[الأمل إكسير الحياة]
ـ[أبو طارق]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 08:47 م]ـ
إن الأمل الذي نتحدث عنه هنا ضد اليأس والقنوط، إنه يحمل معنى البشر وحسن الظن، بينما اليأس معول الهدم الذي يحطم في النفس بواعث العمل. ويُوهي في الجسد دواعي القوة؛ ولهذا قال ابن مسعود رضي الله عنه: " الهلاك في اثنتين: القنوط والعُجب " ... والقنوط هو اليأس، والعجب هو الإعجاب بالنفس والغرور بما قدمته. قال الإمام الغزالي: " إنما جمع بينهما: لأن السعادة لا تنال إلا بالسعي والطلب، والجد والتشمير، والقانط لا يسعى ولا يطلب، لأن ما يطلبه مستحيل في نظره".
الإيمان يبعث في النفس الأمل:
نعم هذه حقيقة وواقع مشاهد أن الإيمان يبعث في النفس الأمل ويدفع عنها اليأس والأسى. فالمؤمن الحق يرى أن الأمور كلها بيد الله تعالى فيحسن ظنه بربه ويرجو ما عنده من خير وأمام عينيه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل: " أنا عند ظن عبدي بي .. ".
كيف يتطرق اليأس إلى نفس المؤمن وهو يقرأ قول الله تعالى: (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)؟.
أم كيف يتمكن منه قنوط وهو يردد كلما قرأ القرآن قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّالُّونَ)؟.
إن العبد حين يكون مؤمنا حقا فإنه لن ييأس بل سيكون دائما مستبشرا راضيا متطلعا للأحسن في كل الأمور أصابه في طريقه ما أصابه وقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له "
(رواه مسلم)
فهو في كل الأحوال موعود بالخير فكيف ييأس؟.
إنه ومن خلال إيمانه يستشعر أن الله عز وجل معه وهو ناصره وكافيه وبناء على ذلك فهو إذا مرض رجا العافية والأجر: (وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ).
وإذا ضعفت نفسه في وقت من الأوقات فوقع في معصية سارع بالتوبة راجيا عفو الله ورحمته واضعا نصب عينيه قوله تعالى:
(قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
وإذا أصابه ضيق او عسر أيقن أنها شدة عما قريب ستنجلي فلن يغلب عسر يسرين: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).
التتمة ( http://www.islamweb.net/ver2/Archive/readArt.php?lang=A&id=137796)
ـ[سما الإسلام]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 09:32 م]ـ
جزاك الله كل الخير أخي الكريم
هناك مقولة أحب أن أرددها دائما
"المؤمن يحزن ولا يكتئب, يتألم ولا يفقد الأمل, فهو يعلم جيدا أن بذكر الله تطمئن القلوب"
بورك فيك على هذا الموضوع الهام
جعله الله في ميزان حسناتك
ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 09:52 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبا طارق
ومن كان مع الله , كيف يأسى أو يصيبه اليأس
يا صاحِبَ الهَمِ إن الهَمَ منفرِجٌ .... أبشِر بِخيرٍ فإنَ الفارِجُ اللهُ.
اليأسُ يقطعُ أحياناً بصاحِبِهِ .... لا تيأَسَنَ فإِن الكافيَ اللهُ.
إذا بُليتَ فَثِق باللهِ وارض بِهِ .... إن الذي يكشِفُ البَلوى هُوَ الله.
اللهُ يُحدِثُ بعدَ العُسرِ ميسَرةَ .... لا تَجَزَعَنَ فإنَ الصانِعَ الله.
- واللهِ مالَكَ غَيرُ اللهِ مِن أَحَدٍ .... فَحَسبُكَ اللهُ في كلٍ لَكَ اللهُ
ـ[نور الندى]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 09:59 م]ـ
موضوع رائع
فالشىء الوحيد الذى لايمكن أن نستغنى عنه هو الأمل
ـ[أنوار]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 03:33 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ... أخي الكريم ...
ـ[سمية ع]ــــــــ[22 - 11 - 2008, 12:14 م]ـ
بارك الله فيك ...
ليت القنوط من رحمة ربه ...
يعود للقرآن ويتدبر ..
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 01:58 ص]ـ
كلمات رائعة أخي الفاضل.
بالفعل لا حياة بلا أمل.
نحتاجه لدفعنا للعمل بوركت وبورك قلمك.
ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[24 - 11 - 2008, 12:12 م]ـ
جزاك الله عنّا خير الجزاء يا أبا طارق
جعلك الله داعياً للخير في الحق فارق
أقولُ في الأمل.,
لا تركن إلى هم وحزن.,. فما فيهما سوى كل محن
فليس في الكآبة أي فرح.,. ولا السعادة لليائس تحن
فقم وخذ بالأمل سبيلا.,. وكُن في الله مُحسن الظن
وادعوه ليغيرحوادث كل.,. لياليك فهو مالك الزمن