تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد تطورَ هذا الفرع " ألانثروبولوجيا التطبيقية " كثيراً، خاصة مُنذ الحرب العالمية الثانية، وتنوّعت مجالاتهُ بتطور أقسام ألانثروبولوجيا وفروعها، إذ إنهُ يمثل الجانب التطبيقي لهذهِ ألاقسام والفروع، ولا يعد فرعاً مُستقلاً عنها وإنما هو ألاداة الرئيسة لتطبيق نتائج بحوث كل فروع ألانثروبولوجيا والتي تجد طموحاتها لخدمة الإنسان والمُجتمع. (8)

وقد شملت تطبيقاتهُ مجالات كثيرة أهمها:

التربية والتعليم، والتحضّر والسُكان، والتنمية الإجتماعية والإقتصادية، خاصة تنمية المُجتمعات المحلية، والمجالات الطبية والصحة العامّة، والنفسية، والإعلام، وألإتصال وبرامج الإذاعة والتلفزيون، والتأليف الروائي والمسرحي، والفن، ومجال الفلكلور " التراث الشعبي"، والمتاحف ألاثنولوجية، إضافة إلى المجالات الصناعيّة، والعسكرية والحرب النفسية، والسياسة ومُشكلات ألادارة والحكم، والجريمة والسجون .... الخ.

ومن تطور هذا القسم (ألانثروبولوجيا التطبيقية) وإزدياد البحوث فيهِ ظهرت فروع حديثة للانثروبولوجيا الحضارية والإجتماعية حيث أختص كل فرع منها بمجال معين مما ورد اعلاه.

•علاقة الانثروبولوجيا ببعض العلوم الإجتماعية:

للانثروبولوجيا علاقة وثيقة ببعض العلوم الإجتماعية من أهمها:

1 - ألاثنولوجيا: وهي علم تأريخ الحضارات والعلاقات الحضارية بين الشعوب، وتصنيف الحضارات وتوزيعها وإنتشارها في العالم.

2 - ألاثنوغرافيا: وهي الدراسة الوصفية للمجتمعات وحضاراتها.

3 - الآركيولوجيا: (علم الآثار) وهي الدراسة ألاثنولوجّية وألاثنوغرافية لحضارات شعوبٍ بائدة من ألآثار التي يجدها العلماء في الحفريات.

4 - علم الإجتماع: وهو دراسة الظواهر التي تنبثق عن العلاقات بين المجموعات البشرية، ودراسة العلاقة بين الإنسان وبيئته البشرية. ويركز علم الإجتماع الحديث في دراساتهِ على الظواهر الإجتماعية ألاكثر تقدماً، أي على مشكلاتِ المُجتمعات المعقدة والمتطورة. (9)

•نشأة ألانثروبولوجيا وتطورها منذ القرن الثامن عشر حتى الوقت الحاضر:

يُمكننا أن نعتبرَ ألانثروبولوجيا علماً حديثاً يقرب عمرهُ من قرن وربع القرن تقريباً، كما نستطيع. بعين الوقت، أن نعتبرها من أقدم علوم البشر.

فالجامعات لم تبدأ بتدريس ألانثروبولوجيا إلا حديثاً جداً. فلقد عيّن أول أستاذٍ لها في جامعة أوكسفورد، وهو " السر أدورد تايلور" عام 1884، وفي جامعة كمبرج، وهو ألاستاذ " هادن" في عام 1900، وفي جامعة لفربول، وهو " السر جيمس فريزر" في عام 1907.

وعيّن أول أسُتاذٍ لها في جامعة لندن في عام 1908، وفي الجامعات ألامريكية في عام 1886.

ولأن الانثروبولوجيا تعنى بدراسة النظريات التي تتعلق بطبيعة المُجتمعات البشرية، فأننا نستطيع أن نعتبرها، من جهة أخرى، من أقدم العلوم. إذ هي بدأت مع أقدم تأمّلات الإنسان حول تلكَ الموضوعات. فلقد قالوا مثلاً إن المؤرّخ الإغريقي (هيرودوتس) " أبو الانثروبولوجيا" كما هو أبو التاريخ، لأنهُ وصفَ لنا بأسهاب، التكوين الجسمي لأقوام قديمة كـ (السيثيين) وقدماءَ المصريين وغيرهم من الشعوب القديمة، وصور أخلاقهم وعاداتهم.

كما كتب المؤرخ الروماني (تاكيتس) دراستهُ المشهورة عن القبائل الجرمانية.

حتى البابليون قبل " هيرودوتس" بزمن طويل، جمعوا في متاحفَ خاصة بعض ما تركهُ السومريون من أدواتٍ ومخلفات ...... (10)

* أنظر:

1 - د. شاكر مصطفى سليم: المدخل الى الانثروبولوجيا، مطبعة العاني، 1975، ص7

2 - د. عاطف وصفي: الانثروبولوجيا الاجتماعية، ط 2، دار النهضة العربية – بيروت، 1981، ص 10 - 12

3 - د. شاكر مصطفى سليم: المصدر السابق، ص 17.

4 - ينظر: المصدر نفسه، ص17

5 - د. عاطف وصفي: المصدر السابق، 16 - 17

6 - د. شاكر مصطفى سليم: المصدر السابق، ص 17 - 18

7 - المصدر نفسه، ص18

8 - د. قيس النوري: المدخل الى علم الانسان، بغداد، 1983، ص33 – 34 – 90 – 93.

9 - د. شاكر مصطفى سليم: المصدر السابق، ص 14 – 16

10 - المصدر نفسه، ص 7 - 14

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملاحظة: لا تقولوا لي شكرا، بل ادعوا الله ان يوفقني لخدمتكم.

إبراهيم الساعدي

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير