تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

نشأ في حجر والديه في مدينة المندق، وتقدم للكتّاب وهو أصغر الطلاب حيث كان عمره أول دخوله: خمس سنوات، وتميّز بين الطلاب بالنباهة والفطنة، وكان معلمهم في الكتاب الشيخ المجاهد السلفي عبدالله بن سعدي العبدلي الغامدي – رحمه الله – وستأتي ترجمته إن شاء الله، فتعلم على يدِ الشيخ مبادئ التوحيد، وقرأ عليه القرآن من سورة العنكبوت إلى آخر كتاب الله: سورة: (قل أعوذ برب الناس).

ثم لما بلغ العاشرة من عمره توفي والده عام (1362هـ) تقريباً، ثم بعد سنتين وستة أشهر توفيت والدته، فانتصب مستقبلاً عمره للقيام بأعباء الحياة.

فلما اشتد عوده، وقوي شبابه: اتجه إلى مكة وعمل في أمانة العاصمة المقدسة، وداوم على هذا العمل خمسة وعشرين عاماً.

حياته العلمية:

لما كان عمل شيخنا في مكة المكرمة، كان المسجد المكي الشريف – زاده الله عزة وشرفا – بمثابة الجامعة العلمية العصرية، فقد كانت تنتشر حلقات العلماء في أروقته وزواياه في سائر الفنون، فانضم الشيخ إلى حلقات أهل العلم بعد الفجر، وبعد العصر، وبعد المغرب، وبعد العشاء، فيحضر في مجالس سيخه المحدث عبدالحق الهاشمي، وكذلك الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الحمدان، وكانت أكثر ملازمته لهذين الشيخين، ثم يحضر مع ذلك حلقات الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام – رحمه الله -، والشيخ حسن مشاط – رحمه الله -، والشيخ محمد بن عبدالله الصومالي – رحمه الله -، والشيخ يحي بن عثمان المدرس العظيم آبادي حفظه الله تعالى، وغيرها من حلق الذكر والتعليم.

سجاياه وثناء العلماء عليه:

وهب الله شيخنا بجلالة القدر عند العلماء و الوجهاء، مع هيبة الشيبة، وحسن الاستقبال، وكرم الضيافة، وقد كان محدث المدينة الشيخ العلامة حماد الأنصاري رحمه الله تعالى يجله ويحترمه ويثني عليه، ولو لم يكن من الدليل على ذلك إلا ابتداءه بطلب الإجازة منه لكان فيه الدلالة على شرف قدر شيخنا لما يعلم عن الشيخ حماد الأنصاري من قوة العلم وعلو الكعب في فن الحديث رواية ودراية.

كيف قد أخبرني الشيخ الفاضل عوض الزهراني أنه كان في زيارة للشيخ حماد الأنصاري رحمه الله، فلما علم الشيخ حماد بأنه من مدينة الباحة سألهم: هل تعرفون الشيخ عبدالعزيز الزهراني؟!، فقالوا: لا!، فقال: (فمن تعرفون إذن وهو طالب العلم الوحيد في الباحة).

وأثنى عليه خيرا شيخنا مفتي الطائف ومسندها الشيخ عبدالرحمن بن سعد العياف، فقد سألته عنه فأثنى عليه خيراً، وذكر حرصه على العلم وفضله.

مؤلفاته:

كان لشيخنا المساهمة المباركة في ميدان التصنيف، ولعل من أبرز مؤلفاته:

1 - [معجم رواة الحديث الأماجد من علماء زهران وغامد]، طبع في ثمان مجلدات، وهو مفخرة في هذا الباب، بل من نوادر كتب تراجم رجال الحديث على القبائل، فقد اشتهرت التراجم على الطبقات والبلدان وأحوال الرواة ثقة وضعفا، وهذا الكتاب اختص برواة الحديث من قبيلتي زهران وغامد من أهل الكتب الستة، فأحسن الشيخ فيه وأجاد، وحصر مروياتِ كل راوٍ يذكره، فبلغت عدد الأحاديث التي أوردها في كتابه أربعة وأربعين حديثاً وخمسمائة وإثني عشر ألف حديث.

2 - [صور من سيرة شباب الرعيل الأول] طبع عام 1420هـ، ذكر فيه بعض الصور المشرقة لشباب السلف الصالح.

3 - [خواطر إسلامية] طبع عام 1420هـ، ذكر فيها شيخنا خواطر جيدة ومفيدة، تدل على سعة تأملاته حفظه الله.

4 - [حرية الفكر أم حرية الكفر] طبع عام 1420هـ، وقدم له فيه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السعد، وفيه تظهر جلالة الشيخ في غيرته على حمى التوحيد، ورده على بعض مقالات العلمانيين في المجلات والصحف.

5 - [إبداع الخالق في نظام خلقه دليل على وحدانيته] طبع عام 1425هـ، وفيه تكلم شيخنا على دلائل عظمة الله تعالى وحسن خلقه في ابن آدم، وبعض المخلوقات، وبين الشيخ – كما في عنوان الكتاب – أن المراد بذلك التدليل والإلزام بتوحيد الله تعالى وإفراده بالعبادة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير