تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قبل أن أذكر الموقف الطريف أشير إلى أنني عنيت بتجمد الثلوج تحولها إلى جليد:)

مشكلتي أن ذاكرتي لا تحتفظ بكل الأحداث التي تمر بي، كما لا تحتفظ بالأسماء والتواريخ .. وأحمد الله أنها تحتفظ بالمسائل العلمية ..

بعد حصولي على الدكتوراه عملت مديرا إداريا في دار الرفاعي للنشر بالرياض لمدة أربع سنوات ثم تعاقدت مع كليات التربية للبنات وعينت في كلية التربية بأبها .. عام 1413 هـ في وقت متأخر من بداية الفصل الأول .. وكنا في الشتاء .. والشتاء في أبها شتاء ..

علمت أن أحد الشيوخ الأدباء ... مقيم في منتجع بالسودة (أبرد منطقة في أبها) .. فاتصلت به على أن أزوره بعد العصر في أحد الأيام .. وذهبت في الموعد المحدد فاستقبلني خير استقبال، وكان هذا أول لقاء لي به، وكان عاكفا على تأليف أحد كتبه، وخضنا في حديث عن النحو .. وقال إن له استدراكات على سيبويه .. ولا أدري كيف تحول الحديث فسألني عن وجه الرفع في الفعل في قوله سبحانه: (علم أن سيكون منكم مرضى) مع تقدم الناصب، فأجبته أن (أن) هنا ليست الناصبة للمضارع ولكنها مخففة من الثقيلة .. فهز رأسه وكأنه أحرج .. قلت في نفسي: سبحان ما أجدر بالإنسان أن يتواضع .. فهذا الشيخ قبل قليل ذكر أنه استدرك على سيبويه أكثر من مائة موضع، وها هو ذا يتوقف فلا يميز أن الناصبة للمضارع من أن المخففة من الثقيلة.

ليس هذا موضع الطرفة، وإنما الطرفة أنني عندما هممت بالانصراف أصر الشيخ أن يصطحبني إلى باب داره، وعندما خرجت لم أجد حذائي، فاحترت .. ماذا أفعل .. أأمشي حافيا إلى السيارة دون أن أخبر الشيخ أم أخبره بالأمر .. وفي أثناء حيرتي .. كنت ألتفت وأبحث لعلي أجد حذائي، فلحظ الشيخ حيرتي وترددي واستفسر عما بي فقلت له كالمعتذر .. لا أدري أين وضعت حذائي .. فما كان من الشيخ إلا أن نادى بنيه وكانوا صغارا بارك الله فيهم .. فاجتمعوا حولنا .. وهم كثير ما شاء الله فسألهم: وين نعال الدكتور؟ .. وأنا أقول: دعهم يا شيخ فالأمر يسير .. وهذه سيارتي معي .. ستوصلني للبيت .. ولا يلزمني الحذاء .. فبادر أحد الصغار قائلا: والله فلان .. يعني أحد إخوته رمى النعال في (الزبالة) .. وكان هذا متخلفا عن الاجتماع فناداه الشيخ وأمره أن يأتي بالنعال، فذهب وأتى بالحذاء وقد تلطخ .. و ... فأمر الشيخ أحد الخدم بتنظيفه وجلست إلى أن أخبرت أن الحذاء جاهز .. فانصرفت وأنا في غاية الإحراج .. ووددت لو أني انصرفت حافيا ولا أشهد هذا الموقف ..

بارك الله في الشيخ ومتعه بالعافية .. فقد دعاني بعد ذلك وكان في غاية الكرم.

لا تقولوا: طرفة باردة:) فهذه ما أسعفتني بها الذاكرة ..

أما موقف الحزن ففي لقاء آخر.

مع التحية الطيبة.

ـ[أم أسامة]ــــــــ[20 - 10 - 2008, 07:45 م]ـ

مرحبا بالأستاذة الفاضلة ..

قبل أن أذكر الموقف الطريف أشير إلى أنني عنيت بتجمد الثلوج تحولها إلى جليد:)

مشكلتي أن ذاكرتي لا تحتفظ بكل الأحداث التي تمر بي، كما لا تحتفظ بالأسماء والتواريخ .. وأحمد الله أنها تحتفظ بالمسائل العلمية ..

بعد حصولي على الدكتوراه عملت مديرا إداريا في دار الرفاعي للنشر بالرياض لمدة أربع سنوات ثم تعاقدت مع كليات التربية للبنات وعينت في كلية التربية بأبها .. عام 1413 هـ في وقت متأخر من بداية الفصل الأول .. وكنا في الشتاء .. والشتاء في أبها شتاء ..

علمت أن أحد الشيوخ الأدباء ... مقيم في منتجع بالسودة (أبرد منطقة في أبها) .. فاتصلت به على أن أزوره بعد العصر في أحد الأيام .. وذهبت في الموعد المحدد فاستقبلني خير استقبال، وكان هذا أول لقاء لي به، وكان عاكفا على تأليف أحد كتبه، وخضنا في حديث عن النحو .. وقال إن له استدراكات على سيبويه .. ولا أدري كيف تحول الحديث فسألني عن وجه الرفع في الفعل في قوله سبحانه: (علم أن سيكون منكم مرضى) مع تقدم الناصب، فأجبته أن (أن) هنا ليست الناصبة للمضارع ولكنها مخففة من الثقيلة .. فهز رأسه وكأنه أحرج .. قلت في نفسي: سبحان ما أجدر بالإنسان أن يتواضع .. فهذا الشيخ قبل قليل ذكر أنه استدرك على سيبويه أكثر من مائة موضع، وها هو ذا يتوقف فلا يميز أن الناصبة للمضارع من أن المخففة من الثقيلة.

ليس هذا موضع الطرفة، وإنما الطرفة أنني عندما هممت بالانصراف أصر الشيخ أن يصطحبني إلى باب داره، وعندما خرجت لم أجد حذائي، فاحترت .. ماذا أفعل .. أأمشي حافيا إلى السيارة دون أن أخبر الشيخ أم أخبره بالأمر .. وفي أثناء حيرتي .. كنت ألتفت وأبحث لعلي أجد حذائي، فلحظ الشيخ حيرتي وترددي واستفسر عما بي فقلت له كالمعتذر .. لا أدري أين وضعت حذائي .. فما كان من الشيخ إلا أن نادى بنيه وكانوا صغارا بارك الله فيهم .. فاجتمعوا حولنا .. وهم كثير ما شاء الله فسألهم: وين نعال الدكتور؟ .. وأنا أقول: دعهم يا شيخ فالأمر يسير .. وهذه سيارتي معي .. ستوصلني للبيت .. ولا يلزمني الحذاء .. فبادر أحد الصغار قائلا: والله فلان .. يعني أحد إخوته رمى النعال في (الزبالة) .. وكان هذا متخلفا عن الاجتماع فناداه الشيخ وأمره أن يأتي بالنعال، فذهب وأتى بالحذاء وقد تلطخ .. و ... فأمر الشيخ أحد الخدم بتنظيفه وجلست إلى أن أخبرت أن الحذاء جاهز .. فانصرفت وأنا في غاية الإحراج .. ووددت لو أني انصرفت حافيا ولا أشهد هذا الموقف ..

بارك الله في الشيخ ومتعه بالعافية .. فقد دعاني بعد ذلك وكان في غاية الكرم.

لا تقولوا: طرفة باردة:) فهذه ما أسعفتني بها الذاكرة ..

أما موقف الحزن ففي لقاء آخر.

مع التحية الطيبة.

موقف بحق طريف ... :) .. الطفل أحرج والده الشيخ ألم يجد موضع غير (الزبالة) يضع النعال فيه!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير