تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دعوة لتمحيص القراءة .. في إنتظار المشاركة.]

ـ[نائل سيد أحمد]ــــــــ[08 - 11 - 2008, 12:14 ص]ـ

زوال إسرائيل قبل ظهور المهدي - 3

مختصر لمجمل أقوال المفسرين - 2

(الجزء الأول - صفحة رقم 5)

أقوال المفسرين في المبعوثين أولا وثانيا

من تفسير القرطبي:

" بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد، هم أهل بابل، وكان عليهم بختنصر في المرة الأولى، حين كذبوا إرمياء وجرحوه وحبسوه، قاله ابن عباس وغيره، وقال قتادة: أرسل عليهم جالوت فقتلهم، فهو وقومه أولوا بأس شديد، وقال مجاهد: جاءهم جند من فارس، يتجسسون أخبارهم ومعهم بختنصر، فوعى حديثهم من بين أصحابه، ثم رجعوا إلى فارس ولم يكن قتال، وهذا في المرة الأولى فكان منهم جوس خلال الديار لا قتل، ذكره القشيري أبو نصر، وذكر المهدوي: عن مجاهد أنه جاءهم بختنصر، فهزمه بنو إسرائيل ثم جاءهم ثانية، فقتلهم ودمرهم تدميرا، ورواه ابن أبي نجيح عن مجاهد ذكره النحاس، وقال محمد بن إسحاق في خبر فيه طول: إن المهزوم سنحاريب ملك بابل، جاء ومعه ستمائة ألف راية تحت كل راية ألف فارس، فنزل حول بيت المقدس فهزمه الله تعالى، فرجعوا إلى بابل، ثم مات سنحاريب بعد سبع سنين، واستخلف بختنصر وعظمت الأحداث في بني إسرائيل، واستحلوا المحارم وقتلوا نبيهم شعيا، فجاءهم بختنصر ودخل هو وجنوده بيت المقدس، وقتل بني إسرائيل حتى أفناهم، وقال ابن عباس وابن مسعود: أول الفساد قتل زكريا، وقال ابن إسحاق: فسادهم في المرة الأولى قتل شعيا نبي الله في الشجرة، وذكر ابن إسحاق: أن بعض العلماء، أخبره أن زكريا مات موتا، ولم يقتل وإنما المقتول شعيا، وقال سعيد بن جبير: في قوله تعالى (ثم بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار) هو سنحاريب من أهل نينوى بالموصل ملك بابل، وهذا خلاف ما قال ابن إسحاق، فالله أعلم وقيل: إنهم العمالقة وكانوا كفارا قاله الحسن.

من تفسير ابن كثير:

وقد اختلف المفسرون من السلف والخلف، في هؤلاء المسلطين عليهم من هم، فعن ابن عباس وقتادة: أنه جالوت الجزري وجنوده، سلط عليهم أولا ثم أديلوا عليه بعد ذلك، وقتل داود جالوت، ولهذا قال (ثم رددنا لكم الكرة عليهم) الآية، وعن سعيد بن جبير: أنه ملك الموصل سنحاريب وجنوده، وعنه أيضا وعن غيره: أنه بختنصر ملك بابل، وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية، لم أر تطويل الكتاب بذكرها، لأن منها ما هو موضوع من وضع بعض زنادقتهم، ومنها ما قد يحتمل أن يكون صحيحا، ونحن في غنية عنها ولله الحمد، وفيما قص الله علينا في كتابه غنية، عما سواه من بقية الكتب قبله، ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم، وقد أخبر الله عنهم أنهم لما طغوا وبغوا سلط الله عليهم عدوهم، فاستباح بيضتهم وسلك خلال بيوتهم، وأذلهم وقهرهم جزاء وفاقا، وما ربك بظلام للعبيد، فإنهم كانوا قد تمردوا، وقتلوا خلقا من الأنبياء والعلماء، وقد روى ابن جرير: حدثني يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، قال: سمعت سعيد بن المسيب، يقول: ظهر بختنصر على الشام فخرب بيت المقدس وقتلهم، ثم أتى دمشق فوجد بها دما يغلي على كبا، فسألهم ما هذا الدم؟ فقالوا أدركنا آباءنا على هذا، وكلما ظهر عليه الكبا ظهر، قال: فقتل على ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم، فسكن وهذا صحيح إلى سعيد بن المسيب، وهذا هو المشهور وأنه قتل أشرافهم وعلماءهم، حتى أنه لم يبق من يحفظ التوراة، وأخذ معه منهم خلقا كثيرا أسرى من أبناء الأنبياء وغيرهم، وجرت أمور وكوائن يطول ذكرها، ولو وجدنا ما هو صحيح أو ما يقاربه، لجاز كتابته وروايته والله أعلم.

من تفسير الطبري:

فكان أول الفسادين قتل زكريا، فبعث الله عليهم ملك النبط، فخرج بختنصر حين سمع ذلك منهم، ثم إن بني إسرائيل تجهزوا فغزوا النبط، فأصابوا منهم واستنقذوا ما في أيديهم، قال ابن زيد: كان إفسادهم الذي يفسدون في الأرض مرتين، قتل زكريا ويحيى بن زكريا، سلط الله عليهم سابور ذا الأكتاف، ملكا من ملوك النبط في الأولى، وسلط عليهم بختنصر في الثانية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير