تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حوار مع أحد علماء الجزائر]

ـ[أبو الحسين الزواوي]ــــــــ[09 - 12 - 06, 01:40 م]ـ

إخواننا الأفاضل، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

نشرت جريدة يومية صادرة بالجزائر حوارا مع أحد العلماء الجزائريين المتخصصين في علوم القراءات، وهو الشيخ الفاضل محمد الطيب قريشي، حفظه الله.

ونشر صاحب الحوار موضوعه في هذا الرابط ..

http://ferhat.maktoobblog.com/?post=157318

وفيه شيء من سيرته ..

وبارك الله في جهود الجميع ..

========== تم نقل الموضوع هنا (## المشرف ## ===========

السبت, كانون الأول 09, 2006

حوار مع عالم جزائري

فضيلة الشيخ العلاّمة محمد الطيب قُريشي في حوار لـ"البلاد":

الاعتناء بالقرآن الكريم شرط أساسي في طريق نهضة الجزائر

شيخٌ جمع إلى علمه الفصاحة والظرف والوقار .. كما جمع بين صفات العلم وجهاد المستعمر الفرنسي .. شغل منصب محافظ شرطة بعد الاستقلال، لكن نفسه لم تتوقف عن الدوران في فلك القرآن الكريم وعلومه .. لقّبه زملاؤه من أعوان الأمن بـ"الكوميسار الدرويش" كوصف طريف لشخص جمع بين التخصصين: لكنه اختار في الأخير ذاك الذي يربط الأرض بالسماء.

عالم بالقراءات والروايات درس على جملة من مشايخ الأزهر، ولكنّ عيبه أنه كان سليل بلد لا يحتفي بالعلم والعلماء، إلا فيما ندر.

حاولنا التقرب منه فوجدناه كريما بقدر ما وجدناه حليما، وفتح لنا قلبه .. فكان هذا اللقاء ..

حاوره: مصطفى فرحات

بداية، من هو الشيخ محمد الطيب قريشي؟

بسم الله الرحمن الرحيم .. أدعى محمد الطيب، ولقبي هو قريشي، من الجنوب الجزائري من ولايات الواحات ورقلة، ومسقط رأسي بقرية تابعة لورقلة وتسمى الرويسات، ولدت في 19 جويلية 1937.

كان تدريس القرآن الكريم ظاهرة منتشرة في الجنوب الجزائري، وهي عادة تناقلها الأجداد، وإذا بلغ الطفل سن الخامسة والنصف أخذه أولياؤه إلى الكتّاب ليبدأ حفظ القرآن الكريم. واختيرت هذه السن لأن الطفل تكون في جمجمته حفرة صغيرة فتنغلق على العموم في هذه السن، ويتمكن الطفل بعدها من نطق الحروف سليمة، فيطلب الشيخ من الطفل نطق كلمة «حجرة» على سبيل الاختبار، فإذا نطقها الطفل سليمة كان ذلك دليلا على أهليته لبداية حفظ القرآن الكريم، أما إذا قال «الحظّة» دل ذلك على عدم استعداده لحفظ القرآن لأنه لم يستكمل نطق الحروف العربية، وهذا واقع في كل مدن الواحات بالجنوب الجزائري. فمثلا هناك الشيخ لخضر تتاي، وهو معلم قرآن بمنطقة أولاد جلال، يشرع في تدريس الأولاد منذ بلوغهم سن الخامسة والنصف، ويجعل للكتّاب نظاما يُشبه النظام العسكري، بحيث يتم حلق شعر الطلبة كلّه ويُمنع منعا باتا مشاهدة التلفزة ـ على فكرة: في نواحي أولاد توات بالجنوب يُسمّون التّلفزة: «التلف جا» ـ ويتم التدريس إلى غاية تسع أو عشر سنوات، فيتخرّج الطفل حافظا للقرآن الكريم.

وأنا ختمت القرآن في سن الحادية عشر ـ بسبب مرض ألمّ بي ـ على يدي ابن عمي وهو من العائلة القُرشية، كما كنا ندرس في المدارس الفرنسية، حيث وفّر لي والدي رحمة الله عليه دراجة كنت أتنقل من خلالها ما بين البيت والمدرسة، ونبدأ حفظ القرآن بعد أذان الفجر الأول إلى غاية الساعة السابعة إلا ربع، ثم نتناول فطور الصباح وأتوجه إلى مركز ولاية ورقلة للدراسة، وكنا خليطا ما بين الفرنسيين والجزائريين، ودرست إلى غاية الشهادة الابتدائية، وكان معي في الدراسة صديقي، وهو ابن قاضي المنطقة، وكنا متوجسين من الدراسة عند الفرنسيين بسبب ما كان بعض الكبار يقولونه لنا: كيف، تتعلمون لسان العدو؟ وكان أحد الأساتذة الفرنسيين ـ وهو راهب ـ يقول للإدارة بأننا خطرون، لأن ابن القاضي كان يكتب في اللوحة: (أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)، وأمر بفصلنا من الدراسة.

وبعدما خرجت من المدرسة الفرنسية، أخذني والدي إلى مفتي ورقلة، واسمه الشيخ مسروق محمد ابن الحاج عيسى، في قرية الشط الواقعة على الطريق المؤدية لمطار ورقلة، فلازمته خمس سنوات، وكان يُدرّس مقرر الزيتونة باستثناء مواد الجغرافيا والجبر والهندسة ونحوها، وبعدها توجهت نحو القاهرة لأن الوالد رحمه الله كان يملك حافلات تنقل الحجاج قبل الثورة، فمهّد لي الطريق والتحقت بالجامع الأزهر في عام 1955 وعمري آنذاك 17 سنة.

وكيف وجدتم ظروف إقامتكم في القاهرة؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير