[الإنفاق على طلبة العلم]
ـ[أبو الوليد بن أبي الليث]ــــــــ[29 - 08 - 07, 05:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد القائل: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) والقائل: ((طلب العلم فريضة على كل مسلم)) وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: يقول الحق سبحانه وتعالى: {وما كان المؤمنون لينفرا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون} ففي هذه الآية دليل على فرضية العلم كفرضية الجهاد وكلاهما فرض على الكفاية وكما يتعين الجهاد لحالات فأيضا يتعين العلم لحالات ولعل الأمة حققت بعض تلك الحالات لتعينه عليها فيأثم من لا يتفقه أو يعين على التفقه بعد الإستطاعة على ذلك ولا أريد الإطالة بهذا وإنما المقصد التذكير بمنزلة العلم والأمر بالتفقه كالنفور إلى الجهاد. قال القرطبي رحمه الله في الآية:" إنها أصل في وجوب طلب العلم" وقال: "وفي هذا إيجاب التفقه في الكتاب والسنة وإنه على الكفاية دون الأعيان" اهـ.
ولا يخفى ما للعالم من فضل وأثر على المجتمع وإن نقص العلم يكون بقبض العلماء وذلك من علامات الساعة وإذا تصدر الجهال سئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا فهلكنا ومن يريد أن يسير بالحركة العلمية قدما فيجب عليه أن ينظر إلى منهج سلفنا الصالح وكيف حققوا الرقي العلمي وأصبحوا مصابيح يهتدى بها. فالعلم نور من الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
[الإنفاق على طلبة العلم]
إن من أهم أجنحة العلم الضرورية وخاصة في هذا الزمان لهو المال.
قال الشافعي رحمه الله:
أخي لن تنال العلم إلا بستة - سأنيك من تفصيلها ببيان
ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة - وصحبة أستاذ وطول زمان
كما ترى أخي القارئ أن من الأشياء الضرورية لطلب العلم البلغة (المال) ومعظم العلماء الذين مروا عبر العصور إما كانوا أغنياء أو كانوا يصرف لهم من بيت مال المسلمين أو كانوا يصرف عليهم من طرف أحد الأقارب كأخ شيخ الإسلام ابن تيمية مثلاُ أو أحد الأغنياء كعبد الله بن مبارك رحمة الله على الجميع.
قال تعالى: { ... وفي سبيل الله} الآية لقد ذهب الإمام أحمد رحمه الله في تفسيره لهذه الآية (وهو المصرف السابع من مصارف الزكاة الثمانية) إلى أن المقصود بذلك المجاهدون في سبيل الله الغازون وطلبة العلم الذين يدرسونه والحجاج والعمار.
فجعل طلاب العلم بمثابة الغازون المجاهدون في سبيل الله يستحقون سهماً من الزكاة حتى ولو كانوا اغنياء.
وكذلك فإن المالكية رحمهم الله نصوا على أن المشتغلين بتعلم فروض الكفاية يتحملون فرض الكفاية من الأمة ويستحقون الإرتزاق على ذلك من بيت المال إذا كان بيت المال منتظما فإن لم يكن للمسلمين بيت المال كان لهم حق (أي العلماء) في أموال الناس.
قال أحد الشناقطة رحمه الله:
من واجب الإسلام جمع مال - تقض به حقوق بيت المال
إن لم يكن كحامل العلوم - فرض الكفاية من الموسوم
بحسن الإدراك مع السريرة - والطيب في السجية والسيرة
ومن خلا من هذه الأوصاف - منعه لفقد الإتصاف
بل طلب العلم بتلك المرتبة - خال من المصلحة المجتلبة
بل هو من تكليف ما لم يطق - وعبث في فعله والمنطق
وكل نيل حجر فحجرى - فكيف يأخذ عليه أجرى
ذكره المواق في الإذاع - فانظر تجده يوم يدع الداعي
وكذلك فإنهم ينصون على أن المقصود بقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث)) وفي رواية: ((إلا من ثلاثة: صدق جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له)) أن العلم الذي ينتفع به ينقسم إلى قسمين:
ـ إما علم بثه في صدور الرجال فله أجره بحسب من استفاد منه.
ـ وإما أن يكون المقصود أن يقف أوقافأً على طلبة العلم كما فعل الخلفاء الراشدون وكثير من الأئمة في مختلف العصور.
وختاماً: أقول يجب أن تخصص أوقاف لطلبة العلم والعلماء وخاصة في هذا الزمان الذي قل فيه طلبة العلم فضلا عن العلماء والله المستعان.
جمع وإعداد الفقير إلى عفو ربه الرحيم:
أبو الوليد بن أبي الليث الإفريقي عامله الله بلطفه.
ـ[الاحسائي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 06:34 م]ـ
نفع الله بكلامك ..
ولكن يحتاج إلى من يجعله على أرض الواقع ..
بوركت أخي الكريم ..