تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(المنهج العلمي) لشيخ الطائف: ذياب الغامدي .. ! (ونصائح قلّ من ينصح بها)

ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:10 م]ـ

(المنهج العلمي) لشيخ الطائف: ذياب الغامدي .. ! (ونصائح قلّ من ينصح بها)

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

فقد كان لي رأي في قضية "المنهج العلمي" والكتب المؤلفة فيه، وكنت أرى أنها كتباً لمجرد التكسب، وليس فيها نصائح حقيقية، بل وزيادة على ذلك كنت أرى أن شبابنا الطامح لطلب العلم كان يسرف في تتبع المنهج العلمي حتى أخذ من وقته الكثير ولم يأخذ العلم ذاته ذات الوقت، فتراه يقرأ الكتب التي تقرر المنهج العلمي الصحيح في الطلب لكنه لم يلتزم أي واحد منها.

وحصل لي أن كنت أتجول في إحدى المكتبات، ورأيت كتاب الأخ الشيخ ذياب الغامدي "المنهج العلمي"، وقد كنت قديماً تعجبني كتاباته في الجملة، لكني لما رأيت هذا الكتاب كدت أتركه لما ذكرت سابقاً عن كتب "المنهج العلمي"، ولعل إعجابي بالرجل ورؤيتي لتقديم الشيخ الفاضل ابن جبرين له جعلني أعزم على شراءه ومطالعته.

قرأتُ الكتاب، وهو بحق كتاب قيّم، فيه نصائح جميلة، يحتاجها طالب العلم كثيراً، ولعلي أعرض بعضاً مما أعجبني من كتابه (وهو كثير)، أو استدرك فيه على الشيخ الفاضل (وهو والله قليل)، تعريفاً للإخوة بقيمة الكتاب وجودته ..

فأقول وبالله التوفيق:

أولاً: مدخلٌ علميٌ؛ ضمنه المؤلف "فضلَ طلب العلم الشرعي" أوردَ فيه أدلته الشرعية من كتاب وسنة، وطعمه ببعض أبيات الشعر، ونبذ من كلام سلف الأمة.

ثم بيّن فضل علوم الغاية كـ (العقيدة والحديث) على علوم الآلة كـ (النحو واللغة وأصول الفقه)، أورد فيه كلاماً لابن خلدون ألا "حرج في توسعة الكلام فيها" أي في الأول منهما (علوم الغاية)، وأما الثاني (الآلة) "فلا ينبغي أن ينظر فيها إلا من حيث هي آلة لذلك الغير فقط، ولا يوسع الكلام فيها، ولا تفرع المسائل؛ لأن ذلك يخرج بها عن المقصود .. ".

ثم بعض الطلائع الخاصة بالمنهج المقترح .. ! منها أن عليه أن يستعين في شرح كتب هذا "المنهج" من خلال إحدى الطرق الأربع على وجه الترتيب:

على يد عالم سلفي، أو طالب مبرز نابغ، أو شريط مسجل يفرغه (خاصة أشرطة الشيخ محمد بن عثيمين)، أو قراءة شرح بتأنٍ وسؤال أهل العلم عما يشكل عليه!

ثانياً: أورد كلاماً لابن بدران عن الجهل بطرق التعليم وأن البعض يطيل في شرح جملة أياماً أو شهوراً!! فتجد بعض الشيوخ يطيل في شرح البسملة (مثلاً) ..

وأعرف أحد الشيوخ كان قد أخذ (علينا) درسين كاملين لترجمة أبي هريرة رضي الله عنه (راوي الحديث)، مع أنه أشهر من نار على علم، لكنه أورد الخلاف في اسمه، والراجح، والكلام على روايته وما واجه، ووفاته وما قيل فيه .. ووالله حسبنا من ترجمة أبي هريرة سطور قليلة!

وكنت أرىَ أن في فنٍ كالفقه مثلاً ينبغي أن يكون التدريس على النحو التالي:

متنٌ فقهي يشرح فيه الشيخ ويبين عبارات المؤلف، ويضرب الأمثلة على مسائله ويبين الراجح بدليله إن خالفه، وأما الخلاف فيجعله واجب منزلي (إن كان أهلاً للإطلاع على الخلاف .. كالمتوسطين في العلم) يرجع فيه لكتب أهل العلم المعروفة كالمغني وغيره.

والإطالة في التدريس، أعني التوسع المسرف في تفريع المسائل، وتوسيع الكلام على المسائل هو من منفرات العلم للأسف، ويجعل الطالب يستثقل طلب العلم، ويصيبه بالإحباط والقنوط من التقدم في طريق العلم الشرعي .. فهلاّ اتقوا الله فينا؟!

ثالثاً: من صـ41 أبتدأ المؤلف في سرح مراحل منهجه العلمي، وكان ينبه على بعض الكتب ببعض التنبيهات القيّمة كذكره عن كتاب "معالم التنزيل" للبغوي (مع ملحوظةِ: عدم الوقوف على الإسرائيليات، واختلاف القراءات، والمسائل النحوية).

وكذكره لكتاب "التأسيس في أصول الفقه" حيث قال بعده (مع ملحوظة: عدم قراءة المقدمة المنطقية).

وأيضاً كان يذكر أمام كل كتاب محققه ودار النشر، وهو بذلك يذكر المرضي عنده خاصة مع تعدد الطبعات وتفاوتها في الضبط والحسن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير