تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[متابعة لحركة التنصير في مصر]

ـ[مهاجر]ــــــــ[23 - 10 - 2008, 09:44 ص]ـ

يشن النصارى حملة تنصيرية شعواء، مستغلين الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية في مصر في هذه الآونة، فضلا عن تفشي الجهل بدين الإسلام: عقيدة وشريعة، وهو ما يسهل مهمة أي مشكك في ثوابت الدين، فالإيمان قد تذبذب في القلوب لضعف الصلة العلمية والعملية بالرب، جل وعلا، فالقلوب لم تعمر بالعلم النافع الذي يرد أي شبهة عارضة، والجوارح لم تعمر بالطاعات لترد أي شهوة طارئة، فصرنا، لا سيما الشباب في الجامعات والأندية الاجتماعية والمعسكرات بل والمقاهي التي يبث فيها القوم دعاتهم لاصطياد الشباب العاطل وما أكثرهم الآن في مصر وما أكثر أزماتهم التي يجيد دعاة الباطل استغلالها، صرنا عرضة لأي عدوى عقدية، فالمبتدعة سبابو الصحابة، رضي الله عنهم، من جهة، وقد نجحوا في اختراق مصر أخيرا، لا سيما في المدن الجديدة كمدينة 6 أكتوبر التي يتمركزون فيها الآن، نجحوا في اختراقها بنفس السلاح: سلاح المال وما يتفرع عليه من شهوات وسلاح الشبهات وما يتفرع عليه من اضطراب في القلوب التي لم تتسلح بالعلوم الإلهية النافعة، والنصارى من جهة أخرى، فمن أراد مالا، فالمال وفير، وكبار رؤوس النصارى من أمثال "نجيب ساويرس" الذي يتعمد استفزاز المصريين بالإساءة إلى ثوابت دينهم لا سيما الحجاب التي يقض مضجع كل خليع ديوث ليس له من الرجولة إلا اسمها، قد وضعوا ثرواتهم تحت تصرف الكنيسة، التي تعيش أزهى عصور التعصب والتمدد مستغلة ضعف القيادة السياسية في مصر، لتمويل مشاريع التنصير التي تخاطب حاجة الإنسان المادية فهي أفقر من أن تخاطب حاجته الروحية، فليس في دينهم ما يغري الناظر فيه باعتناقه عن قناعة حقيقية، فأصوله العلمية فاسدة، بل لا تكاد تجد مقالة علمية أفسد من مقالة النصارى التي لا يتصورها العقل ابتداء، فضلا عن أن يقبلها وتطمئن مداركه لها، وشريعتها منسوخة أو مبدلة، فقد امتدت يد النسخ والتبديل إليها، فهم على النقيض من اليهود: قد فتحوا باب التبديل على مصراعيه، فجاز لكل معظم عندهم أن يحل ما شاء ويحرم ما شاء، وجنحوا إلى أنواع من الرهبانية تشبه رهبانية عباد الأوثان من أمم الهند والترك، فالفساد العلمي والعملي في دينهم بين لكل ذي لب، وإنما أوتينا من قبل جهلنا بالحق الذي بين أيدينا، فقد جاءنا سهلا يسيرا، فزهدت أنفسنا فيه، وجهلنا بسبيل المجرمين، ومعرفة سبيل المجرمين مقصد من مقاصد الباري، عز وجل، وفي التنزيل: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ).

يقول ابن القيم رحمه الله: "وقد كتبوا إلى عمر بن الخطاب يسألونه عن هذه المسألة أيهما أفضل: رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله , أو رجل نازعته إليها نفسه فتركها لله؟ فكتب عمر: أن الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل من: {الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} ................. وهكذا من عرف البدع والشرك والباطل وطرقه فأبغضها لله , وحذرها وحذّر منها , ودفعها عن نفسه , ولم يدعها تخدش وجه إيمانه , ولا تورثه شبهة ولا شكا , بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له , وكراهة لها ونفرة عنها , أفضل ممن لا تخطر بباله ولا تمر بقلبه. فإنه كلما مرت بقلبه وتصورت له ازداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسرورا به , فيقوى إيمانه به". اهـ

ولكن ذلك مقيد بمعرفة سبيل المؤمنين أولا، فقبل التصدي للباطل، إن اضطر المرء إلى ذلك، لا بد من التسلح بالحق، فلا يعمد العاقل إلى ما لا يجب ابتداء قبل إتمام واجب الوقت وهو: معرفة الحق وتحقيق الإيمان الراسخ في القلب فهو المقصود لذاته فما خلقنا إلا لذلك.

ويقول الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله: "من أجل ذلك كان تحرير مسائل البدع والابتداع مما ينفع المسلمين في أمر دينهم وأمر دنياهم، ويكون أعظم عون لدعاة الإصلاح الإسلامي على سعيهم". اهـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير