الثاني: حل ما يعقد فهمه.
الثالث: بيان قيوده واحترازاته في الرسوم والضوابط.
الرابع: التعرض لتتمات أمور مهمة أغفلها.
الخامس: التنبيه على أوهام وقعت له في النقل.
السادس: اعتراضات وأسئلة لا بد منها.
السابع: ما هو الأصح في أمور أطلقها.
الثامن: أمور مستقلة هي بالذكر أهم مما ذكره).
انتهى كلام الزركشي؛ وهذه الأنواع التي بينها من نكته ما أجدرها أن يقتدي بها، أو ينسج على منوالها، المعلقون على الكتب في هذا العصر الذي كثر قراؤه وقل فقهاؤه؛ والله المستعان.
طبع هذا الكتاب بتحقيق الدكتور زين الدين بن محمد في الرياض عام 1998.
7ـ نكت الحافظ العَلم ابن حجر على ابن الصلاح والعراقي، وهو غاية في بابه، لا ينازع في هذا منصف، ولكنه لم يتم منه إلا نحو نصفه؛ وما أشد حسرة طلبة الحديث بعد ابن حجر على ما فاتهم من تعليقاته على أبواب الجرح والتعديل وما يليها في الكتاب؛ وهي لب علم المصطلح وزبدته، وفيها تظهر مرتبة العالم وتنكشف مهارته؛ وكم في المصطلح من أمر مستشكل، إذا تكلم عليه ابن حجر زال إشكاله وانحل؛ ولكن ليس لنا إلا أن نسترجع ونقول: قدر الله وما شاء فعل.
هذا؛ ويوجد إشكال يسير حول القدر الذي أتمه ابن حجر من الكتاب؛ وأنا أكتفي بهذه الإشارة إليه؛ ومن أراد أن يعرف ما هو ذلك الإشكال فليقارن مطبوع الكتاب بما ورد في (تهذيب التهذيب) لابن حجر – ترجمة الخليل بن أحمد (3/ 166)، وبما ورد في (فتح المغيث) للسخاوي (3/ 274).
*****
قال ابن حجر في خطبة كتابه هذا الذي نحن بصدد الترجمة له:
(فإن الاشتغال بالعلوم الدينية النافعة من أولى ما صرفت فيه فواضل الأوقات، وأحرى بأن يهجر لها الملاذ والشهوات، ولم آل جهداً منذ اشتغلت بطلب الحديث النبوي في تعرف صحيحه من معلوله، ومنقطعه من موصوله، ولم أَلْوِ [ضبطت في طبعة المدخلي هكذا (آلو)؛ وهو خطأ] عناناً عن الجري في ميدان نقلتهِ، والبحث عن أحوال حملتهِ، لأن ذلك هو المرقاة إلى معرفة سقيمه من صحيحه وتبيين راجحه من مرجوحه، ولكل مقام مقال، ولكل مجال رجال.
وكنت قد بحثت على شيخي العلامة حافظ الوقت أبي الفضل [ابن] الحسين، الفوائد التي جمعها على مصنف الشيخ الإمام الأوحد الأستاذ أبي عمرو ابن الصلاح، وكنت في أثناء ذلك وبعده إذا وقعت لي النكتة الغريبة والنادرة العجيبة، والاعتراض القوي طوراً، والضعيف مع الجواب عنه أخرى: ربما علقت بعض ذلك على هامش الأصل، وربما أغفلته؛ فرأيت الآن أن الصواب الاجتهاد في جمع ذلك، وضم ما يليق به ويلتحق بهذا الغرض، وهو تتمة التنكيت على كتاب ابن الصلاح، فجمعت ما وقع لي من ذلك في هذه الأوراق.
ورقَمت على أول كل مسألة إما (ص)، وإما (ع)؛ الأولى لابن الصلاح أو الأصل، والثانية للعراقي أو الفرع).
****
تنبيه حول اسم الكتاب:
اختلفت بعض مخطوطات الكتاب في بعض اسمه والذي يطمئن إليه القلب من الأسماء أكثر من غيره هو (النكت على ابن الصلاح)، فقد قال ناسخ إحدى مخطوطات الكتاب، وهي اليمنية: (هكذا مكتوب بخط المؤلف على أصله)؛ ويؤيده قول الحافظ في (نزهة النظر): (وقد أوضحت ذلك في النكت على ابن الصلاح)، وقوله في (فتح الباري) في أكثر من موضع: (فيما علقته على ابن الصلاح).
فإن قيل: ابن حجر له في هذا الكتاب نكت على تقييدات وإيضاحات العراقي أيضاً وليس على كلام ابن الصلاح فقط، فلمَ لم يشر إلى ذلك في تسمية الكتاب؛ فالجواب أنه نظر في التسمية إلى الأغلب، فإن أكثر تعقباته وتعليقاته إنما كانت على ابن الصلاح؛ ثم إن التنكيت على العراقي يدخل في جملة التنكيت على ابن الصلاح، لأنه بمثابة تكميل لنكت العراقي على ابن الصلاح، ولأن التنكيت على الفرع داخل في التنكيت على الأصل في الغالب.
وكلامي الأخير هذا يفسر لك معنى قول ابن حجر في (النكت الظراف على الأطراف) (1/ 389): (وقد ذكرت ذلك مبسوطاً في زوائد النكت على علوم الحديث لابن الصلاح).
إذا علمت هذا فربما استغربت بعده – وحُقَّ لك - ما فعله في هذا الشأن السيوطيُّ ثم الكتاني؛ فقد أسمى السيوطي كتاب ابن حجر هذا في (نظم العقيان) (ص47): (الإيضاح بنكت ابن الصلاح)، وأسماه الكتاني في (الرسالة المستطرفة) (ص174): (الإفصاح على نكت ابن الصلاح).
ولا أدري من هو سلفهما في هذين الاسمين الشاذين! والله أعلى وأعلم.
ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:16 ص]ـ
فاتني أن أشير إلى طبعة الشيخ الفاضل الدكتور ماهر ياسين الفحل، فإنه حقق كتاب ابن الصلاح؛ وطبعته دار الكتب العلمية عام 2002.
ـ[العاصمي]ــــــــ[11 - 11 - 05, 07:07 م]ـ
إذا علمت هذا فربما استغربت بعده – وحُقَّ لك - ما فعله في هذا الشأن السيوطيُّ ثم الكتاني؛ فقد أسمى السيوطي كتاب ابن حجر هذا في (نظم العقيان) (ص47): (الإيضاح بنكت ابن الصلاح)، وأسماه الكتاني في (الرسالة المستطرفة) (ص174): (الإفصاح على نكت ابن الصلاح).
ولا أدري من هو سلفهما في هذين الاسمين الشاذين! والله أعلى وأعلم.
بارك الله فيك، وجزاك خير الجزاء وأوفره ...
أرجو ممّن عنده نسخة خطّيّة ... من كتاب " نظم العقيان " أن يكشف عن ترجمة الكتاب فيه؛ فإنّه يغلب على ظنّي أنّ " الإيضاح " تصحيف عن " الإفصاح "، أو هو تصرّف من السّيوطيّ ...
وقد صنّف ابن حجر كتابين في التّنكيت على ابن الصّلاح:
1 - نكت صغرى، وهي المنشورة المشهورة ...
2 - نكت كبرى، وغير بعيد أن تكون مترجمة بالإفصاح ... وقد نقل منها السّيوطيّ في " البحر الذي زخر " دررا ونفائس، وقد كنت قيّدت مواضع منها - خاصّة في المجلّد الأوّل منه -، لكنّ يدي لاتطولها الآن، وأقربها منّي - الآن - ما في ص857، وأرجو أن يتوفّر فاضل على جمعها، وإتحاف إخوانه بها ...
¥