تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإن أدنى اطلاع على أصول المخالف يؤكد بما لا يدع مجالا للشك صحة ملة الإسلام ونحلة أهل السنة، فأصولنا وفروعنا قد حررت تحريرا حمل أعداءنا على التسليم بصحة علومنا التي لا يمكن لأحد معارضتها إلا بنقل باطل أو ضعيف لا يعول عليه في أصل أو فرع، أو شبهة نتجت من سوء ظن الناظر ابتداء فهو ينظر ليقدح لا ليتأمل ويعتبر، كما هو حال كثير من المستشرقين والمنصرين في العصر الحديث، فتجد أحدهم ينتفخ على مقعده أمام الشاشة أو خلف الميكروفون في إذاعة أو غرفة حوارية على شبكة الإنترنت مدعيا البحث العلمي المتجرد فقد قرأ ما شاء الله أن يقرأ من كتب التراث، واستظهر آيات القرآن فعرف ثغراته بزعمه!!!!! ............. إلخ من الدعاوى العريضة، ثم يفاجئك ذلك الباحث الغواص في بحور كتب التراث ومعاجم اللغة و ......... إلخ أنه لا يحسن قراءة الآيات التي يستدل بها، أو أنه لا يعرف مواضعها أصلا!!!!، فغايته أنه: متطفل على زبالات أذهان من سبقه من المستشرقين أو مبتدعة المسلمين الذين صارت كتبهم مصدرا خصبا للشبهات التي تطعن في أصول الدين الذي يزعمون انتحاله والذب عنه، وما أوتي الإسلام إلا من قبلهم، فمقالاتهم الفاسدة قد سهلت مهمة المستشرقين وأذنابهم في ترويج بضاعتهم الفاسدة على أنها من دين الإسلام، فوقع من لا خبرة له بدين الإسلام الذي جاء به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حيرة، إذ تلك النصوص التي روج لها أولئك تعارض أصولا ثابتة في دين الإسلام كـ: عدالة الصحابة، رضي الله عنهم، حملة هذا الدين، ويكاد الطعن في ذلك القرن الفاضل من الرجال الذين ما عرفت البشرية بعد الأنبياء والمرسلين مثلهم، يكاد يكون قاسما مشتركا بين كل أهل الباطل من: مبتدعة وكفار أصليين وليبراليين وعلمانيين ........... إلخ، فلن يتوصل إلى القدح في هذا الوحي إلا بالقدح في نقلته الذين عدلهم خبر السماء ولكن كثيرا من أهل الأرض أبى قبوله!!!.

وإذا نظرت إلى شبه القوم وجدتها شبها متهافتة لا تصمد لأدنى بحث في المسألة، ومع ذلك صارت تنطلي على كثير من شباب المسلمين لا سيما رواد الغرف الحوارية على شبكة المعلومات، وما ذاك إلا لتقصير أهل الحق في الرد على تلك الشبهات كسلا أو استخفافا أو ............. إلخ حتى صارت تلك الأسلحة الضعيفة فتاكة لشيوع الجهل بدين الإسلام كما تقدم.

فإحدى المتنصرات العائدات تحكي الشبهة التي ارتدت بها عن دين الإسلام، وهي أن القرآن يتعارض مع السنة، فالقرآن ينهى عن إتيان الحائض، والسنة تجوز مباشرة النساء حال حيضهن كما في حديث عائشة، رضي الله عنها، فهذه مقدمة، والنتيجة: أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يتعمد مخالفة الوحي، فكيف يكون نبيا معصوما؟!!!، ولو علمت ابتداء: الفرق بين الجماع والمباشرة فيما دون الفرج لانحلت الشبهة قبل انعقادها أصلا، فجماع الحائض محرم ومباشرتها دون جناع بتقبيل ونحوه جائز على تفصيل ذكره الفقهاء في مصنفاتهم، والمؤسف أنها سلكت الطريق الصحيح لمن عرضت له شبهة فتوجهت إلى أحد المشايخ مستفتية، مصداق قوله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، فما كان منه إلا أن نهرها واتهمها بقلة الأدب والحياء!!!. فرسخت الشبهة في قلبها، وتقدمت إحدى زميلاتها النصرانيات ممن لبسن عليها ابتداء تعرض عليها مقابلة ذلك الجرذ الذي لا يظهر إلا على شاشات القنوات المشبوهة ليطعن في دين الإسلام وعرض النبي الخاتم صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو في غرف الشات والبال توك ليلبس على السذج من المسلمين: المدعو "زكريا بطرس"، وبالفعل تمت المقابلة، ونجح ذلك الخبيث في استدراجها بلطف المعاملة ولباقة العبارة، (قارن هذا بخشونة ذلك الشيخ، إن الحق إن لم يمزج برحمة صار فتنة لصاحبه ولمن حوله، فنفرت منه النفوس مع كونه أولى بالاتباع. والباطل دوما مستتر في زخرف من القول إذ هو قبيح الهيئة تنفر منه الفطر السوية، فلا بد من تزيينه بمنطق فصيح وعبارة جزلة ........... إلخ من المحسنات التي لا تغير من حقيقته شيئا، وعلم بلا رحمة: مظنة إعراض الناس عن قبوله فصاحبه أشبهَ اليهود في غلظ أكبادهم، و: رحمة بلا علم: مظنة الوقوع في البدع والخرافات كحال معظم من سار على

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير