[عن زواج عائشة رضي الله عنها]
ـ[مهاجر]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 07:52 ص]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=86106
ومن الجزء الأخير من الرد، في آخر أربعين أو خمسين دقيقة، تعرض الشيخ، حفظه الله، إلى مسائل منهجية في غاية الدقة منها:
أولا: سياسة الانبطاح أو الهزيمة النفسية أمام شبهات الغرب، فكلما أثار الغرب شبهة، سارع المسلمون إلى الغلو في نفيها، فينفون الباطل ويتجاوزون ذلك إلى نفي الحق، في رد فعل غير متوازن لهجمة المستشرقين وأذنابهم من العلمانيين على ثوابت الإسلام، كما يظهر ذلك جليا في قضايا المرأة، فتهمة تحقير المرأة في الإسلام، تلك التهمة التي تتهمنا بها حضارةٌ، إن صح إطلاق لفظ الحضارة عليها تجوزا، جعلت المرأة سلعة تعرض في "فاترينة" كما يقال عندنا في مصر يشتريها من يملك ثمنها، سواء أكانت تلك الفاترينة زجاجية أم فوتوغرافية أم إلكترونية على مواقع تجارة الجنس على الشبكة العنكبوتية، تلك التهمة تحمل بعض المتحمسين إلى الغلو في ردها بتعظيم المرأة وإعطائها أكثر من الحقوق التي خصها الشارع، عز وجل، بها، فتكون المسألة من باب رد البدعة بالبدعة كمن يرد بدعة القدر ببدعة الجبر فيقع في غلو مضاد، فإذا اتهم الإسلام بأنه لا يسوي بين الرجل والمرأة في الميراث أو الشهادة كان رد الفعل المتحمس الذي يدل على ضحالة علم صاحبه، أو المغرض الذي يدل على سوء طوية صاحبه: فلنسوها بالرجل ونرح أنفسنا من هجوم الطرف الآخر، فيكون الطرف الآخر هو الذي كسب المعركة بأن وضعنا في خانة الدفاع حتى اضطررنا إلى تغيير ثوابت ديننا فرارا من إلزاماته الباطلة، فإذا أبدى الغرب تعجبه من دخول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأمنا عائشة، رضي الله عنها، وهي بنت تسع سنين، كان الرد المنفعل غير المؤيد بالحجة العلمية الصحيحة: ما حصلش، الرواية مكذوبة أو ضعيفة أو ............. إلخ، وتلك لعمر الله، مئنة من:
هزيمة نفسية وعدم ثقة بما تفضل الله، عز وجل، به علينا من آخر رسالات السماء.
وجهل مطبق بشريعة الإسلام: أدلة واستدلالا، فلا نعرف كيف نميز الصحيح من الضعيف، ولا نعرف كيف نحرر مناطات الأحكام لافتقارنا إلى آلات ذلك وهي ما أجملها الشيخ حفظه الله، في ثلاث آلات رئيسة:
الأولى: علم أصول الحديث: فبه يتمكن المستدل من معرفة درجة الدليل: صحة أو ضعفا، فقد يكون الدليل ضعيفا فينتهي الأمر ابتداء، وقد يكون صحيحا قد عارض صحيحا مثله، فيجمع بينهما إن أمكن، فإن تعذر الجمع، نظر في احتمال النسخ، فإن تعذر قدم أقوى الدليلين، وأوجه الترجيح بين الأدلة: سندا ومتنا مما لا يتسع المقام لذكرها، وقد أفردت بالتصنيف وهي مما يدل على عظم الجهد الذي بذله علماء السلف في تحرير مسائل الدين: أصولا وفروعا، وجئنا نحن الخلف المقصرون لنسخر من علومهم ونتهمهم بالتقليد وعدم الابتكار والتجديد، أو عدم الابتداع إن أردنا الدقة، وخرج نسوة من المدينة يقلن: ما الذي يلزم فتيات القرن العشرين: قرن "الجينز" بأقوال أئمة أربعة قد أكل الزمان على علومهم وشرب!!!!، وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بالعجائب، فإن لمراهن أن يراهن على كونها لا تستطيع ذكر أسمائهم كاملة فضلا عن تقييم مذاهبهم والحكم عليها بالإعدام!!!.
والثانية: اللغة: لكي لا تخرج النصوص على: أوجه لغوية خاطئة، أو مرجوحة، كتأويلات المتكلمين الذين عدلوا عن الظاهر المتبادر إلى ذهن المخاطب إلى غرائب اللغات ووحشي الألفاظ.
والواقع يشهد أننا في مقابل السلف أهل اللسان: أعاجم، ومع ذلك نصر على أن فهومنا أجود من فهومهم، والجاهل يظن دوما أنه أعلم الناس.
والثالثة: أصول الفقه: لأنها بمنزلة الميزان الذي توزن به دلالات الألفاظ، وهي فرع على اللغة، إذ كثير من مباحثها مباحث لغوية صرفة تتطلب إلماما بعلوم العربية لا سيما علم المعاني.
والعدول عن الأثر إلى الرأي: مظنة الزلل، فمن عارض الآثار النبوية بالشبهات العقلية: ضل في كثير من الأخبار العلمية والأحكام العملية، وهذا أمر اطرد في أصول أهل الكلام وفقه أهل الرأي، فهم أقل الناس بضاعة في الآثار النبوية.
يقول ابن تيمية رحمه الله:
¥