تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والسقنقور أنه من الزواحف البرمائية الكبيرة، وأنه يعيش في بلاد كثيرة في شرق آسيا وفي النيل وغيرها .. والسقنقور الموجود الآن في محلات العطارة من الزواحف البرية الصغيرة التي لا يزيد طولها عن 12 سنتيمترا، وتعيش في الكثبان الرملية الجافة، فكيف تحول اسم السقنقور إليها؟ وللإجابة عن هذا السؤال نذكر أن اسم الجنس الذي تنتمي إليه هو سينكاس، والفصيلة التي تنتمي إليها هذه المجموعة من الزواحف هي الفصيلة السقنقورية، المتفرعة من رتبة العظايا، حسب التصنيفات الحديثة للزواحف، وقد سميت هذه الفصيلة بالاسم الإغريقي الذي استعمله ديسقوريدس للدلالة على ذلك النوع من الزواحف المستعمل في العلاج الشعبي، وعُرِّب في العصر العباسي إلى السقنقور.

...

الفصيلة السقنقورية

من الناحية العلمية تتكون هذه الفصيلة من حوالي 75 جنساً تضم 600نوع، وتعتبر ثاني أكبر فصيلة من العظايا، ومعظم أفرادها صغار الحجم، لا يزيد طولها عن 20 سنتيمترا، وأطول نوع فيها طوله 60سنتيمترا. ويعيش معظم أفراد هذه الفصيلة في المناطق الشجرية في أفريقيا واستراليا وبلدان جنوب المحيط الهندي، وتتميز هذه الفصيلة عن غيرها بعدد من المميزات من أهمها: صغر الأرجل عموما وضعفها، أو عدم اكتمال نموها، أو اختفائها في بعض الأنواع التي تبدو كأنها من الثعابين، وبعض الأنواع توجد لها القائمتان الأماميتان فقط دون القوائم الخلفية. كما تتميز أيضاً بأن بعض الأنواع تتكاثر بالولادة، وليس بالبيض كالزواحف الأخرى، وتتغذى أنواع هذه الفصيلة على الحشرات والمفصليات، وبعضها نباتي التغذية، وتمارس نشاطها في النهار عموماً وقليل منها ليلي المعيشة.

...

أنواع الفصيلة السقنقورية الموجودة في المملكة

هناك بعض الدراسات القليلة المتوافرة عن أنواع وأجناس هذه الفصيلة في المملكة، وقد تم التأكد من وجود سبعة أجناس على الأقل تضم 12نوعا أو نويعا، وهناك جنسان آخران من المحتمل جدا وجودهما أيضاً مع وجود عدد أخر من الأنواع أو النويعات التي لم يتم البت في تصنيفها بشكل قاطع. وهناك أنواع تعيش في الكثبان الرملية، وتتغذى على النمل وصغار الحشرات والمفصليات، وبعضها ليلي النشاط في أيام الحر الشديدة، وبعضها يظهر في الغسق وساعات الصباح الأولى، وتفضل الحافات الرملية شديدة الانحدار لتجمع الحشرات تحتها، وسهولة الغوص فيها، وهي تغوص في الرمل بسرعة وتسبح تحته، وتبقى فترة طويلة إلى أن تشعر بالأمان، وهي تدرك ما حولها وهي تحت التراب ربما بالرؤية المباشرة؛ فعيونها لها جفون شفافة تحميها من التراب، وربما أنها تدرك بالسمع.

والأنواع المجففة التي تباع لدى محلات العطارة وتسمى السقنقور كلها تتبع الجنس Scincus ssp.، إلى جانب أنواع أخرى لا توجد في المملكة، وعلى الرغم من وجود بعض هذه الأنواع محليا، إلا أنه لا يستفاد منها طازجة أو مجففة، إذ أن جميع الأنواع المعروضة في السوق مستوردة من الخارج.

وأنواع هذا الجنس معروفة عند العرب منذ العصور القديمة، وأشهر أسمائها الحلكة (يضم الحاء وفتح اللام (، وبنات النقا) والنقا هو الرمل)، وشحمة الأرض، وقد لفتت انتباههم بقدرتها على الغوص في الرمل، وقد ذكرها بشر بن المعتمر في قصيدته التي جمع فيها الغرائب، قال:

وغائص في الرمل ذو حدة

ليس له ناب ولا ظفر

فهذا الغائص هو الحلكاء، وقال الجاحظ في كتاب الحيوان: «ومما يغوص في الرمل ويسبح فيه سباحة السمكة في الماء شحمة الرمل وهي شحمة الأرض، بيضاء حسنة يشبه بها كف المرأة، قال ذو الرمة في تشبيه البنان بها:

خراعيب أمثال كأن بنانها

بنات النقا تخفى مرارا وتظهر

وقال مزاحم العقيلي:

فمدت بنانا للصفاح كأنه

بنات النقا مالت بهن الأحاقف

وفي هذا الوقت تسمى الحلكة بأسماء عامية تختلف من منطقة إلى أخرى من أشهرها (الدموسة) بتشديد الميم (والنادوسة) وكلها تعني ما يخفي نفسه في الرمال، ولا تعرف باسم السقنقور أو الحلكة. ويبدو أن السقنقور، كما وصفه الأولون ليس نوعا واحد وإنما هو أنواع كثيرة، قال ابن البيطار: «منه ما هو مصري، ومنه ما هو هندي، ومنه ما يتولد في بحر القلزم، ومنه ما يوجد في البلاد التي يقال لها لوريا، التي من بلاد مورشيارس» وقال أيضاً: « ... إنه شاهد في بلاد المشرق حيوانا بحريا يسمى سقنقورا يؤتى به من سقشين، ويذكر أنه حيوان طويل يبلغ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير