2 - إدمان صحبة كتب الأدب, ويكفي للمتعلّم منها أربعةٌ نصُّوا على كونها دواوين الأدب؛ قال ابن خلدون: "وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين، و هي أدب الكاتب لابن قتيبة، و كتاب الكامل للمبرد، و كتاب البيان والتبيين للجاحظ، و كتاب النوادر لأبي علي القالي البغدادي، وما سوى هذه الأربعة فتبعٌ لها وفروعٌ منها".
3 - حفظ النصوص العالية البليغة و روايتها ,و إدمان تصفُّحِها والحفظ و الرواية أعظم شأنًا من إدامة التصفح؛ و برنامج ذلك لمن أراد التفصيل:
أ - حفظ القرآن الكريم, حفظًا متدبَّرا فيه ألفاظه و معانيه وطرق تأتّيه إلى المعاني و صور الأساليب فيه؛ فحفظه على هذا النحو يقوّي البيان, ويُطلِقُ اللسان, و يُجري تلك المذاهبِ و الأسالبِ العالية البديعة الرفيعة في طبع حافظه.
ب - حفظ ما يستيسرُ من أحاديث أفصح العرب محمدٍ صلى الله عليه و سلم؛ فقد بلغ الغاية في كلامِ فصحاء البشر؛ يقول صلى الله عليه و سلم: " أنا أفصح العرب بيد أنّي من قريش".
ت - حفظ الشعر المتفرّد من كلام الشعراء المتقدمين و المتأخرين, وقد ذكروا من بديع ما يُحقظُ و يُروى لهذا الغرض النبيل, و المقصد الجليل:
1 - معلّقات الجاهليين.
2 - اعتذاريات النابغة.
3 - حوليّات زهير.
4 - حماسات عنترة.
5 - أهاجي الحطيئة.
6 - نقائض جرير و الفرزدق.
7 - غزل متيّمي العرب.
8 - هاشميّات الكميت.
9 - مدائح البحتري.
10 - مراثي أبي تمام.
11 - افتخارات الشريف الرضي.
12 - روضيّات الصنوبري.
13 - زهديّات أبي العتاهية.
14 - خمريّات أبي نواس.
15 - سيفيّات المتنبي.
16 - روميّات أبي فراس.
فهذه أعظم مجموعات الشعر العربي فصاحةً و بيانًا؛ وقد قال بعض أهل الأدب ـ و النصُّ من الذاكرة , أُنسيتُ مكانَه و سأكون شاكرًا لمن دلّني على مصدره ـ: " من حفظ معلّقات الأدب, و أشعار متيمي العرب, و حماسيّات عنترة, و اعتذاريات النابغة, و حوليّات زهير, و زهديات أبي العتاهية, و مدائح البحتري, و مراثي أبي تمام, و روضيّات الصنوبري و خمريات أبي نواس, و روميات أبي فراس, و سيفيّات المتنبي؛ ثم لم يقُل الشعرَ فأبعَدَهُ الله ".
*****
الوصفةُ السحريّةُ السريعةُ للفصاحة
هي باختصار: اختصار للوصفة السابقة:):
1 - حفظ ما تيسّر من القرآن؛ بالشروط التي سبقت. و لنقل مثلا حفظ ثلث القرآن.
2 - حفظ قصيدة أو قصيدتين من أجود المجموعات التي تقدمت في (1 - 16).فيكون مجموع المحفوظ ست عشرة قصيدة, أو ضعفها.
3 - لا يكفي الحفط دون تدبّر المعاني, وإدمان مصاحبة معجم الألفاظ والتراكيب المحفوظة بمعانيها, و عقد الإلفِ بينك و بينها , و التدرّب على استعمالها في الكلام الفصيح, وتمثّل السياقات التي تُستعمل فيها.
فهذا قمنٌ ـ بإذن الله ـ بعد مراعاة مقتضى الحال, و مناسبة الكلام للمقام, و حسن النسق و تعاطف الكلام, أن يصنع فصيحًا قويّ البيان, بليغ اللسان.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 06:15 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرًا على نقلكِ الطيب
وجزى الله دكتورنا خير الجزاء
وأستأذن الدكتور في نقلها إلى صفحتي الخاصة
ـ[أنوار]ــــــــ[25 - 11 - 2008, 09:51 م]ـ
جزاكِ الله خيراً ثلوج وبارك فيكِ ...
وجزى الله أستاذنا الكريم الدكتور علي الحارثي بهذه النصائح خيراً .. وجعلها في موازين حسناته ..
ـ[الشيزاوي]ــــــــ[26 - 11 - 2008, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيك ِ يا أم أسامة، و جزاك الله خيرًا.
و أنا آمل أن تزداد فصاحتي من خلال تواجد بينكم.
فأنتم تمتلكون اللغة السليمة.
و جزى الله دكتورنا خير الجزاء.
وفقك ِ الله
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[15 - 07 - 2009, 08:19 م]ـ
ترفعها للفائدة الجليلة، جزى الله دكتورنا الحبيب خيراً وجزى الله أختنا أم أسامة خير الجزاء.