واسأل الإخوة أيضًا: طالب العلم المبتدىء من أين له أن يعرف "الصحيح" أو "الراجح" في مسائل المطلق المقيد والعام والخاص والناسخ والمنسوخ والمجمل والمبين؟!!! أم أنه سيرجح بين هذه الأقوال أيضًا لأن العلم سهل؟!!!! أم أنه لا يحتاج لفهم هذه الأمور أيضًا والدين واضح وصريح؟؟؟ يا إخوة الدين واضح وصريح نعم ... لكن هل اللغة العربية واضحة وصريحة للمسلم في اليابان كما هي للمسلم في السعودية؟!!! هل وضوحها لمن تربى عليها كمن لم يقرأ إلا الآجرومية؟!! وعلى ذلك فقس!!
وأضف إلى عدم فقهه وفهمه التام للغة العربية: عدم إحاطته بالأدلة الشرعية التي يستنبط منها.
يعني: لا أصول ولا أدلة!! ونقول له هيا رجح لأنك قرأت بلوغ المرام ... والله إن هذا لظلم عظيم!!
ثم يقول أبو حازم وفقه الله:
((نقول لمن قلد إماما من الأئمة: بأي شيء عرفت أن الصواب مع من قلدته؟ فإن قال بالدليل قيل إذا أنت لست بمقلد))
قلت: إمامي أعلم بحديث رسول الله صلى الله وعليه وسلم مني، فكان رحمه الله يحفظ ألفي ألف حديث ويتحرى أقوال السلف تحريًّا بالغًا وكان كبار الأئمة يعجلونه حجة بينهم وبين الله!!
وما قصدك بالصواب؟؟ الصواب المطلق في كل مسألة؟؟ فهذا لا يستطيعه أحد، أم أن تقصد أن أتحرى أعلم الخلق فاتعلم منه وهذا هو طلب الصواب الواجب في حقي؟؟
ستقول له: ((يقال للمقلد بأي شيء عرفت أن الصواب مع من قلدته دون من لا تقلده فإن قال عرفته بالدليل فليس بمقلد وإن قال عرفته تقليدا له فإنه أفتى بهذا القول ودان به وعلمه ودينه وحسن ثناء الأمة عليه يمنعه أن يقول غير الحق))
قلت: ((وإن قال عرفته تقليدا له فإنه أفتى بهذا القول ودان به وعلمه ودينه وحسن ثناء الأمة عليه يمنعه أن يبتغي غير الحق))
وهذا هو الظن بالأئمة رحمهم الله تعالى.
((قيل له أفمعصوم هو عندك أم يجوز عليه الخطأ فإن قال بعصمته أبطل وإن جوز عليه الخطأ قيل له فما يؤمنك أن يكون قد أخطأ فيما قلدته فيه وخالف فيه غيره))
قلت: احتمال الخطأ موجود ولا أنفيه، وكما تعلم أو لا تعلم أن أحكام الشريعة أغلبها ظنية. ولا أستطيع أن أميز بين أقواله الصحيحة وغير الصحيحة وليس لي دراية بجميع الأدلة الشرعية وليس عندي من علوم الآلة التي تؤهلني للنظر واتبع الاتباع الواجب هذا!
فما رأيك أترك قول إمامي أم أرجح أنا بنفسي دون علمي بأصول الفقه ولا قواعد اللغة؟
قلت: فإن أوجبت علي الترجيح في هذه الحالة، والترجيح مرتبة من مراتب الاجتهاد باتفاق علماء الأصول، إذن أنت توافق قول المعتزلة!! لأن المعتزلة هم الذين يجيبون الاجتهاد على الأعيان!!
ثم يقول أبو حازم وفقه الله:
((نقول لمن يتمذهب بمذهب معين هل يفتي أولا؟
إن قال: يفتي فهو إذا يفتي بغير علم لأن التقليد ليس علما باتفاق أهل العلم كما ذكر ابن القيم رحمه الله وغيره.
وإن قال: لا يفتي فما الفائدة إذا من طلبه للعلم فليكن عاميا إذا.والكلام هنا عن طريقة طالب العلم لا العامي. فهو إذا سيكون طالب تقليد وهو ليس علما كما ذكر.))
قلت: كلام هذا عام مجمل مبهم الملامح!! يا أخي أرجوك أن تأتيني بشروط الفتيا أولا وتنزل لي هذه الصورة التي تشرحها لنا علي هذه الشروط.
طالب العلم يدرس المذهب حتى يتأهل ويحنئذ لا يقلد ولا يتبع إلا الرسول صلى الله وعليه وسلم .. ولكن حتى يتأهل فالتقليد في حقه واجب لأنه في حكم العامي!! ولم أقل هو عامي .. قلت هو في حكم العامي .. فاتنبه. أما شروط فتوى المقلد وغير ذلك من تفاصيل فأحيلك على كتب الأئمة ومنها آداب المفتي والمستفتي لابن الصلاح، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
ثم يقول أبو حازم وفقه الله:
((أنا اتعجب ممن يوجب التقليد ويرى أن عدم التقليد جرح وطعن في الأئمة وينسى أنه يطعن في عدم صلاحية الشريعة والوحيين للبشر فالقرآن نزل بلسان عربي مبين والنبي يتكلم بلغة العرب وليس الوحي طلاسم تتلى ولا يفقه معناها وليس الأمر صعب الفهم فهو ليس فيزياء نووية ولا لغز انشتاين بل النبي نبي أمي بعث ليدعو الناس لعبادة الله على اختلاف أجناسهم ولغاتهم وألوانهم فكلامه مفهوم وأوامره ونواهيه واضحة وما أشكل من ذلك فيما ورد فيه تعارض او نحوه يمكن لطالب العلم الوصول إلى رفع هذا الإشكال مما ذكره أهل العلم في مصنفاتهم أو بسؤال أهل الذكر عن ذلك))
قلت: في هذا الكلام تناقض واضح، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وختامًا، نصيحة لك يا أبا رحمة: عندما تناقش الإمام أبا حنيفة رضي الله عنه، لا تلزمه بأصولك أو بأصول محمد بن الحسن الشيباني ثم تخطىء قوله، بل ناقشه في أصوله أولا .. وافهم كيف خرج أقواله على هذه الأصول.
ـ[أبو شهاب الأزهري]ــــــــ[11 - 12 - 06, 03:28 م]ـ
يقول الأخ محمد بو سيد وفقه الله:
((إذا كنت فى أول مراحل الطلب فأدعوك للحنبلة فهى فى مصر مخدومة كثيرا من السلفيين, فمعظم سلفي مصر حنابلة, و من السهل جدا أن تجد شرح عمدة الفقة أو زاد المستقنع أو منار السبيل أو حتى الكافى و العمدة, إما فى دروس بمساجد قريبة منك أو من خلال أشرطة العلماء و كتبهم الشارحة لهذه الكتب, التى ستجدها كذلك بكثرة.))
قلت: في هذا الكلام نظر. السلفيون في مصر يعتمدون كتب الحنابلة في التدريس ولكن لا يدرسون المذهب الحنبلي، وهذا هو حال الأعم الأغلب.
¥