تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[موقف مستفز!!!]

ـ[مهاجر]ــــــــ[05 - 12 - 2008, 02:16 ص]ـ

http://www.islammemo.cc/Al-Mesbar/2008/12/03/73219.html

تبريرات غريبة، وبمقدار الحرارة في السلام على بيريز صاحب مذبحة "قانا" يكون الجفاء في معاملة المسلمين، من باب: أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين، فيوصف المسلم بالمجنون، ويوصف الكافر بأنه: "آخر" أو أخ في الإنسانية أو .................. إلخ.

ومنصب المشيخة صار منصبا دبلوماسيا أكثر منه علميا شرعيا، فالجالس عليه، إن لم يكن من أصحاب الدين المتين، غلبت دبلوماسيته شرعيته، فصار من أصحاب الابتسامات والمصافحات الدبلوماسية الحارة ظاهرا الباردة باطنا، فليته تكلف لإخوانه من الحرارة ما تكلفه لبيريز!!!!.

وبعض المتخاذلين يعد ذلك من باب التسامح، وهو خلق إسلامي أصيل، بل إن المسلمين الذين يوصفون دوما بالتعصب، هم أكثر الناس تسامحا مع أعدائهم، والتاريخ، الحكم المحايد، حكم بيننا وبينهم، فقد حكمنا فعدلنا بشهادة الموافق والمخالف، وحكموا فكان ما كان في البلقان والشيشان وبلاد الأفغان والعراق وفلسطين، ولكن التسامح مع القتلة: تخاذل يدل على ضعف، وانعدام ثقة في النفس، وإعطاء دنية في الدين، وانبطاح أمام العدو، وهوان يعارض قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)، فليس الإشكال في هزيمة الأبدان واستيلاء العدو عليها، وإنما الإشكال في هزيمة القلوب واستيلاء الباطل عليها، كما أثر ذلك عن أحمد رحمه الله، والسماحة هي: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)، فهي مع المعاهدين وأهل الذمة ما لم ينقضوا عهدهم لا مع القتلة الذين يتفننون في إذلال إخواننا في غزة، فلأولئك: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، وقد امتدح الله، عز وجل، الكاظمين الغيظ، ولكن الكاظم الممدوح هو من يقدر على إنفاذ غيظه، فهل يقدر شيخ الأزهر، بل هل تقدر مصر، بل المسلمون كلهم الآن على إنفاذ غيظهم في إسرائيل: الطفل غير الشرعي المدلل للعم سام الذي يلهب ظهور الأنظمة الحاكمة في العالم الإسلامي بسياط الذل، إنه حلم في غير محله، حلم وصفه أبو الطيب المتنبي، وكان عزيز النفس، بخلاف كثير من رؤوس المسلمين اليوم، وصفه بقوله:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلي ******* مضر كوضع السيف في موضع الندى.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير