: "من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة".

والحمد لله رب العالمين

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير