كتب أبو الدرداء إلى مسلمة بن مخلّد: سلام عليك، أما بعد، فإنّ العبد إذا عمل بمعصية الله، أبغضه الله فإذا أبغضه الله، بغّضه إلى عباده
وعن أبي الدرداء: إني لآمركم بالأمر وما أفعله، ولكن لعلّ الله يأجرني فيه
وقال: مالي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون تعلموا فإنّ العالم والمتعلم شريكان في الأجر
وعنه قال: لن تكون عالما حتى تكون متعلما ولا تكون متعلما حتى تكون بما علمت عاملا، إنّ أخوف ما أخاف إذا وقفت للحساب أن يقال لي: ما عملت فيما علمت (مرسل)
وقال: ويل للذي لا يعلم مرة، وويل للذي يعلم ولا يعمل سبع مرات
عن عون بن عبد الله: قلت لأم الدرداء: أي عبادة أبي الدرداء كانت أكثر؟ قالت: التفكر والإعتبار
وعنه: تفكّر ساعة خير من قيام ليلة
وقال: أعوذ بالله من تفرقة القلب، قيل: وما تفرقة القلب؟ قال: أن يُجعل لي في كل واد مال
وقال: لولا ثلاث ما أحببت البقاء: ساعة ظمأ الهواجر والسجود في الليل ومجالسة أقوام ينتقون جيّد الكلام كما ينتقى أطايب الثمر
جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: أوصني، قال: أذكر الله في السراء يذكرك في الضراء، وإذا ذكرت الموت، فاجعل نفسك كأحدهم، وإذا أشرفت نفسك على شيء من الدنيا فانظر إلى ما يصير
وقال: أعبد الله كأنك تراه وعُدّ نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم، واعلم أنّ قليلا يغنيك خير من كثير يلهيك وأنّ البرّ لا يبلى، وأنّ الإثم لا ينسى
وعنه: إياك ودعوات المظلوم، فإنهن يصعدن إلى الله كأنهن شرارات من النار
وأنه قال: أهل الأموال يأكلون ونأكل ويشربون ونشرب، ويلبسون ونلبس، ويركبون ونركب، ولهم فضول أموال ينظرون إليها، وننظر إليها معهم، وحسابهم عليها ونحن منها برآء
وعنه قال: الحمد لله الذي جعل الأغنياء يتمنون أنهم مثلنا عند الموت، ولا نتمنى أننا مثلهم حينئذ، ما أنصفنا إخواننا الأغنياء: يحبوننا على الدين، ويعادوننا على الدنيا
وقال: والذي نفسي بيده ما أمن عبد على إيمانه إلا سلبه أو انتزع منه فيفقده والذي نفسي بيده ما الإيمان إلا كالقميص يتقمصه مرة أو يضعه أخرى
وعنه قال: من أكثر من ذكر الموت قلّ فرحه وقلّ حسده
-حذيفة بن اليمان (2 - 76)
سأل رجل حذيفة فقال: ما النفاق؟ قال: أن نتكلم بالإسلام ولا تعمل به
-أبو موسى الأشعري (2 - 86)
اجتهد الأشعري قبل موته اجتهادا شديدا فقيل له لو أمسكت ورفقت بنفسك؟ قال: إنّ الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقلّ من ذلك
-زيد بن ثابت (2 - 85)
قال: إنه من لا يستحيي من الناس لا يستحيي من الله
-شداد بن أوس (2 - 89)
خطب فقال: أيها الناس، إنّ الدنيا أجل حاضر، يأكل منها البر والفاجر وإنّ الآخرة أجل مستأخر يحكم فيها ملك قادر، ألا وإنّ الخير كله بحذافيره في الجنة وإنّ الشر كله بحذافيره في النار
-أبو ثعلبة الخشني (2 - 120)
بينا أبو ثعلبة الخشني وكعب جالسين إذ قال أبو ثعلبة: يا أبا: يا أبا اسحاق ما من عبد تفرّغ لعبادة الله إلا كفاه الله مؤونة الدنيا
قال كعب: فإنّ في كتاب الله المنزل: من جعل الهموم هما واحدا، فجعله في طاعة الله، كفاه الله ما همّه، وضمن السماوات والأرض، فكان رزقه على الله وعمله لنفسه، ومن فرّق همومه، فجعل في كل واد هما، لم يبال الله في أيهما هلك
قال الذهبي: من التفرغ للعبادة السعي في السبب، ولا سيما لمن كان له عيال، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنّ أفضل ما أكل الرجل من كسب يمينه"
-أبو هريرة (2 - 126)
أنه قال لابنته:"لا تلبسي الذهب فإني أخشى عليك اللهب
قال الذهبي في آخر الكتاب:
سيبقى الخط بعدي في الكتاب وتبلى اليد مني في التراب
فياليت الذي يقرأ كتابي دعا لي بالخلاص من الحساب
ـ[ابوتميم]ــــــــ[13 - 02 - 08, 03:26 ص]ـ
جزاك الله خير