تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

دائمة بدوام الأزل؛ وبعد فإن علم الحديث من أجل العلوم وقد ذهب فلم يبق منه غير الرشق فأفلت شموعه ودرست دروبه وكان من حق كل لبيب وفقيه أن يصرف عمره فيه فهو علم السلف والخلف ومن فضَّلَ غيره فقد صدف؛ وأحسن تصنيف فيه وأبدع وأكثرُ [هُ] فائدة وأنفع علوم الحديث للشيخ العلامة الحافظ تقي الدين أبي عمرو بن الصلاح فإنه فتح مغلق كنوزه وحل مشكل رموزه وجعل ذلك في خمسة وستين نوعا النوع الأول معرفة الحديث الصحيح من الحديث والنوع الثاني معرفة الحسن منه إلى آخره مما ستقف عليها إن شاء الله تعالى وقد ولع به العلماء من زمانه إلى هذا الزمان خصوصاً أهل هذا الشأن؛ فمنهم من اختصره ومنهم من اعترض عليه ومنهم من نظمه وكلا بسابقة فضله يعترف ومن بحر علمه يغترف وكنت قديماً قرأته على شيخنا الحافظ علاء الدين مغلطاي وأجازني به وكذلك أجازني به الحافظ شيخنا صلاح الدين أبو سعيد خليل بن كيكلدي في رحلتي الأولى إلى الشام بالقدس الشريف وكذلك أجازني به شيخنا الحافظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل المكي القرشي بالقاهرة قالا أخبرنا بجميعه محمد بن يوسف بن المهتار الدمشقي قال أخبرنا به مؤلفه قراءة عليه في الخامسة من عمري.

والمؤلف هو الحافظ تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن موسى ابن أبي نصر النصري الشهرزوري الشرخاني بفتح الشين المثلثة والراء والخاء المعجمة وبعد الألف نون والنصري نسبة إلى جده أبي نصر بفتح النون وسكون الصاد المهملة وبعد [ها] راء؛ مولده سنة سبع وسبعين وخمسمئة بشرخان قرية من أعمال إربل قريبة من شهرزور وتوفي صبح نهار الأربعاء وصلي عليه بعد الظهر من النهار المذكور وهو الخامس والعشرون من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وستمئة ودفن بمقابر الصوفية بدمشق المحروسة رحمه الله تعالى.

ثم إني نظرت فوجدت أحسن شيء عليه كلام الحافظ زين الدين العراقي أمتعنا الله تعالى به نظمه ألفية وشرحها في مجلدة وله عليه نكت في مجلدة لطيفة ذكر فيها اعتراضات وأجوبة عن المصنف ورد على من اعترض عليه فلخصت من كلامه وكلام غيره لنفسي جملة جمة وأموراً مهمة وضممت إلى ذلك فوائد حديثية ومهمات فقهية فأذكر أولاً كلام المصنف بنصه من أول النوع أو المسألة إلى آخر كلامه غالباً ثم أقول في آخره انتهى ثم أردف ذلك بكلام الحافظ زين الدين أو كلام غيره إن وجد أو ما يسره الله تعالى من فضله وأستوفي كلام المؤلف نوعاً نوعاً كما رتبه ولا أغادر شيئاً من أنواعه ولا من غالب كلام الحافظ زين الدين بل استوعب ما في الكتب الثلاثة من غير تكرار مع ما أضمه إلى ذلك من كلام غيرهما وأسأل الله العظيم أن يجعله خالصا لوجهه وسميته الشذى الفياح من علوم ابن الصلاح".

وانظر ما وصفه به صاحب كشف الظنون 2/ 1028. وقد طبع الكتاب من قبل مكتبة الرشد بالرياض عام 1418هـ بتحقيق صلاح فتحي.

7ـ المقنع في علوم الحديث لعمر بن علي بن أحمد الأنصاري المشهور بابن الملقن (ت804)، اختصر فيه المقدمة، وزاد عليها، ولكن تلميذه ابن حجر قال فيه في المجمع المؤسس 2/ 351: «كان يكتب في كل فن سواء أتقنه أو لم يتقنه، وصنف في علوم الحديث مختصراً سماه (المقنع)، ولم يكن فيه بالمتقن، ولا له فيه ذوق أهل الفن».

هذا قول الحافظ ابن حجر في شيخه وكتابه، وهو العارف بهما. وأما محققه الفاضل عبد الله بن يوسف الجديع، فقد وصفه في مقدمة تحقيقه 1/ 6 بقوله: «ومجمل خطته فيه: أنه عمد الى اختصار (المقدمة) وتهذيبها بايجاز ألفاظها، واستدراك فوائد من متناثرات المصنفات في فنون الحديث وما يتصل به، فاتى على مراد ابن الصلاح، وزاد أشياء. فبان لي من خلال دراسة الكتاب اشتماله على علم كثير يضطر اليه كل مشتغل بالحديث، ولو قلت: إنه أجود مختصرات ابن الصلاح لرجوت أن يطابق الوصف الموصوف».

وقد اختصر ابن الملقن كتابه هذا في جزء لطيف أسماه (التذكرة)، وهو مطبوع أيضاً.

وللسخاوي على التذكرة هذه شرح أسماه (التوضيح الأبهر لتذكرة ابن الملقن في علم الأثر)، طبع في القاهرة بتحقيق حسين بن اسماعيل الجمل سنة 1411هـ؛ وطبع في السعودية سنة 1418هـ محققاً من قبل عبد الله بن محمد عبد الرحيم البخاري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير