مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى" - طه.
إن كثيرًا من المسلمين يضعون المصاحف في علب جميلة مزخرفة ومزركشة .. وكأن القرآن جزء من الديكور والزينة!! والقرآن لم يُجعل لهذا، بل أنزله الله تعالى للتدبر والتأمل والفهم والتطبيق.
وقد روى البيهقي في شعبه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: تلاوة القرآن وذكر الموت.
ولقد شهد الأعداء قبل الأصدقاء – والكافرون – قبل المؤمنين – بعظمة القرآن وسمو معانيه – فقد أتى الوليد بن المغيرة مرة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أحد خصومه الألداء – يقول: يا محمد اقرأ عليَّ القرآن، فيقرأ عليه الصلاة والسلام: "إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون"، ولم يَكَد يفرغ الرسول صلى الله عليه وسلم من تلاوتها حتى يطالب الخصم الألد بإعادتها بجلال لفظها وقدسية معانيها مأخوذًا برصانة بنيانها مجذوبًا بقوة تأثيرها، ولم يلبث أن يسجل اعترافه بعظمة القرآن قائلاً: "واللهِ إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة، وإن أسفله لمُورق، وإن أعلاه لمثمر، وما يقول هذا بشر".
وقال وهيب بن الورد: قيل لرجل ألا تنام؟ فقال: إن عجائب القرآن أَطَرْن نومي.
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لقارئ القرآن أن يُعرف بِلَيْله إذ الناس نائمون، وبنهاره إذ الناس مفطرون، وببكائه إذ الناس يضحكون، وبورعه إذ الناس يخلطون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبخشوعه إذ الناس يختالون، وبحزنه إذ الناس يفرحون ..
وأنشد ذو النون:
مَنََع القُرانُ بوعده ووعيده
مُقَلَ العيون بليلها لا تهجعُ
فهموا عن المولى العظيم كلامه
فهمًا تُذَلُّ له الرقاب وتخضع
ومما يؤكد أهمية القرآن في حياة كل مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن أن من الدعاء أن يقول العبد: اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همِّي وغمي ..
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر في الحديث المتفق عليه أن يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، كما كان ابن مسعود، وعثمان، وزيد رضي الله عنهم يختمون في كل أسبوع مرة.
والقرآن الكريم .. فيه نبأ من قبلنا، وخبر من بعدنا، وحكم ما بيننا، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، ونوره المبين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم. لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء ولا يملُّه الأتقياء، ولا يبلى على كثرة الرد والتكرار، وأهل القرآن هم أهل الله وخاصته، المتمسكون به ناجون فائزون، والمعرضون عنه هلكى خاسرون، ولم تملك الجن حين سمعته إلا أن قالت: "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا" سورة الجن. وقال الله تعالى: "وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِين…"، الآيات من سورة الأحقاف.
ـ[أم أسامة]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 01:36 م]ـ
بوركت أخيتي وأصبح الآن لكل أهداف في الحياة-وظيفة ... وإلخ -وتعجبين أن تخلو من الهدف الأسمى والأرقى ألا وهو حفظ القرآن الكريم ...
ـ[أنوار]ــــــــ[09 - 10 - 2008, 04:28 م]ـ
أثابك الله على ما سطرت أناملك من كلمات ... وجعلت في موازين حسناتك ...
بوركت أخيتي سمية ع ....
ـ[سمية ع]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 09:07 ص]ـ
ثلوج
أنوار
جزاكما الله خيرا
ـ[ضياء الأمل]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 09:54 ص]ـ
بوركتي أخيتي جعلنا الله وإياك
ممن يأنس بالقرآن وذكر الرحمن
وممن أأتمربأمره وانتهى بنهيه
وجعله حجة لنا لاعلينا
وشفيعا لنا ونورا في القبر وعلى الصراط
اللهم آآمين
ـ[سمية ع]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 05:20 م]ـ
بوركتي أخيتي جعلنا الله وإياك
ممن يأنس بالقرآن وذكر الرحمن
وممن أأتمربأمره وانتهى بنهيه
وجعله حجة لنا لاعلينا
وشفيعا لنا ونورا في القبر وعلى الصراط
اللهم آآمين
أمين أمين أمين
بارك الله فيك أخيتي
ـ[نعيم الحداوي]ــــــــ[10 - 10 - 2008, 07:01 م]ـ
وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر في الحديث المتفق عليه أن يختم القرآن في كل سبع ليال مرة، كما كان ابن مسعود، وعثمان، وزيد رضي الله عنهم يختمون في كل أسبوع مرة.
.
وفقك الله أختي الفاضلة على هذا النقل الموفق للموضوع الثاني
أما القصة ففيها نظرحتى وإن كانت للعبرة
وبالنسبة لهذا الحديث حبذا ممن يستطيع أن يأتينا بنصه أن يودعه لنا مع الشكرللعودة إليه
وأحسن الله إليك أستاذتنا سمية
¥