[قصة حدثت قبل وجود الإنسان]
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 12:26 ص]ـ
فى قديم الزمان
حيث لم يكن للبشر وجود على الأرض بعد ....
كانت الفضائل والرذائل .. تطوف العالم معا ...
وتشعر بالملل الشديد ....
ذات يوم ... وكحلٍ لمشكلة الملل المستعصية ...
اقترح الابداع .. لعبة .. وأسماها الاستغماية ..
أحب الجميع الفكرة ...
وصرخ الجنون: أريد أن أبدأ .. أريد أن أبدأ ...
أنا من سيغمض عينيه .. ويبدأ العدّ ...
وأنتم عليكم الاختفاء ....
اتكأ بمرفقيه .. على شجرة .. وبدأ ...
واحد ... اثنان .... ثلاثة ....
وبدأت الفضائل والرذائل بالاختباء ..
وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر ..
وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة ...
دلف الولع بين الغيوم ..
ومضى الشوق إلى باطن الأرض ...
الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة .. ثم توجه لقعر
البحيرة ..
واستمر الجنون: تسعة وسبعون ... ثمانون .... واحد وثمانون ..
خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها ... ماعدا الحب ...
كعادته .. لم يكن صاحب قرار ... وبالتالي لم يقرر أين يختفي ..
فماأصعب إخفاء الحب ..
تابع الجنون: خمسة وتسعون ....... سبعة وتسعون ....
وعندما وصل الجنون في تعداده الى: مائة
قفز الحب وسط أجمة من الورد .. واختفى بداخلها ..
فتح الجنون عينيه .. وبدأ البحث صائحا": أنا آت إليكم .... أنا آت إليكم ....
كان الكسل أول من انكشف ... لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه ..
ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر ...
وبعدها .. خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس ...
واشار على الشوق ان يرجع من باطن الأرض ...
وجدهم الجنون جميعا ... واحدا بعد الآخر ....
ماعدا الحب ...
كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن الحب ... حين اقترب منه الحسد
وهمس في أذنه:
الحب مختف في شجيرة الورد ...
التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح .. وبدأ في طعن شجيرة الورد بطيش
ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب ...
ظهر الحب .. وهو يحجب عينيه بيديه .. والدم يقطر من بين أصابعه ...
صاح الجنون نادما: يا إلهي ماذا فعلت؟ ..
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر؟ ...
أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي ... لكن لازال هناك ماتستطيع
فعله لأجلي ... كن دليلي
ومن يومها .... يمضي الحب اعمى ... ويقوده الجنون
(منقول مع بعض التعديلات)
ـ[ضاد]ــــــــ[15 - 10 - 2008, 09:21 م]ـ
وصلني مثلها ولكن باللسان الألماني. أراها حكمة لا حكمة فيها. بوركت على النقل.
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 12:58 م]ـ
وصلني مثلها ولكن باللسان الألماني. أراها حكمة لا حكمة فيها. بوركت على النقل.
رأيك يُحترم استاذي ,,,
و بما أنها قصةٌ رمزية يحق للقارئ أن يفسرها كما شاء , فلي رأيٌ آخر:
و هو أنّ الحُبّ إذا لم يكُن خالصاً لله و على النهج المحمدي القويم , فلا يعدو أن يكون خُرافات و تُرّهات عمياء يقودها الجنون أو طيشٌ المشاعر ...
بوركت على المرور العطر ...
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 02:22 م]ـ
أظن أنني قرأتها من قبل .... ولكن هذا لا يمنع أن أشكرك ..