تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التنحل والتنمل]

ـ[إسماعيل السماعيل]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 01:25 م]ـ

يعيش معنا في هذا الكوكب عوالم من الكائنات، ولكل منها طرق عيش وطبائع، وقد ضرب الله لنا منها أمثلة لتتضح بها معاني ومقاصد، وبما أن الحكمة ضالة المؤمن، فقد وجد بعضهم ضالة ثقافية في كسب النحلة والنملة.

فعيش النحلة يرتكز على جني الرحيق من الأزهار، ومن النباتات، وقد نراها أحياناً في مرامي القمامة تمتص منها، لكن في النهاية يخرج عسل مصفى، حتى وإن اختلفت ألوانه وأنواعه، فهو يبقى عسلاً ينسب للنحل.

وعيش النملة يرتكز على جمع ما تجده قدامها، فحبة قمح، وكسرة سكر، ونتفة خبز ... الخ، وفي النهاية يكون مخزونها وإنتاجها هذا الخليط غير المتجانس الذي لا يصدق عليه وصف معين.

ومثل هذا تكوين البشر لثقافاتهم، فمنهم من يكون كالنحل يقرأ من هنا وهناك، ويركز على المفيد والنافع (رحيق الزهور)، وقد يأخذ ما ينفعه من مواطن السوء (مرامي القمامة)، لكن في النهاية يخرج بعقل قد بني ثقافياً ومعرفياً، فله بصمته وله رؤيته وله منهجه، ويُخرج نتاجاً متزناً صافياً (عسل مصفى).

ومنهم من تكون ثقافته كطعام النمل، معلومات متراكمة: دين، وسياسة، وشعر، ورياضة، وفكر، وتاريخ، ومخترعات، وتِقانَة ... وهكذا، فيكون عقله أشبه بمستودع في ميناء، كل ما قذفته المراكب واستطاع تلقُفَه تلقَفَه، فلا تعرف له وجها ولا قفا، يخبرك بنظرية، وينقضها ببيت شعر -وليته يعلم-.

ومما يزيد المصيبة أنه يظن نفسه عالماً ومثقفاً لما في رأسه من معلومات، كما أنه قد استنزف وقتاً وجهداً في جمع هذه المعلومات، لكن لم يحسن الإفادة منها، وهو –غالباً- أبعد من يعمل بعلمه، وكيف يعمل وعلمه مضطرب متناقض.

وشكراً لكم، ثم شكراً لملحوظاتكم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*للأمانة: أصل التشبيه بالنحلة والنملة من د. محمد الصامل، وقد نسبه إلى د. حسن الهويمل.

ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 01:44 م]ـ

ومنهم من تكون ثقافته كطعام النمل، معلومات متراكمة: دين، وسياسة، وشعر، ورياضة، وفكر، وتاريخ، ومخترعات، وتِقانَة ... وهكذا، فيكون عقله أشبه بمستودع في ميناء، كل ما قذفته المراكب واستطاع تلقُفَه تلقَفَه، فلا تعرف له وجها ولا قفا، يخبرك بنظرية، وينقضها ببيت شعر -وليته يعلم-.

ومما يزيد المصيبة أنه يظن نفسه عالماً ومثقفاً لما في رأسه من معلومات، كما أنه قد استنزف وقتاً وجهداً في جمع هذه المعلومات، لكن لم يحسن الإفادة منها، وهو –غالباً- أبعد من يعمل بعلمه، وكيف يعمل وعلمه مضطرب متناقض.

لا مانع من أن يكون عقل الشخص مستودع في ميناء يحوي الغالي و الرخيص ... لكن عليه أن ينفع و ينتفع بما يملك , و بذلك يحقق المصلحتين الشخصية و العامة .... المهم أنه يرمي مالا ينفع في القمامة و يُهدي ما ينفعُ الناسَ

كلامك جميلٌ أخي ... و حيّاك الله في منتداك

ـ[كرم مبارك]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 04:14 م]ـ

نقل رائع أخي

أشكرك

ـ[إسماعيل السماعيل]ــــــــ[12 - 10 - 2008, 06:26 م]ـ

الكريم: أنس عبدالله

حياك الله وشكراً لك.

والذي يزعجني تناقض طرحه وتفاوته دون أن يعلم، وعلى كل هو أفضل من الفارغ من كل شيء.

الكريم: كرم مبارك

شكراً لك، والنقل فقط للتشبيه بالنحلة والنملة أما باقي الفكرة والأسلوب والتوضيح والتفصيل، فمني، وشكراً.

ـ[أبو فجر]ــــــــ[18 - 10 - 2008, 04:49 ص]ـ

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه

ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير