تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لم يبق أمامنا- والحالة هذه- إلا اللجوء إلى الأصل الذي طُبع عنه ذلك الكتاب وهو مخطوط تحتفظ به المكتبة الوطنية بباريس، وسنحت الفرصة بسفري إلى فرنسا عام 1986 حيث قصدت المكتبة الوطنية بباريس، وتمكنت من استعارة المخطوط (شوق المستهام) ومعاينته، وكم كان عجبي كبيراً وفرحتي عظيمة حين عرفت أنه يشتمل على واحد وثمانين قلماً (أي لغة قديمة) كان الحكماء يستعملونها في تعمية كتاباتهم، من بينها قلم هرمس الذي يؤلف أساس لغة الفراعنة وهي اللغة الهيروغليفية القديمة، وبادرت من فوري إلى نسخ المخطوط خشية ألا أحظى بتصوير نسخة منه، وكم كان النسخ شاقاً وعسيراً لأن المخطوط يشتمل على صور وأشكال يصعب أن ترسم إلا بيدٍ حَذاق صَناع، وأين مني تلك اليد؟! ومع ذلك فإنني أتممت نسخ المخطوط، وكتبت صفحة في وصفه، ثم تقدمت بطلب رسمي مشفوع بتزكية من أستاذ في جامعة السوربون هو الدكتور جورج بواس لتصويره، ووُعدت خيراً .. إلا أنني عدت إلى دمشق بخُفَّي حُنَين، ولم يطل صبري كثيراً فما هي إلا ثمانية أشهر حتى جاءني خطاب من المكتبة الوطنية بباريس يخبرني بوجوب دفع مئتي فرنك فرنسي قيمة المصورة التي أفرج عنها أخيراً، وجاءتني تحمل نجاحاً آخر في رحلة بحثنا المضنية، وكانت فرحة غامرة.

4 - في اصطنبول ثانية (1991):

لم يكن "شوق المستهام" على أهميته وشهرته – هو الوحيد في بابه، فقد دلنا التتبع والاستقصاء على أن ثمة مخطوطات أخرى تنحو نحوه ولا تقل أهمية عنه. أهمها مخطوط لذي النون المصري يدعي (حل الرموز وبرء الأسقام في أصول اللغات والأقلام) يشتمل على مئتي قلم (أي لغة قديمة)، وآخر للجلدكي يشتمل على سبعين قلماً، وثالث لمجهول. وكل ذلك في مكتبات تركية، ومن ثم كانت رحلتي الثانية إلى تركية عام 1991 حيث حصلت على مصورات لهذه المخطوطات جميعاً بعد لأي، إلا أني على كل حال لم أُلاقِ ما لاقيت والأخ الدكتور يحيى في رحلتنا الأولى، وإنما جنيت كثيرأ مما كنا زرعناه في تلك الرحلة، وتضافرت إلى ذلك أفضال عدد من الأصدقاء الكرام لا بد أن يُذكروا هنا ويشكروا وهم الأستاذ لطفي الخطيب ود. عبد الرحمن الفُرفور (المهتمان بشؤون المخطوطات) والأستاذ رأفت غوغول (خبير التجليد العالمي) ود. أحمد صبحي فرات (الأستاذ بكلية الآداب- جامعة اصطنبول) جزاهم الله عنا خير الجزاء.

5 - مخطوطات لم نرتحل إليها:

وفدت إلينا خلال رحلتنا الطويلة هذه مخطوطاتٌ لم نرتحل إليها، وإنما ساعدنا في الحصول عليها أساتذةٌ أجلاء وأصدقاء نبلاء بذلوا جهداً حميداً في سبيل ذلك، فلهم منا كل الشكر والتقدير. منها:

أ - مجموع يضم تسع رسائل في التعمية، من المكتبة السليمانية، أتحفنا به أستاذنا النفاخ كما تقدمت الإشارة إلى ذلك.

ب - قصيدة ابن الدريهم في حل رموز المكاتبات وفهم أقلام المتقدمين، من مكتبة دار الكتب المصرية، تكرم بإرسالها إلى د. مراياتي صديقه الدكتور فتحي صالح المشرف على مشروعات نُظُم معلومات الثقافة في المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات بالقاهرة.

ج - نسخة من مخطوط "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام" لابن وحشية النبطي، من مكتبة خاصة، قدمها لنا الأستاذ الفاضل محمد عدنان جوهرجي، بعد أن ألقى محاضرة عنها في المركز الثقافي بدمشق.

د - نسخة أخرى من مخطوط "شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام" لابن وحشية النبطي، تكرم بتصويرها الأخ الصديق المهندس محمد الزمامي من المكتبة الوطنية في فيينا.

هـ - كشف المغمى عن أصول المعمَّى، لمحمد مرتضى الزَّبيدي، وهي رسالة صغيرة تحتفظ بها المكتبة اليهودية الوطنية بالقدس، وقد تكرم بتصويرها فضيلة الأخ الشيخ نظام اليعقوبي من مقتنيات مكتبته الخاصة بالبحرين.

و- ورقات من مجموع التعمية تكرم بإرسالها الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الهدلق (محقق رسالة ابن طباطبا في استخراج المعمَّى) بعد أن صورها الأستاذ الدكتور عبد العزيز المانع شكر الله لهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير