تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حوت لما لم يحوه مصنف*******ولا اهتدى لذكره مؤلِّف

أبياتها معدودة لمن روى**********ثلاثمئة وسبعون سوى

بعد الصلاة والسلام الدائم*على النبي المصطفى من هاشم

*******

وللهداية هذه نسخ خطية كثيرة، ست منها في دار الكتب المصرية كما في (فهرستها) (1/ 320).

هذا؛ وقد نسبت هذه المنظومة في بعض الكتب المتأخرة إلى ابن الجوزي، وهو خطأ منشؤه التحريف.

*******

وشرح منظومة ابن الجزري هذه جماعة منهم:

1ـ أبو بكر أحمد ابن الناظم، ترجمه أبوه في (غاية النهاية في طبقات القراء) (1/ 129 - 131)، وقال فيه بعد أن ذكر شيئاً من سيرته ودراساته والفرقة التي حصلت بينهما عندما وقعت الفتنة التيمرية:

(ولما كان بمصر في غيبتي، وأنا مجاور بمكة، شرح (طيبة النشر)، فأحسن فيه ما شاء، مع أنه لم يكن عنده نسخة بالحواشي التي كنت كتبتها عليها، ومن قبل ذلك شرح (مقدمة التجويد)، و (مقدمة علوم الحديث) من نظمي، في غاية الحسن).

2ـ عبد الدائم بن علي (ت870)، ذكره السخاوي في (الضوء اللامع) (4/ 42) وقال: (تلقى ذلك عنه جماعة).

3ـ قاسم الحنفي (ت879)، قال السخاوي في (الضوء اللامع) (6/ 186): (شرح منظومة ابن الجزري، وقال انه جمع من كل نوع، حتى صار في مجلدين، يعني وخرج عن أن يكون شرحاً لهذا النظم المختصر، ولكنه لم يكمل؛ وكان يقول: (إنه زردخانتي)، إشارة إلى أنه جمع فيه كل ما عنده).

4ـ الحافظ الشهير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (831هـ – 902هـ)، له (الغاية في شرح الهداية)؛ طبع سنة 1413هـ بتحقيق محمد سيدي محمد محمد الأمين؛ وهي رسالة علمية أعدها عام (1401هـ)؛ وأعيد طبع الكتاب بالتحقيق المذكور عام (1422هـ).

وكنت أود لو تطرق المحقق الفاضل إلى التعريف بالمنظومة وناظمها وبعض ما يتعلق بذلك؛ ولكنه انشغل – أو اكتفى – بالترجمة للسخاوي وكتابه؛ والترجمة للأول أولى وذلك لقلة كتبه في المصطلح والحديث، خلافاً للسخاوي الذي كتب له المحققون عشرات التراجم في مقدماتهم على كتبه الحديثية وغيرها؛ ولم أر له في مقدمته سوى كلاماً ذهب فيه إلى أن (الهداية) نظم لـ (مقدمة ابن الصلاح) مع زيادات عليه في بعض المباحث؛ وأنا أقول: هذا القول لا يخلو من حاجة إلى برهان.

5ـ محمد بن إبراهيم الخليلي (ت907).

من شرحه بدار الكتب المصرية نسخة عنوانها (وصلة البداية لمقدمة النهاية في علوم الرواية)، وراجع (الأنس الجليل) (2/ 207 - 208) و (هدية العارفين) (6/ 223 - 224).

6ـ حسين بن علي الحصني – وقيل الخصيبي – (ت963)، له (العناية في شرح الهداية)، ذكره في (هدية العارفين) (5/ 319).

7ـ شمس الدين الدمياطي (ت1140). انظر كلمته في أوائل هذا البحث.

هذا، أيها الأخوة الباحثون، ما وقفت عليه في هذا الباب؛ فإن كان عارياً من خلل فالحمد لله وحده؛ وإن كانت الأخرى فالحمد لله وحده كذلك، والخلل مني بسب تقصير أو قصور، وأنتم فسدوا الخلل، واعذروني ولا تعذلوني، والسلام.

ـ[العاصمي]ــــــــ[10 - 11 - 05, 09:43 م]ـ

شكر الله سعيك، وجزاك أفضل الجزاء وأجزله، وبارك فيك وعليك، أيّها البحّاث النّجّاث المفيد ...

ولقد ذكر شمس الدين محمد بن محمد البديري الدمياطي سبب عمل هذه المنظومة إذ قال في ابن الجزري: (إن سبب اشتغاله بالحديث، بعد أن كان مكباً على علم القراءات: أن بعض مشايخه قال له ذات يوم: إن علم القراءات كثير التعب قليل الجدوى، وأنت ذهنك رائق، وفهمك فائق، ومن كان هكذا فعليه بعلم الحديث، فاجتهد فيه حتى حفظ مئة ألف حديث بأسانيدها ... ).

هذا ما نقله الكتاني في (فهرس الفهارس) (1/ 304).

هذا المنقول عن البديريّ فيه نظر، ويظهر لي أنّه اختلط الأمر على بعضهم، والتبس ... بقصّة مشهورة مأثورة بين العزّ ابن جماعة والزّين العراقيّ ...

وماذكر من حفظ ابن الجزريّ مئة ألف حديث بأسانيدها؛ هنبثة واضحة، ومجازفة لائحة، وابن الجزري - مع فضله وحفظه واحتفاله - لم يكن من الحفّاظ الأيقاظ المحقّقين في دقائق هذه الصّناعة، ولذلك لمّا خرّج أحاديث مسلسلات بالمصافحة وغيرها؛ وقعت منه هنات وزلاّت رصدها الحافظ النّابغة المحقّق المدقّق ابن ناصر الدين في جزء نفيس ترجمه بالنّكت الأثريّة على الأحاديث الجزريّة ... وهو منشور مشهور متداول ...

قال ابن حجر في " المجمع المؤسّس ": " جمع أوهامه فيها في جزء مفرد: حافظ الشّام ابن ناصر الدّين، ووقفت عليه، وهو مفيد ".

وهذا لايغضّ من عالي منزلته، وسامي مكانته؛ فإنّ لكلّ فنّ رجالا، ولكلّ فارس مجالا ... قد جعل الله لكلّ شيء قدرا، وما من إمام إلاّ له مقام معلوم ...

وقد صدق ابن حجر وبرّ إذ قال في " المجمع المؤسّس ": " ... فنّه الذي مهر فيه القراءات، وله عمل في الحديث، وله نظم وسط ... ".

رحمه الله وسائر أئمّة المسلمين، ونفعنا بعلومهم، وأفادنا من فهومهم ...

وما نحن فيمن مضى، إلاّ كبقل في أصول نخل طوال (1) ...


(1) قاله الإمام القاري المتفنّن أبو عمرو بن العلاء في عصره الزّاهر؛ فماذا يقال الآن في هذا الزّمن البائر ... أصلح الله من أحوالنا، ولا آخذنا بسوء فعالنا ...
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير