تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

موقفٌ مع الوُقوفِ ذاتِه!! ..

ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 07:12 ص]ـ

:::

((مَوْقِفٌ))

لابُدَّ لكَ في كلِّ أمرٍ من (موقفٍ) تُحدِّد فيه ما تريدُ و ما لا تريد ..

ما ترْضَى و ما لا ترْضَى ..

تُقرِّر فيه المُضِيِّ قُدُمًا، أو الثبات حيثُ أنت، أو الرُّجوع القَهْقَرى ..

إنَّ هذا (الموقف) لَهُوَ الأساسُ لمُسْتَقبلِك ..

هذا (الموقف) هو (القرار) الذي مَنَحَكَ اللهُ تعالى نعمةَ اتِّخاذِه ..

ثمَّ جعل لك منفعته، أو عليك وِزْرَه ..

هذا (الموقف) هو الفيصلُ بين النَّجاحِ و الفشلِ، و التَّعاسَةِ و الهَنَاءِ ..

هو المبتدأُ لوضعٍ جديدٍ تَرْسُمُهُ انت بريشتِك، و تَضَعُ ألوانَهُ لونًا لونًا كيفما تُريد ..

يقول الغربيون و من نحا نحوهم أنَّك بذلك تصنع قدرك making your own destiny ، و هذا بعيدٌ كل البعدِ عن الحقيقة ..

حيثُ أن الله تعالى قد خلقك، و كذلك خلق أفعالك و اختياراتك ..

و لكنه تركك بالاختيارِ و قد سَبَقَ في علمهِ الواسعِ المحيطِ أنَّك ستختارَ كذا أو كذا ..

لذا فأنت تختار، و الله هو صانع قدرك، و يُيَسِّرك لما اخترته أنت بكامل إرادتك و تمام عقلك؛ فأنت فاعلٌ مفعول ..

أهم ما في هذا (الموقف) هو: كيف تّقِفْ؟؟!! ..

فأنت يجب أولاً أن تَدْرُسَ حَالَكَ بتأنٍ و رَوِيةٍ و صبرٍ ..

و من ثمَّ تَخْلُص إلى (القرار) ..

ثم تبحث هذا (القرار) و تَزِنْهُ و تقيِّمْهُ ..

فإن وجدت (القرار) صالحًا وضعته موضع التنفيذ، و إلا عدَّلته قدر ما يُقَرِّبُك من تقليصِ الخسارةِ و تحصيلِ أكبر المنفعة ..

و ذلك كله إثر استخارةٍ و استشارةٍ ..

و لا ضل من استخار، و لا خاب من استشار ..

و أعقلُ الناسِ منْ لمْ يرتَكِب سَبَبًا ... حتَّى يُفَكِّر ما تَجْنِي عَوَاقِبُهُ

و ها أنت ذا قد عرفت كيف تقف ..

فأنت إن فعلت ما سبق فقد وقفت على أرض صلبة و يبقى (التنفيذ) ..

فإلى (التنفيذ) ..

لا تتردَّد .. أبدًا لا تتردَّد ..

فالرزقُ، و الإحياءُ، و الإماتةُ، و تدبيرُ الأمرِ، و الحكمُ كلُّها للهِ تعالى وحده، بلا شريك و لا مُنَازِع ..

فكلُّنا له عبدٌ مربوب ..

كلنا من الفقيرِ و الغنيِّ .. و السلطان و السُّوقَة ..

و هو وحدهُ جلَّ و عَلا ربُّ العالمين القائمُ بكلِّ شئونِ العبادِ ..

سبحانَهُ جلَّ شأنُه يُربِّي عباده بالنِّعمِ .. و ليسَ من وليِّ نعمةٍ سواه ..

و بما أن الله هو الرب ..

فلم التردُّد!! ..

لم الخوف من الضرر ..

لم اتِّقاء سُخريةِ الناس ..

لم الرهبة من انقطاع الرزق ..

اجْمَعْ عَزْمَك ..

و علِّق بالله رجاءَك ..

ثم امْضِ قُدُمًا و لا تلتفت ..

لا يستخفَّنَّك الناس ..

و لا يُرهبنَّك عزٌ و لا سلطانٌ ..

و لا يَضيرَّنك ما ستخسر ..

و لكل (موقف) متالِف ..

و اللهُ عنده بدلُ الخير ..

اجمع مع التوكُّلِ صبرًا .. و امزِجْه بماء الرَّجاء .. و اغمسْ كلَّ هذا في حُسنِ ظنٍ بالله عزَّ و جلَّ ..

ثم اجعل كل ذلك عُدَّتك و عَتَادك و وقودك طوال (وقفتك) ..

فإن (الوقفة) قد تطول و تطول ..

و إياك أن تتزحْزحْ .. فإن النصرَ مع الصبرِ .. و إنما النصرُ صبرُ ساعة ..

((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً))

ـ[تيما]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 12:08 م]ـ

اجمع مع التوكُّلِ صبرًا .. وامزِجْه بماء الرَّجاء .. واغمسْ كلَّ هذا في حُسنِ ظنٍ بالله عزَّ وجلَّ ..

ثم اجعل كل ذلك عُدَّتك وعَتَادك ووقودك طوال (وقفتك) ..

فإن (الوقفة) قد تطول وتطول ..

وإياك أن تتزحْزحْ .. فإن النصرَ مع الصبرِ .. وإنما النصرُ صبرُ ساعة ..

((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً))

ما أروعها من كلمات أخي الكريم .. بارك الله فيك

أراها مشاركتك الأولى فأهلا وسهلا بك في رحاب الفصيح ..

.

.

ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 07:16 م]ـ

ما أروعها من كلمات أخي الكريم .. بارك الله فيك

و فيك بارك الله أختنا و جزاك خيرًا ..

و أمَّا الرائع فهو الواقفُ أمام الرياح حاسرًا لثباتِ قلبِه!! ..

أراها مشاركتك الأولى فأهلا وسهلا بك في رحاب الفصيح ...

بل أهلاً بفصيح فِيَّ!! ..

دُمت مُسارعةً لكل خير ..

ـ[نور الندى]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 07:48 م]ـ

أهلا وسهلا بك بيننا أخى الكريم

مشاركة قيمة

ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 07:35 ص]ـ

أهلا وسهلا بك بيننا أخى الكريم

مشاركة قيمة

حَفِظَ اللهُ لكمُ الأهل؛ و سَهَّل الحَزْنَ و خَضَّرَ السَّهْلَ ..

جزاكِ اللهُ خيرًا و بارك فيك ..

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير