تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما هي ألانثروبولوجيا؟.]

ـ[ابراهيم الساعدي]ــــــــ[04 - 11 - 2008, 01:50 ص]ـ

لم تكن الانثروبولوجيا منذ نزعتها الاولى في القرن الثامن عشر قد أحدثت دويا عاليا في الاوساط العلمية، نتيجة إضطهادها بأعتبارها علما حديثا. او لربما قدرها المحتوم الذي جعلها تشابه علم الاجتماع الى الحد الذي لا يستطيع الباحث التمييز بينهما كعلمين منفصلين عن بعضهما.

كثير ما يتردد " وخاصة ونحن في القرن الواحد والعشرون" الحديث عن الانثروبولوجيا وبحوثها التي افاضت مكتباتنا اليوم. الا انها لم ترَ النور بين طلابنا ومثقفونا. او لعل البعض منا لم يعرف ما هي الانثروبولوجيا أو بالاحرى لم يسمع بها سابقا. وهذا بالطبع ناتج عن شحة الكتب التي تعّرف الانثروبوجيا من جهة، وتجاهلنا لهذا العلم من جهة أخرى.

شهد القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين صرخات مدوية اثارت انتباه المثقفين والباحثين والمهتمين بالعلوم الاجتماعية. وهذه الصرخات تمثلت بمؤلفات العديد من عباقرة الانثروبولوجيا ومنهم: البروفيسور آدم كوبر، وتالكوت بارسونز، وبرجس ولوك.

أما من مثقفينا العرب فتمثلت نهضة الانثروبولوجيا بأسماء عباقرة كثيرين ومنهم: د. قيس النوري، ود. شاكر مصطفى سليم، ود. علي الوردي. وبذكري للدكتور علي الوردي سيعترض هنا معترض او سائل ويقول: إن الدكتور علي الوردي عالم أجتماع؟ فما ارتباطه بالانثروبولوجيا؟. إننا نوافق هذا الاعتراض لكننا نود ان نشير الى ان مؤلفات الوردي كانت ذات صبغة او طابع انثروبولوجي أكثر مما هو سوسيولوجي. فمن الانصاف ان نعتبر الدكتور علي الوردي باحث أجتماعي وانثروبولوجي بوقت واحد، وهذا يظهر بوضوح لدى المتتبع لمؤلفات الوردي.

تفتقر الانثرولوجيا في قارة أسيا الى الشهرة فقط، بعدما توفرت جميع المستلزمات التي تؤهلها كعلم مستقل في جامعاتنا. واليوم نشهد هذا الافتقار بجلاء بعد ملاحضتنا الدقيقة الى جامعات الدول العربية.

هذا ولم يكن للانثروبولوجيا نصيب واف في جامعاتنا. حيث نجدها في بعض جامعات المملكة العربية السعودية ومصر والاردن وتونس والعراق.

ومما تجدر الاشارة اليه ان عهد الانثروبولوجيا في العراق لم يبدأ الا قبل سنوات عدة. وهذا ناتج عن انعزال العراق وتخلفه عن الركب الذي سارت به اغلب الدول العربية، على الرغم من انها متأخرة كثيرا، هذا اذا ما قورنت بالدول الغربية.

بدأت جامعة بغداد بتدريس الانثروبولوجيا حيث ينشطر قسم علم الاجتماع في جامعة بغداد - إبتداءا من المرحلة الثالثة الى ثلاث فروع هي: علم الاجتماع- والخدمة الاجتماعية – ومن ثم اضيف لها فرع الانثروبولوجيا. وقد إبتدأ هذا عام 1988.

وفي عام (2003 - 2004) اي بعد سقوط النظام السابق، تم أفتتاح قسم الانثروبولوجيا التطبيقية في الجامعة المستنصرية في بغداد كقسم مستقل وهو القسم الوحيد في العراق الذي يحمل هذا الاسم.

ونظرا لشحة المواد والموضوعات التي تعنى بالانثروبولوجيا وبتعريفها في الشبكة الدولية " الانترنت" إرتأيت اليوم ان اضع بين ايديكم نبذة مختصرة عن الانثرولوجيا وعن نشأتها واقسامها وعلاقتها بالعلوم الاخرى ...... والله ولي التوفيق.

* ما هي الانثروبولوجيا؟

ألانثروبولوجيا هي علمُ الإنسان. وقد نحُتت الكلمة من كلمتين يونانيتين هما:

(( anthropos ومعناها " الانسان"، و ( logos) ومعناها " علم".

وعليهِ فأن المعنى اللفظي لإصطلاح ألانثروبولوجيا ( anthropology) هو علمُ الإنسان.

وتعُرّف ألانثروبولوجيا تعريفات عدة أشهرها:

1 - علمُ الإنسان

2 - علمُ الإنسان وأعماله وسلوكه.

3 - علمُ الجماعات البشرية وسلوكها وإنتاجها.

4 - علمُ الإنسان من حيث هو كائنٌ طبيعي وإجتماعي وحضاري.

5 - علمُ الحضارات والمجتمعات البشرية.

هذهِ التعريفات هي لـ " الانثروبولوجيا العامّة"، ويمكنُ من خلال التعريف الرابع أن نعرفَ " ألانثروبولوجيا الإجتماعية ": بأنها علم الإنسان من حيث هو كائنٌ إجتماعي. (1)

* أقسام ألانثروبولوجيا العامّة:

تقسم ألانثروبولوجيا إلى أربعة أقسام رئيسة من وجهةِ نظر ألانثروبولوجييّن في بريطانيا، وهذهِ ألاقسام هي:

1 - ألانثروبولوجيا الطبيعية: physical anthropology

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير