تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[04 - 11 - 06, 08:11 م]ـ

قال ابن الصديق: فعلمت أن هذا مصدر ما حكاه ابن تيمية، فازددت عجبا و يقينا بخبثه و نصبه وكذبه، فإنه دلس و لبس، و نسب ما قاله ابن عبد ربه إلى أهل الأندلس، و سمى فاعل ذلك من أهل السنة!! فقبحه الله ما أشد عداوته لآل بيت رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم، و ما صنع شيئا إلا أنه برهن على نفاقه، فقد قال رسول الله صلى الله تعالى عليه و آله و سلم لعلي عليه السلام: "لا يحبك إلا مومن و لا يبغضك إلا منافق "8 … ثم هو غير مومن بنص كتاب الله تعالى: (إنما يفتري الكذب الذين لا يومنون بآيات الله) 9 … و قد افترى هذا المجرم الدجال على أهل السنة، و على أهل الأندلس10، و نسب إليهم ما هم منه براء، و إنما قاله الخبيث ابن عبد ربه وحده …) 11


8 - رواه مسلم في الصحيح - باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي رضي الله عنه من الإيمان، وعلاماته، وبغضهم من علامات النفاق- رقم: 74.
9 - النحل: 105.
10 - إذا كان هنا يبرئ أهل الأندلس مما ألصق بهم من طرف ابن تيمية حسب زعمه، فهو بعد أسطر معدودة من نفس الكتاب يعمم تهمة النصب على أهل الأندلس كلهم؛ إذ يقول [الجؤنة 2/ 10]: ترجم أبو حيان النحوي لبعض شيوخه ممن ضل عني اسمه الآن وأثنى عليه ثم قال: "واختلط بآخر عمره فجعل يهجو يزيد بن معاوية … ". فجعل هجوه ليزيد بن معاوية من اختلاطه، فاعجب لنصب أهل الأندلس و محبتهم في آل أمية قبحهم الله …
11 - جؤنة العطار في طرف الفوائد و نوادر الأخبار 2/ 9 - 10. فائدة: 245.

ـ[بدر العمراني]ــــــــ[04 - 11 - 06, 08:14 م]ـ
قلت: و الخبر الذي اعتمد عليه ابن الصديق عموده هو الإمام منذر بن سعيد البلوطي القاضي الثقة، و تاريخ الحادثة لم يكن ببعيد عن زمن أبي عمر (ت 328هـ) إن لم نقل معاصرا له، فقد حدد تاريخها ابن الأبار حين عقب بقوله: (وكانت ولاية منذر للثغور مع الإشراف على العمال بها والنظر في المختلفين من بلاد الإفرنج إليها سنة ثلاثين وثلاثمائة). و الإسناد الذي نقلت به كان من طريق جلة من الأعلام الذين اتسموا بالعدالة و الأمانة. و لأجل ذلك قام الباحثون بمحاولة كشف الغطاء عن مضمون هذا الخبر، من أجل دفع التهمة و تبرئة أبي عمر. و من هؤلاء الباحثين الذين قاموا بهذه المحاولة نجد:
الدكتور جبرائيل جبور يقول: (و لا أدري كيف يسوغ لنا الاستناد إلى مثل هذا الخبر عن شعر غير معروف نصه، و نهمل الآثار الكثيرة التي بين أيدينا في عقد ابن عبد ربه نفسه، في كل هذه المواضع التي ذكرنا و في غيرها؛ بل إننا نرى في العقد نفسه أيضا كتابا خاصا في أخبار الخلفاء و تواريخهم؛ يبدأ به بالنبي ثم يذكر الخلفاء واحدا واحدا حتى يأتي إلى علي فلا يهمله، بل يطيل و يشيد بذكر فضائله، ويستنزل رضى الله عليه حتى أنه يرحم من كان من شيعته قال: و قال السيد الحميري رحمه الله: [البسيط]
إني أدين بما دان الوصي به --- و شاركت كفه كفي بصفين
و يصدر ابن عبد ربه الباب عن علي بعبارة "خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه" ثم يقول: "لما قتل عثمان بن عفان أقبل الناس يهرعون إلى علي بن أبي طالب، فتراكمت عليه الجماعة في البيعة فقال: ليس ذلك إليكم إنما ذلك لأهل بدر ليبايعوا، فقال: أين طلحة و الزبير و سعد فأقبلوا فبايعوا، ثم بايعه المهاجرون و الأنصار ثم بايعه الناس". و يرى القارئ أن لا لبس في هذا الكلام فابن عبد ربه يحسب عليا خليفة بعد عثمان، و يذكر خبر البيعة له من أهل بدر و المهاجرين و الأنصار وعامة الناس. و من الخير أن نلاحظ أن ابن عبد ربه قد أتبع عليا في بحثه عن أخبار الخلفاء وتواريخهم بابنه الحسن لا بمعاوية … و لابن عبد ربه في عقده فصل في آخر كتاب المجنبة الثانية في التوقيعات يذكر فيه توقيعات الخلفاء، فيه باب في توقيعات علي بن أبي طالب، و يتبع اسم علي بعبارة "كرم الله وجهه "12. و كم نود لو كانت هذه الأرجوزة المفقودة المنسوبة لابن عبد ربه و التي تفرد -فيما نعلم!؟ - بذكرها المقري موجودة الآن، علّنا نستطيع أن نكشف منها خبر صاحبها، أما وهي غير معروفة لدينا فإنّا لا نستطيع تعيين ناظمها بالضبط، إنما لا أرى مانعا يمنعنا من الظن –بعد ما قدمنا من حب ابن عبد ربه لعلي- أنها لرجل من آل ابن عبد ربه غير صاحب العقد، و لعلها لابن أخيه13، أو لأحد أحفاده، اللذين سيرد ذكرهما عند بحثنا عما ينسب لصاحب العقد في الشعر الموشح؛ لا سيما و أن المقري سواء أكان يتكلم بلسانه أم يروي عن غيره14، لم يكن يكتفي في أكثر المواضع بذكر "ابن عبد ربه" فقط؛ بل كان يتبعه ب "صاحب العقد" أو يسبقه ب "أحمد" و كلتا اللفظتين غير موجودة في النص الذي يدور على الأرجوزة) 15.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير