2 - إن أسلوبه في الارشاد مغاير لما في التقريب، فإنه متقيد في الارشاد بعبارات ابن الصلاح وترتيبه، وقد أعفى نفسه من هذا التقييد في تقريبه، لذا نراه حذف بعض الفروع المفردة التي ذكرها ابن الصلاح وأدخل بعض الفروع في بعض.
3 - إن في الكتابين مادة علمية مشتركة سواء فيما يتعلق بكلام النووي أو فيما يتعلق بمادة كتاب ابن الصلاح أو ما يتعلق بمصادر أخرى.
4 - إن النووي رحمه الله أضاف في الارشاد إضافات علمية على ابن الصلاح تبلغ خمساً وخمسين إضافة كما تقدم قريباً، وهي مهمة؛ وقد حذف بعضاً من هذه الإضافات في التقريب؛ ومن هنا أصبحت المادة العلمية في كتاب الارشاد أغزر منها في التقريب.
5 - إن من تتبع كلام النووي يثبت له صدق ما قاله في مقدمته، فقد قال: (أزيد فيه لقيطات وفريعات ولا أعدل عن عبارة ابن الصلاح الا لمقاصد صالحات)».
2ـ المنهل الروي في الحديث النبوي، لبدر الدين محمد بن ابراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي (ت733).
قال مؤلفه في أوله: "العلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وروايته من أشرف العلوم وأفضلها وأحقها بالاعتناء لمحصلها لأنه ثاني أدلة علوم الإسلام ومادة علوم الأصول والأحكام ولذلك لم يزل قدر حفاظه عظيماً وخطرهم عند علماء الأمة جسيماً، ولهذا العلم أصول [و] أحكام واصطلاحات وأقسام وأوضاع يحتاج طالبه إلى معرفتها وتحقيق معنى حقيقتها وبقدر ما يحصل منها تعلو درجته وبقدر ما يفوته تنحط عن غايته رتبته ومدار هذه الأمور على المتون والأسانيد وكيفية التحمل والرواية وأسماء الرجال وما يتصل بجميع ذلك على ما تقدمت ترجمته ويأتي بسط الكلام فيه ". ثم ابتدأ بمقاصد الكتاب.
نشر هذا الكتاب بتحقيق محيي الدين عبد الرحمن رمضان مرة في مجلة معهد المخطوطات سنة 1975م؛ ومرة في دار الفكر سنة (1986) (4).
وشرح المنهل الروي حفيد مؤلفه: عز الدين محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز بن المؤلف بدر الدين (ت 819)؛ ولكن وصف السخاوي عز الدين هذا في الضوء اللامع (7/ 172) بأنه «لم يرزق ملكة في الاختصار، ولا سعادة في حسن التصنيف».
3ـ الخلاصة في علوم الحديث، لحسن بن محمد الطيبي (ت643)؛ وأكتفي في وصفه بما قاله هو في خطبته، فقد قال: «فهذه جمل في معرفة الحديث مما لا بد منه للطالب، لا سيما من تصدى للتحديث؛ لخصته من كتاب الإمام مفتي الشام شيخ الإسلام ابن الصلاح ومختصر الإمام المتقن محيي الدين النووي والقاضي بدر الدين يعرف بابن جماعة، رضي الله عنهم، فهذبته تهذيباً، ونقحته تنقيحاً، ورصفته ترصيفاً أنيقاً، فوضعت كل شيء في مصبه ومقره، وأضفت إلى ذلك زيادات مهمة من جامع الأصول وغيره» (5).
طبع (الخلاصة) ببغداد طبعة غير جيدة.
4ـ مختصر تاج الدين التبريزي علي بن عبد الله الاردبيلي، المتوفى سنة 746، وقيل سنة749. قال الداودي في طبقات المفسرين 1/ 407: «اختصرعلوم الحديث لابن الصلاح اختصاراً مفيداً».
5ـ مختصر علي بن عثمان المارديني الحنفي المعروف بابن التركماني، توفي سنة 750. قال ابن فهد في (لحظ الألحاظ) (ص126): «اختصر فيه كتاب ابن الصلاح اختصاراً حسناً مستوفى». وانظر كتاب بروكلمان 6/ 204.
تنبيه: ذكروا للمارديني هذا كتاباً في المصطلح عنوانه (المنتخب في علوم الحديث) فلعله هذا المختصر نفسه (6).
6ـ الشذا الفياح من علوم الحديث لابن الصلاح، لابراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي (725 - 802). قال السخاوي: «ومن تصانيفه الشذى الفياح في مختصر ابن الصلاح، شحنه بزوائد من نكت العراقي وشرحه للألفية وغير ذلك».
وقال مؤلفه في خطبته: "الحمد لله الذي ألهمنا رشدنا وصحح مقصدنا وحسن أعمالنا ولطف بضعيفنا وحمل منقطعنا وأرسل ألطافه فاتصلت بنا ووصل نعمه فرفع بها شأننا واشتد بها بأسنا وما شذ (7) سندنا فمن وقف ببابه لا يعضل ومن تمسك بسلسلة عزه فهو العزيز الذي لا يجهل ومن تغرب في محبته اشتهر وعن التدليس انفصل ومن تعلق بعنعنة الاعتبار والشواهد مع المتابعات والاندراج تحت القواعد فقد عاذ بالله من المنكر والاضطراب والعلل ومن مقلوب الأعمال إلى الوضع والخلل فنسأله القبول في القول والعمل؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغنا الأمل، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم خير مبعوث وأجل، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه صلاة
¥