تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

هي امرأة برغم إنها شغلت وأشغلت بفتن الدنيا إلا أنها مع هذا كان لها منهج رباني جميل

يقول الإمام الذهبي رحمه الله عنها:

" كانت عظيمة الجاه والمال لها آثار حميدة في طريق الحج وكان في قصرها من الجواري 100 جارية يحفظن كتاب الله رب العالمين " اهـ

كانت تحب أن تسمع دوي النحل ينطلق من حناجر جواريها بقراءة القرآن، وكانت تعشق هذا اللحن الجميل، وتكره ألحان المعازف والأغاني الماجنة المائعة ..

فمَن خلفيتها هكذا حري بها أن تنطلق بمشروع يخلد ذكرها بها إلى يومنا هذا ويدعو الناس لها بالرحمة إلى اليوم بل ربما إلى يوم القيامة ..

لذا أمرت خبراءها ومستشاريها ومهندسي البلاط وغيرهم لرسم الخطط لمشروع عظيم تنقذ به هؤلاء الحجاج ويفيد أمتها، وقد أنفقت الكثير من أموالها وجواهرها لإنجاز هذا المشروع العظيم.

فعملت على شق الطرق وإنشاء البرك والنزل والاستراحات، وفرغت البيولوجيين بتقصي منابع المياه

ومن ثم قام البناءون بإنشاء البرك والأحواض وحفر الآبار وشق القنوات،

وتم وضع برك لجمع الماء بطريقة ذكية حيث تم وضع كل بركة أسفل وادي صغير تجمع ماء المطر ويستفيد منها الحجاج للتزود بالماء.

ووجهت الفلاحين على طول الطريق بجلب وإنماء الثروة الحيوانية لإمداد المسافرين بالغذاء والمؤن

وظل هذا الدرب لعقود عدة هو مهوى الحجاج ودعوا لها بالخير كلما مروا عليه

لقد بلغ طريق بغداد (عاصمة الخلافة) – مكة وكوفة – مكة أوج إزدهاره وشعر المسافرون بالأمن والطمأنينة وتوفر الماء والغذاء والسكن ..

وأصبح الطريق مفخرة هندسية لتأمين المياه للحجاج من خلال بناء شبكة هائلة من خزانات المياه، تبدأ من الكوفة مروراً بالحدود الشمالية من البلاد السعودية، ثم حائل، فالقصيم، ثم يميل الطريق إلى جهة الجنوب الغربي، شاقاً الصحراء إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة.

وتتوزع على طول الطريق والذي عرف بعد ذلك بـ " درب زبيدة " الآبار وخزانات المياه

وكانت الجمال تعبر من نقطة توقف إلى أخرى للتزود بالماء.

كما توج الطريق بنظام رائع من قنوات المياه خارج مكة المكرمة لتأمين المياه خلال فترة الحج، كما زود الطريق بخزانات للمياه عُرفت باسم «البرك»، وذلك خلال عدة قرون، ولا يزال البعض منها باقيا إلى اليوم، حيث يستفيد منها البدو لسقيا مواشيهم ..

وينتهي الطريق في عين زبيدة، التي تنبع من وادي نعمان، ثم تمر في عرفات، فتقطع وادي عرنة، ثم تنحدر إلى مكة

وكانت مصممة بطريقة انسيابية انحدارية، وتنتشر على الطريق الذي ظل سالكاً طوال ثلاثة عشر قرناً، وأقيمت على امتداد الطريق المحطات المعمورة، والمنازل، والاستراحات، والمصليات، ورصفت تلك البرك بالحجارة لمنع تسرب المياه منها إلى باطن الأرض بالإضافة إلى بناء المرافق اللازمة من آبار وسدود كما أقيمت على الطريق علامات ومنارات توضح مسار الدرب ليهتدي بها المسافرون في طريقهم لإتمام سيرهم.

وتنافس خلفاء بني العباس في خدمة "درب زبيدة " حيث حفروا الآبار في الطريق، وبنوا القرى والجوامع والبرك والمساجد ..

وكانت بداية اندثار هذا الدرب عندما بدأت الفتن في الدولة الإسلامية – وضع خطين تحت كلمة الفتن - ومن ثم بدأت الحروب وتعديات القبائل على الطرق بالنهب والسلب وقطع الطريق مع نهاية القرن الثالث الهجري وتعطل الطريق نهائياً مع سقوط بغداد على أيدي المغول سنة 656هـ

ومع ذلك لا زالت أجزاء من الطريق باقية إلى وقتنا الحاضر وتسعى حكومة السعودية إلى حفظ آثارها وترميم بعضها ..

قديماً .. قال المتنبي:

ولو أن النساء كما رأينا ...... لفضلت النساء على الرجال

ويقول أحد المؤرخين:

في تاريخ الإسلام شهادات لا تعد ولا تحصى على الدور البارز الذي اضطلعت به المرأة المسلمة في حياة مجتمعها، وأثرت على مسير تاريخها، وحياة دولها.

ولكن لم يشهد التاريخ مأثرة عمرانية وإنسانية ودينية تشابه ما فعلته هذه السيدة الهاشمية لصالح أمتها، وشعوب أوطانها، وستبقى الجغرافيا قبل التاريخ تشهد على ما قدمته " زبيدة " من إحساس بالغ الروعة بمشكلات البسطاء من أبناء شعبها.

وسيبقى " درب زبيدة "، وآثاره الواضحة إلى يومنا هذا أمثولة رائعة لدور المرأة المسلمة في تاريخ الأمة

فمن منكن يا نساءنا ستسلك درب زبيدة بدلاً من دروب آخر أخبار الموضة والمكياج ومطاردة الماركات العالمية من محل إلى آخر وصرف المال فيما يضر ولا ينفع!!

بقلم كرم مبارك 16/ 8/2008

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[16 - 08 - 2008, 11:28 م]ـ

بعض الصور عن درب زبيدة جمعتها من مواقع متعددة جزى الله مصورها خيراً

http://www.uaes-up.com/upload-img/174c8c0035f.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/379ef1c0d14.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/05d6dcfcf94.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/2d53f4d2450.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/ed83ca81778.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/19921b8a7a2.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/bfbd0c2d4c3.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/f8ee05af629.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/e048b2ee338.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/912ec2b0d0b.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/74b67e8b2fa.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/e23e449d286.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/1154357246d.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/c2a3505026c.jpg (http://www.uaes-up.com)

http://www.uaes-up.com/upload-img/7bad89f1025.jpg (http://www.uaes-up.com)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير