تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الباريكي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 03:43 م]ـ

قال النووي رحمه الله تعالى:" وأول مايبتدئ به حفظ القرآن العزيز، فهو أهم العلوم، وكان السلف لا يعملون الحديث والفقه إلا لمن يحفظ القرآن، وإذا حفظه فليحذر من الاشتغال عنه بالحديث والفقه وغيرهما، اشتغالاً يؤدي إلى نسيان شيء منه، أو تعريضه للنسيان، وبعد حفظ القرآن يحفظ من كل فن مختصراً ويبدأ بالأهم، ومن أهمها الفقه والنحو، ثم الحديث والأصول، ثم الباقي على ماتيسر، ثم يشتغل باستشراح محفوظاته، ويعتمد من الشيوخ في كل فن أكملهم .. "

ما يبدأ به في الطلب:

قال الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى:" ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل، إذ كان أجل العلوم وأولاها بالسبق والتقديم ... فإذا رزقه الله تعالى حفظ كتابه فليحذر أن يشتغل عنه بالحديث، أوغيره من العلوم اشتغالاً يؤدي إلى نسيانه ... ثم الذي يتلو القرآن من العلوم، أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسننه، فيجب على الناس طلبها إذ كانت أسّ الشريعة،وقاعدتها، قال الله تعالى: {وماآتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} (الحشر ـ 7) , وقال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} (النساء ـ 80) وقال: {وماينطق عن الهوى} (النجم ـ 3) ".

وقال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: " فأول العلم حفظ كتاب الله جل وعز وتفههمه، وكل مايعين على فهمه فواجب طلبه معه .. "

وقال:" القرآن أصل العلم، فمن* حفظه* قبل بلوغه، ثم فرغ إلى مايستعين به على فهمه من لسان العرب كان ذلك له عوناً كبيراً على مراده منه، ومن سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينظر في ناسخ القرآن ومنسوخه وأحكامه، ويقف على اختلاف العلماء واتفاقهم في ذلك، وهو أمر قريب على من قربه الله عز وجل عليه، ثم ينظر في السنن المأثورة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فبها يصل الطالب إلى مراد الله عز وجل في كتابه، وهي تفتح له أحكام القرآن فتحاً "

وقال:" فعليك ياأخي *بحفظ* الأصول والعناية بها، واعلم أن من عني بحفظ السنن والأحكام المنصوصة في القرآن، ونظر أقاويل الفقهاء، فجعله عوناً له على اجتهاده، ومفتاحاً لطرائق النظر، وتفسير الجمل المحتمله للمعاني، ولم يقلد أحداً منهم تقليد السنن ا لتي يجب الانقياد إليها على كل حال دون نظر، ولم يرح نفسه مما أخذ العلماء به أنفسهم من حفظ السنن، وتدبرها،واقتدى بهم في البحث والتفهم، والنظر، وشكر لهم سعيهم فيما أفادوه، ونبهوا عليه، وحمدهم على صوابهم الذي هو أكثر أقوالهم،ولم يبرئهم من الذلل، كما لم يبرؤوا أنفسهم منه، فهذا هو الطالب المتمسك بما عليه السلف الصالح، وهو المصيب لحظه، والمعاين لرشده،والمتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته رضي الله عنهم، وعمن اتبع بإحسان آثارهم، ومن أعفى نفسه من النظر، وأضرب عما ذكرنا، وعارض السنن برأيه، ورام أن يردها في إلى مبلغ نظره، فهو ضال مضل، ومن جهل ذلك كله أيضاً وتقحم في الفتوى بلا علم، فهو أشد عمى وأضل سبيلاً.

لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي

وقد علمت أنني لا أسلم من جاهل معاند لا يعلم "

وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:" فينبغي لذي الهمة أن يترقى إلى الفضائل، فيتشاغل *بحفظ* القرآن وتفسيره، وبحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وبمعرفة سيره وسير أصحابه، والعلماء بعدهم، ليتخير مرتبة الأعلى فالأعلى، ولابد من معرفة مايقيم به لسان من النحو، ومعرفة طرف مستعمل من اللغة، والفقه أصل العلوم والتذكير حلواؤها وأعمها نفعاً "

وقال النووي رحمه الله تعالى:" وأول مايبتدئ به حفظ القرآن العزيز، فهو أهم العلوم، وكان السلف لا يعملون الحديث والفقه إلا لمن يحفظ القرآن، وإذا حفظه فليحذر من الاشتغال عنه بالحديث والفقه وغيرهما، اشتغالاً يؤدي إلى نسيان شيء منه، أو تعريضه للنسيان، وبعد حفظ القرآن يحفظ من كل فن مختصراً ويبدأ بالأهم، ومن أهمها الفقه والنحو، ثم الحديث والأصول، ثم الباقي على ماتيسر، ثم يشتغل باستشراح محفوظاته، ويعتمد من الشيوخ في كل فن أكملهم .. "

وقال ابن جَماعة ـ في تعداد آداب الطالب في دروسه: ـ

" النوع الأول: أن يبتدئ أولاً بكتاب الله العزيز فيتقنه حفظاً، ويجتهد على إتقان تفسيره، وسائر علومه، فإنه أصل العلوم وأمها وأهمها.

ثم يحفظ من كل فن مختصراً يجمع فيه بين طرفيه، من الحديث وعلومه، والأصولين، والنحو، والتصريف.

ولا يشتغل بذلك كله عن دراسة القرآن، وتعهده، وملازمة ورده منه، في كل يوم، أو أيام، أو جمعة، كما تقدم، وليحذر من نسيانه بعد حفظه، فقد ورد فيه أحاديث تزجر عنه، ويشتغل بشرح تلك المحفوظات على المشايخ.

وليحذر من الاعتماد في ذلك على الكتب أبداً، بل يعتمد في كل فن من هو أحسن تعليماً له، وأكثر تحقيقاً فيه، وتحصيلاً منه، وأخبرهم بالكتاب الذي قرأه , وذلك بعد مراعاة الصفات المقدمة من الدين، والصلاح، والشفقة ... وغيرها "

وقال ابن مفلح رحمه الله تعالى:" قال الميموني: سألت أبا عبد الله: أيهما أحب إليك: أبدأ ابني بالقرآن، أو بالحديث؟ قال: لا، بالقرآن. قلت: أعلمه كله؟ قال: إلا أن يعسر، فتعلمه منه.

ثم قال لي: إذا قرأ أولاً تعود القراءة ثم لزمها. وعلى هذا أتباع الإمام أحمد إلى زمننا هذا "

ملاحظة:

*يحفظ*: معناها يحفظ

منقول من موقع العلم

المرجع:

الدليل إلى المتون العلمية

تأليف فضيلة الشيخ:

عبد العزيز بن إبراهيم بن قاسم

القاضي بالمحكمة الكبرى بالرياض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير