ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[24 - 06 - 09, 06:01 م]ـ
(6230)
سؤال: بعض الناس ممن يُحب الخير والتقرب إلى الله يذهب بعيدًا أو قريبًا للصلاة في ليالي شهر رمضان المبارك خلف إمام معين، بحجة خشوع هذا الإمام وقراءته الجيدة، فهل هذا الفعل مشروع؟
الجواب: من المشاهد أن القلب يخشع ويخضع عند سماع القرآن من القارئ الذي يُتقن القراءة، ويتغنّى بالقرآن، ويجيد التّلاوة، ويكن حسن الصوت، يظهر من قراءته أنه يخاف الله ـ تعالى ـ فإذا وجد الإنسان الخشوع، وحضور القلب خلف الإمام الذي يكون كذلك، فله أن يُصلي خلفه، وله أن يأتي إليه من مكان بعيد أو قريب، ليحصل له الاستفادة والإخبات في صلاته، وليتأثَّر بهذه القراءة التي رغب سماعها، وأحضرها لُبّهُ، وخشع لها، فينصرف وقد ازداد إيمانًا، واطمأنَّ إلى كلام الله ـ تعالى ـ وأحبّه، فيحمله ذلك على أن يألف القراءة ويكثر منها، ويتدبَّر كتاب الله، ويقرؤه للاستفادة، ويحرص على تطبيقه والعمل به، ويتلوه حق تلاوته، ويحاول تحسين صوته بالقرآن.
وقد روى البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ليس منّا من لم يتغنَّ بالقرآن" وفي الصحيحين عنه، قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ما أذن الله لشيء كما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به".
وعن البراء ـ رضي الله عنه ـ أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: "حسِّنوا القرآن بأصواتكم، فإنَّ الصوت الحسن يزيد القرآن حُسْنًا"، فمن هذه الأدلة يُباح اختيار الإمام الذي يجيد القرآن، ويكون حسن الصّوت به والتّرتيل، وإذا كان بعيدًا فالذّهاب إليه أكثر أجرًا، لما يكتب من الخطوات والذّهاب والمجيء، والله الموفق.
(6239)
سؤال: بعض الشباب ـ وفقهم الله ـ لا يستقرّون في مسجد واحد، فكل يوم ينتقلون بحثًا عن الأصوات الجيدة، فهم يرون أن الإمام الفلاني قراءته مؤثِّرة، فلا يستقرّون ولا يتثبتون، بل يتركون المساجد القريبة حيث لا يلتذّون بقراءتهم ولا يكمل خشوعهم في الصلاة! فما توجيهكم وما هو الأفضل بالنسبة للسنة؟
الجواب: لا نلومهم على ذلك، فإن الصوت الحسن، والقراءة الجيدة، لها وقع في النفس، وتأثير في حضور القلب، وخشوع البدن، والتأثُّر بكلام الله ـ تعالى ـ، والتّلذُّذ بسماعه مما يكون سببًا في فهمه، وإدراك معانيه، وتدبُّره، ومعرفة إعجازه وبلاغته، وقوة أساليبه، وكل ذلك سبب في العمل به، وتقبّل إرشاداته، وتوجيهاته، فلا يُعاب من التمس قارئًا حسن الصّوت، مجوّدًا للقرآن، حافظًا له، خاشعًا في قراءته، مطمئنًا في صلاته، فإن مثل هذا يقصد للصلاة خلفه، ولو من مكان بعيد، ويفضل على غيره ممن لا يجيد القراءة، أو يلحن، أو يغلط كثيرًا، أو لا يحسن صوته، ولا يتغنَّى بالقرآن، أو يقرأ بالهذرمة والسرعة الشديدة، أو لا يطمئن في صلاته، ولا يخشع في قراءته، ولو كان مسجده قريبًا، ولكن ينبغي توجيه جميع الأئمة إلى العمل بالسنة في تحسين الصوت بالقرآن حسب القدرة، والتخشع في القراءة والطمأنينة في الصلاة، حتى لا يهرب منهم المصلون في التراويح أو غيرها، ولكن ينبغي أن يستمرّ المصلي خلف إمام واحد من أول الشهر إلى آخره، حتى يستمع إلى القرآن كله، فيستقر خلف الإمام الذي يختاره، ويركن إلى قراءته، وحسن صوته، وكمال الصفات المطلوبة فيه، ولا ينبغي له التنفُّل كل يوم في مسجد فيفوت عليه سماع بعض القرآن، لوجود التفاوت بين الأئمة في طول القراءة وقصرها. والله الموفق.
(2247)
سؤال: التنقل بين المساجد بحثًا عن الصوت الحسن ـ ما رأيكم حفظكم الله فيه؟ وما هي السلبيات الواجب تلافيها خلال ذلك؟
الجواب: لا بأس بالذهاب إلى المسجد الذي يأنس المصلون له ويحسون بخشوع وطمأنينة ويلتذون لقراءة إمامه ولو جربوا عدة مساجد فمتى علمت أن ذلك الإمام حسن الصوت مكمل للصلاة وهو من أهل الصلاح والاستقامة يجيد القراءة ويحفظ كتاب الله ويخشع في صلاته فلك الذهاب إليه ولو كان بعيدًا حيث أن لحسن الصوت ورقته أثرًا في القلب والبدن لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به" وقال لأبي موسى: "لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
قاله وأملاه
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
(15907)
سؤال: هناك أشخاص يبحثون عن المسجد السريع بالصلاة أو حسن الصوت، فهل في ذلك شيء؟
الجواب: لا يجوز قصد المصلي الذي يخفف الصلاة، فإن ذلك مما يسبب عدم الخشوع، وعدم إكمال الصلاة، سواء كانت فريضة، كصلاة الصبح، أو تطوعًا كالتراويح، وأما حسن الصوت فلا بأس بقصد صاحب الصوت الحسن لأجل حصول رقة القلب، والتأمل والتفكر في القراءة وما أشبه ذلك. والله أعلم.
قاله وأملاه
عبدالله بن عبد الرحمن الجبرين
13/ 1/1428هـ
¥