تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حول بيان الشيخ القرضاوي الأخير]

ـ[مهاجر]ــــــــ[31 - 10 - 2008, 05:51 م]ـ

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم.

المتتبع لتاريخ أمة الإسلام يجده دورات تتكرر، فما يعانيه العالم الإسلامي اليوم، يشبه إلى حد كبير ما شهده العالم الإسلامي أيام الحملة الصليبية التي نجحت في الاستيلاء على بيت المقدس، وكانت في ذلك الوقت تحت حكم الإسماعيلية الباطنية، الذين يترضى بعض المأجورين الآن عندنا في مصر على أيامهم، متهما صلاح الدين الأيوبي، رحمه الله، بأنه هو الذي "سَنَنَ" مصر إن صح التعبير بالقهر والإرهاب!!!!، مع أن العبيديين المنتسبين زورا إلى فاطمة، رضي الله عنها، هم الذين زحفوا على مصر غزاةً سنة 358 هـ لما اضطربت أحوالها بعد وفاة حاكمها الهمام الذي بخسه كثير منا حقه لما وقع بينه وبين أبي الطيب المتنبي من خصومات: القائد كافور الإخشيدي، رحمه الله، الذي ضبط أمر مصر، فقمع الفتن وصد الزحف الباطني القادم من بلاد المغرب التي نجح داعية العبيديين الداهية: أبو عبد الله الشيعي في استمالة بعض قبائلها، وأبرزها: قبيلة "كتامة" فاستجابت لدعوة المهدي الدعي الذي أظهر من الزندقة والانحلال ما أظهر، ونجح في إنشاء كيان باطني دخيل يجاهر بسب الأصحاب، رضي الله عنهم، بل كان منهم من جاهر بسب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، فهم قوم: ظاهرهم الانتصار لآل البيت، رضوان الله عليهم، كما يزعمون، وباطنهم الكفر، (تماما كالمذهب الشعوبي الحاقد على حملة الرسالة، رضي الله عنهم، والمتستر أيضا: بعباءة حب آل البيت، رضي الله عنهم، ليمرر مشروعه الفكري والسياسي المتطرف إلى بقية بلاد المسلمين، فالمنشأ: أجنبي غير إسلامي تولى كبره أناس قهرهم سيف الإسلام فأزال عروش أكاسرتهم وأخرج العباد من عبادتهم إلى عبادة رب العباد تبارك وتعالى)، وقد ارتكبوا من الجرائم في حق علماء وعباد المغرب ما ارتكبوا، حتى قال أبو الحسن القابسي رحمه الله: إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه من العلماء والعباد أربعة آلاف رجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت. اهـ. رحم الله تلك الجبال الراسيات التي خالط حب الإسلام والسنة دماءهم ولحومهم!!.

(وللقارئ أن يقارن ذلك أيضا بما قام به الصفويون لما تمكنوا من بلاد فارس أوائل القرن العاشر الهجري، وكانت فارس آنذاك قلعة من قلاع أهل السنة، فهي التي قدمت لأمة الإسلام ما قدمت من علماء وقادة، من أمثال: البخاري، ومسلم، نزيل نيسابور وإن قال بعض أهل العلم بأنه عربي صليبة، والنسائي، وأبو داود السجستاني، وابن ماجة القزويني والبيهقي الخسروجردي صاحب السنن المعروفة ......... إلخ، رحم الله الجميع، فقد عمد الشاه إسماعيل الصفوي، عامله الله بما يستحق، وكان متصوفا غاليا انتحل بدعة الغلو وسب الأصحاب رضي الله عنهم بعد ذلك، إلى قتل وتصفية علماء أهل السنة في البلاد التي استولى عليها، والعلماء هم المستهدفون دوما في تلك الحروب الدينية المذهبية، فهم رؤوس الأمة، فلا عجب أن تحتفظ أجهزة المخابرات بقوائم بأسماء العلماء والأئمة والخطباء، ليكونوا أول المستهدفين إذا ما حانت ساعة الصفر وبدء الغزو، كما شاهدنا ذلك في حرب البلقان، إذ كان الصرب الأرثوذكس، أعداء الملة المحمدية يحتفظون بأسماء أئمة وخطباء المساجد في البوسنة لتتم تصفيتهم ابتداء لتصبح الجماعة البوسنوية المسلمة بلا رؤوس تقودها وفق الكتاب والسنة، فلما تمكن ذلك الصفوي الهالك من علماء أهل السنة، أقفرت البلاد من العلماء، فبعث إلى جنوب لبنان، وهي بؤرة منحرفة عميقة التغلغل في الجسد الإسلامي، والشامي على وجه الخصوص، ولا زلنا نعاني من آثارها إلى يومنا هذا وإن اتشحت بثوب المقاومة والبطولة "الميكروفونية" كما يقول بعض الفضلاء عندنا في مصر، فبعد حرب تموز لم نعد نسمع إلا جعجعة إعلامية، بل توجه ما يزعمون بأنه: سلاح المقاومة، إلى صدور أهل السنة، كما في أحداث مايو آيار الماضي. وبعث الشاه كذلك إلى شرق الجزيرة العربية، وهي، أيضا، بؤرة أخرى تنشط فيها خلايا القوم السرطانية: النائمة إذا ما تلقت الأمر من نظام الملالي، فضلا عن الدعم اللوجستي، إن صح التعبير، الذي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير