تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[10 - 12 - 06, 09:09 م]ـ

الإخوة الكرام/

قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (43) سورة النحل، وقال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} (7) سورة الأنبياء، وقال جل وعلا: {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} (83) سورة النساء.

طالب العلم المبتدىء في حكم العامي، ولم يقل أحد بوجوب الاجتهاد على العوام!!

وعندما ننصح المبتدىء بدراسة مذهب، لا من باب دعوته لترك السنة والتعصب لآراء الرجال، ولكن الدراسة المذهبية تعين الطالب المجد أن يفهم القرآن والسنة ويسير في درب الأئمة السابقين الذي تمذهبوا في بداية الطلب حتى صار لهم من العلم ما أهلهم إلى الاجتهاد والأخذ من الأصل واقرأوا في سيرة شيخ الإسلام وطالعوا شرحه على عمدة ابن قدامة. أما الطالب الذي لم يحصل شيئًا في اللغة ولا الحديث ولا الأصول ولم يتصور المسائل والأبواب الفقهية ويريد أن يبدأ بالفقه المقارن وأن يبدأ بكتب أحاديث الأحكام فهذا لن يحصل علمًا يفيده أو يفيد غيره .. ولما نقصر الأدلة الشرعية على القرآن والسنة؟؟ نعم، القرآن والسنة هما الأصل .. ولكن هناك الإجماع والقياس والمصالح المرسلة وأقوال الصحابة ... إلخ وسبحان الله، كثير من هؤلاء الطلاب الذين لا يعتنون بتصور الفقه ومسائله وتخريج الأقوال فيه على مذهب معتبر تجدهم يعتمدون على كتب المعاصرين اعتمادًا شبه كليًا حتى إذا طلب من أحدهم شرح ما في كتب المتقدمين من دقائق المسائل بل سهلها ما استطاع، فكيف يدعى مثل هذا إلى الترجيح والأخذ من الأصل؟!! نقول: كما ينصح الطالب المبتدىء أن يقلد في الأصول وفي الحديث وفي التفسير فما المانع من أن ينصح بذلك في الفقه؟؟ أم أنكم تقولون أنه يجب عليه في بداية أمره أن يصحح ويضعف؟؟ وأن يناطح كبار الأصوليين؟؟ وأن يفسر كلام الباري جل وعلا؟؟ وأقول لكم هذا الكلام عن تجربة .. فأخوكم قبل أن يتوب الله عز وجل عليه من التعالم بدأ بدراسة الشرح الممتع فلما وجده سهل شرع في دراسة سبل السلام مع مراجعة نيل الأوطار لمطالعة الزيادات!! ولا حول ولا قوة إلا بالله .. أقول لكم ذلك حتى يتعظ من أراد ولا يهدر سنين عمره ونفائس أوقاته وماله في جمع فتات.

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ((مجموع الفتاوى)) (20/ 225 - 226): (( .. وأما من كان عاجزًا عن معرفة حكم الله ورسوله وقد اتبع فيها من هو من أهل العلم والدين ولم يتبين له أن قول غيره أرجح من قوله فهو محمود يثاب، لا يذم على ذلك ولا يعاقب ..... وأما مثل مالك والشافعي وسفيان؛ ومثل إسحاق بن راهويه وأبي عبيد، فقد نص في غير موضع على أنه لا يجوز للعالم القادر على الاستدلال أن يقلدهم. وقال: لا تقلدوني ولا تقلدوا مالكًا ولا الشافعي ولا الثوري. وكان يحب الشافعي ويثني عليه ويحب إسحاق ويثني عليه ويثني على مالك والثوري، وغيرهما من الأئمة، ويأمر العامي أن يستفتي إسحاق، وأبا عبيد، وأبا ثور، وأبا مصعب، وينهي العلماء من أصحابه كأبي داود، وعثمان بن سعيد، وإبراهيم الحربي، وأبي بكر الأثرم، وأبي زرعة؛ وأبي حاتم السجستاني ومسلم، وغيرهم: أن يقلدوا أحدًا من العلماء. ويقول: عليكم بالأصل بالكتاب والسنة)) أ. هـ.

وأرجو أن تراجعوا هذه الصفحات من مجموع الفتوى بتجرد، وهذا هو الظن بكم - وفقكم الله -: ((مجموع الفتاوى)) (20/ 207 - 226)؛ وكذلك رسالة العلامة ابن رجب الحنبلي الموسومة بـ ((الرد على من اتبع غير مذاهب الأئمة الأربعة)).

وتحضرني هنا فائدة مهمة للحافظ الذهبي - جزى الله خيرًا من أرشدني إليها - في ترجمة الإمام الداركي شيخ الشافعية بالعراق:

(( .. وكان ربما يختار في الفتوى فيقال له في ذلك فيقول: ويحكم! حدث فلان عن فلان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، والأخذ بالحديث أولى من الأخذ بقول الشافعي وأبي حنيفة.

قلت (الكلام للذهبي): هذا جيد لكن بشرط (1) أن يكون قد قال بذلك الحديث إمام من نظراء الإمامين مثل مالك أو سفيان أو الأوزاعي (2) وبأن يكون الحديث ثابتا سالما من علة (3) وبأن لا يكون حجة أبي حنيفة والشافعي حديثا صحيحا معارضًا للآخر (4) أما من أخذ بحديث صحيح وقد تنكبه سائر أئمة الاجتهاد، فلا، كخبر فان شرب في الرابعه فاقتلوه، وكحديث لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده)) انتهى كلامه رحمه الله: [سير أعلام النبلاء 16/ 405].

وطالعوا هذا الموضوع ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63532) للشيخ الفاضل محمد رشيد .. خاصة المشاركة الأولى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير