تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[غزوة الأحزاب (2) ملاحظاتكم حول هذه المادة]

ـ[مصطفى صادق الرافعي]ــــــــ[16 - 10 - 2008, 06:26 م]ـ

غَزْوَةُ الْخَنْدَقِ (الأحزاب) .. دروس في ذكراها (2)

محمد مسعد ياقوت**

الخميس 16 شوال 1429 الموافق 16 أكتوبر 2008

موقع رسالة الإسلام ( http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=15&aid=4847)

شَوّال 5هـ ـ فبراير 627 م

بسم الله .. هذه هي الحلقة الثانية في مُدَارسة غزوة الأحزاب.

وفي هذه الحلقة درس في علاقة الراعي برعيته والقائد في كتيبته، ودرس ثانٍ في أهمية التبشير بالنصر، وبث روح التفاؤل في نفوس الجند، ودرس ثالث في بركات الجهاد وكرامات المجاهدين، ودرس رابع في فضل المكائد الحربية، ودرس خامس في حرب الرسائل، ودرس أخير – في هذه الحلقة – حول تدارك الثغرات والثلمات فقد يُأتى المجتمع الحريز من ثغرة هينة ومعظم النار من مستصغر الشرر.

القائد بين جنوده:

قال جابر ـ رضي الله عنه:

إِنَّا يَوْمَ الْخَنْدَقِ نَحْفِرُ فَعَرَضَتْ كُدْيَةٌ [أي صخرة] شَدِيدَةٌ فَجَاءُوا النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا هَذِهِ كُدْيَةٌ عَرَضَتْ فِي الْخَنْدَقِ فَقَالَ: " أَنَا نَازِلٌ" ..

ثُمَّ قَامَ وَبَطْنُهُ مَعْصُوبٌ بِحَجَرٍ- وَلَبِثْنَا ثلاثة أَيَّامٍ لا نَذُوقُ ذَوَاقًا- فَأَخَذَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ الْمِعْوَلَ فَضَرَبَ فَعَادَ كَثِيبًا أَهْيَلَ ـ أَوْ أَهْيَمَ-، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ائذنْ لِي إِلَى الْبَيْتِ. فَقُلْتُ لامْرَأَتِي: رَأَيْتُ بِالنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ شَيْئًا مَا كَانَ فِي ذَلِكَ صَبْرٌ! فَعِنْدَكِ شَيْءٌ؟

قَالَتْ: عِنْدِي شَعِيرٌ وَعَنَاقٌ [أي أنثى المعز].

فَذَبَحَتْ الْعَنَاقَ، وَطَحَنَتْ الشَّعِيرَ، حَتَّى جَعَلْنَا اللَّحْمَ فِي الْبُرْمَةِ، ثُمَّ جِئْتُ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَالْعَجِينُ قَدْ انْكَسَرَ وَالْبُرْمَةُ بَيْنَ الأثَافِيِّ [أي الحَجر الذي تُوضَعُ عليه القِدْرُ] قَدْ كَادَتْ أَنْ تَنْضَجَ، فَقُلْتُ: طُعَيِّمٌ لِي، فَقُمْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَرَجُلٌ أَوْ رَجُلانِ. قَالَ: "كَمْ هُوَ؟ " .. فَذَكَرْتُ لَهُ. . قَالَ: "كَثِيرٌ طَيِّبٌ ". . قَالَ: " قُلْ لَهَا لا تَنْزِعْ الْبُرْمَةَ ولا الْخُبْزَ مِنْ التَّنُّورِ حَتَّى آتِيَ". . فَقَالَ: " قُومُوا" .. فَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأنْصَارُ!! فَلَمَّا دَخَلَ عَلَى امْرَأَتِهِ قَالَ: وَيْحَكِ! جَاءَ النَّبِيُّ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ وَمَنْ مَعَهُمْ ..

قَالَتْ: هَلْ سَأَلَكَ؟

قال: نَعَمْ.

فلما أقبل رسول الله ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأهل الخندق قَالَ: "ادْخُلُوا وَلا تَضَاغَطُوا" ..

[قَالَ جابر: فَجَلَسَ وَأَخْرَجْنَاهَا (يعني الشويهة) إلَيْهِ. قَالَ فَبَرّك وَسَمّى اللّهَ] [ابن هشام 2/ 218] .. فَجَعَلَ يَكْسِرُ الْخُبْزَ, وَيَجْعَلُ عَلَيْهِ اللَّحْمَ وَيُخَمِّرُ الْبُرْمَةَ وَالتَّنُّورَ إِذَا أَخَذَ مِنْهُ وَيُقَرِّبُ إِلَى أَصْحَابِهِ، ثُمَّ يَنْزِعُ، فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ قَالَ: "كُلِي هَذَا، وَأَهْدِي فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ" .. [البخاري: (3792)].

في هذا المشهد، نرى نبينا – صلى الله عليه وسلم – بين جنوده، وفي خدمة جنوده في أول المشهد وآخره ..

فكان في خدمتهم لما عَرَضَتْ عليهم صخرة شَدِيدَةٌ، فقال في تواضع جم: "أنا نازل"، وتحرك بمعوله الكريم صوب الصخرة؛ لينسفها نسفًا، وهو أشجع الشجعان، وأقوى الرجال – صلوات ربي وسلامه عليه.

وكان في خدمتهم في آخر المشهد، لما جاء جابر وقد أعد " طعيم" – على حد قوله – لرسول الله – صلى الله عليه وسلم ـ, فما كان من القائد أن أطعم جنوده بنفسه، ووقف يوزع لهم الطعام بشخصه، حتى إذا ما أكلوا وشبعوا أكل هو .. !

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير