ـ[ابن القاضي]ــــــــ[04 - 10 - 2008, 04:09 م]ـ
ليس القصد من الزخرفة في هذا المسجد التباهي ..... إنما أنشئ من زجاج يُرى من خلاله المصلون داخل المسجد .... و قد قصدوا بذلك المساهمة في نشر الإسلام حيث يقع هذا المسجد في موقع مهم في المدينة و ذلك لكي يرى الناس ما عليه المسلمون داخل المسجد و كيف يصفون بانتظام لأداء الصلاة .... و الموضوع يتحدث عن نفسه من خلال الرابط السابق
:::
جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا التوضيح.
وبالمناسبة فإن الفقهاء لديهم قاعدة اسمها، قاعدة " تغيّر الفتوى بتغيّر الزمان والمكان ".
وأرى أنّ هذه المسألة من تطبيقاتها، إذ كيف يستوي حكم الزخرفة والتشييد في مسجد بُني في قرية أو ناحية من نواحي بلدة إسلامية، بمسجد بُني في قلب عاصمة من عواصم البلاد الغربية.
وكيف يحسن بالمسلمين المقيمين في بلاد الكفر أن يظهروا أهم شعائر الإسلام بمظهرٍ لا يليق في أعين من يقدِّس المظاهر والجمال.
ولو لم يكن في تشييد المساجد بأنواع الطلاء والأصباغ في بلاد الكفر، والمبالغة في تزويقها وزخرفتها إلا إظهار عظمة الإسلام، وقوة أهله؛ لكان ذلك حسنة يشكر عليها أصحابها.
والله أعلم.
ـ[ضاد]ــــــــ[04 - 10 - 2008, 04:36 م]ـ
أخي ابن القاضي. ألا ترى أن ذلك مما يحول المساجد إلى متاحف؟ ومما يقربها من الأسلوب الكنسي في البناء من التعظيم والمبالغة في التزويق وفي العلو حتى يحس الداخل إليها بالرهبة؟ إن عظمة الإسلام لم تكن أبدا عظمة بنيان, بل كانت أبدا عظمة إنسان. فرسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ليلة القدر قال أنه رأى نفسه فيها يسجد في ماء وطين, وهذا مسجد رسول الله.
ماذا تنفعنا المساجد المزخرفة التي صرف في بنائها أموال طائلة - سواء في بلاد الإسلام أو الكفر - وهي لا تقدم للناس علما بالإسلام, لا تقدم دعوة, لا تقدم للدين ولا للناس شيئا؟ لا أريد أن أدخل في مجال مساجد الرؤساء, لأن هذا ليس مقامه. ولكن دعنا في مساجد أوربا. إن أنجح المساجد - وعن خبرة - في أوربا هي أبسطها. أنجحها لأن الناس عطشى إلى العلم والمعرفة, والمساجد الصغيرة والبسيطة عادة ما يقوم عليها شيوخ وأصحاب علم يقبل عليهم الناس من كل مكان. أما المساجد الكبيرة - إلا ما رحم ربك - يقوم عليها إدارات مسيسة إما تابعة لدولة عربية بعينها أو - مثل المسجد في موضوعنا - لاتحاد المسلمين بألمانيا وهي هيئة أغلبها أتراك - إن لم يكن كلها - علومهم بالدين قليلة ومهامهم سياسية إدراية بحتة. لا أريد أن أطعن فيه لأنه يفعل ما في وسعه جزاه الله خيرا. ولكن أريد أن أنبه أن هذا المسجد الذي سيبنى - وبعد كل الذي حدث وقيل - سيكون مسجدا يتحدث باسم المسلمين ولكن الإسلام الذي يعرضه سيكون الإسلام الذي تريده ألمانيا. وأسأل الله أن يحفظنا مما سيخرج منه من فتاوى.
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[04 - 10 - 2008, 07:01 م]ـ
أخي ابن القاضي. ألا ترى أن ذلك مما يحول المساجد إلى متاحف؟ ومما يقربها من الأسلوب الكنسي في البناء من التعظيم والمبالغة في التزويق وفي العلو حتى يحس الداخل إليها بالرهبة؟ إن عظمة الإسلام لم تكن أبدا عظمة بنيان, بل كانت أبدا عظمة إنسان. فرسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ليلة القدر قال أنه رأى نفسه فيها يسجد في ماء وطين, وهذا مسجد رسول الله.
ماذا تنفعنا المساجد المزخرفة التي صرف في بنائها أموال طائلة - سواء في بلاد الإسلام أو الكفر - وهي لا تقدم للناس علما بالإسلام, لا تقدم دعوة, لا تقدم للدين ولا للناس شيئا؟ لا أريد أن أدخل في مجال مساجد الرؤساء, لأن هذا ليس مقامه. ولكن دعنا في مساجد أوربا. إن أنجح المساجد - وعن خبرة - في أوربا هي أبسطها. أنجحها لأن الناس عطشى إلى العلم والمعرفة, والمساجد الصغيرة والبسيطة عادة ما يقوم عليها شيوخ وأصحاب علم يقبل عليهم الناس من كل مكان. أما المساجد الكبيرة - إلا ما رحم ربك - يقوم عليها إدارات مسيسة إما تابعة لدولة عربية بعينها أو - مثل المسجد في موضوعنا - لاتحاد المسلمين بألمانيا وهي هيئة أغلبها أتراك - إن لم يكن كلها - علومهم بالدين قليلة ومهامهم سياسية إدراية بحتة. لا أريد أن أطعن فيه لأنه يفعل ما في وسعه جزاه الله خيرا. ولكن أريد أن أنبه أن هذا المسجد الذي سيبنى - وبعد كل الذي حدث وقيل - سيكون مسجدا يتحدث باسم المسلمين ولكن الإسلام الذي يعرضه سيكون الإسلام الذي تريده ألمانيا. وأسأل الله أن يحفظنا مما سيخرج منه من فتاوى.
:::
لا، لا أرى ذلك؛ فكونها ـ تبنى بفخامة وعظمة، وتزخرف وتُزيّن، إظهارا للعظمة، وجذبا للآخرين ـ شيء بحد ذاته محمود.
وكونها ـ مسيّسة، ولا تقام فيها الأنشطة والدروس بالقدر المطلوب ـ شيء آخر لا علاقة له بأصل الموضوع، ولا يناط به حكم، فكم من مسجد في قلب العالم الإسلامي مبني بكل بساطة، يكاد يكون مهجورا، لا يقام فيه درس واحد، ولا يعرف إمامه حتى أركان الصلاة.
فحكم البناء لإظهار العظمة شيء، وما يفعله القائمون على المسجد شيء آخر، لا علاقة له بحكم البناء والزخرفة.
وإن جُمع بين الأمرين، بأن بُني المسجد بفخامة وجمال وعظمة، وأقيمت فيه الأنشطة الخيرية المتنوعة ـ كما هو الحال في كثير من المساجد في بلاد الغرب ـ فهذا خير إلى خير.
ودمت سالما معافى.
¥