تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فيها تعيدها تكررها تجرب كأنك أنت الذي تشرح، تجرب أنك تحكي قول شيخك حتى تضبط، ثم بعد ذلك تلتفت إلى الدليل: الحديث بعض الأحاديث ما هي مخرجة تخرجها، ترجع إلى الأمهات، تنظر الفوائد، يفتح الله لك من أبواب رحمتك ما لم يخطر لك على بال، وتجد أنك فعلا في جنة العلم التي هي جنة الدنيا قبل الآخرة، ثم بعد ذلك ترتب المسائل وتجعل لك فهرسا ثم تجعل لك متنا خاصاً ترجع إليه، يقال لكل عالم أصل يرجع إليه، أنا قرأت هذا الكتاب على شيخي في باب كذا، وإذا به منقّح مرتب، ثم بعد ذلك يصبح ديدنك ليلا نهارا، قائما قاعدا، كي تفهم هذه العبارات، كانوا يجلسون من بعد صلاة الفجر، وأدركت بعض حلق أهل العلم القديمة، من بعد صلاة الفجر على متن فقهي إلى صلاة الظهر وهم لم يجاوزوا ثلاثة أسطر، الثلاثة الأسطر هذه يقرأونها، وتصحح العبارة، ثم يعاد ثم يعاد شرحها، ثم يعاد ضرب الأمثلة لها، ثم يعاد بيانها بطريقة عامية، ثم يعاد بيانها بطريقة تأصيلية، ثم يسأل الطلاب عنها، ثم تفتح إشكالات الطلاب، فيؤذن الظهر وقد يكون في بعض الأحيان ما انتهوا، وجلست على بعض مشايخنا رحمة الله عليهم في الموافقات للشاطبي في نصف سطر ثلاثة مجالس، كل مجلس ساعتان، والله، ما كرر كلاما، العلم ما هو هذه السطحية وهذا الارتجال، حرام على الإنسان أن يأتي ويحضر في مجالس العلم وهو ما يسمى بأهل العلم لا يعرف الحديث إلا في مجلس العلم، ولا يعرف فتحة الكتاب إلا في مجلس العلم، ثم إذا رجع رمى الكتاب واشتغل بزوجته وأولاده ولا يدري عن شيء، ثم يقول إنه طالب علم، ثم يأتي ويصيح: يا شيخ، أنا طالب علم، وعندي هم وغم، نعم هم وغم قد يسلط الله بإضاعة الأمانة، أنا طالب علم لا أجد روحانية العلم، متى كنت طالب علم، قبل أن تكون أصابني والهم والغم، هذا الذي نريد، نريد منهجها صحيحا.

انتهى كلام الشيخ حفظه الله ..

(وقد وضع هذه الكلمة الأخ الخزاعي في هذا المنتدى)

هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[08 - 09 - 07, 11:17 ص]ـ

جزاكم الله خيراً

ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 03:00 م]ـ

جزاكم الله خيرا على النصائح الجميلة

ـ[العارض]ــــــــ[08 - 09 - 07, 06:36 م]ـ

.....

ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[08 - 09 - 07, 06:53 م]ـ

أثابكم الله ..

وقعت على قصة, أنقلها لتكون عبرة لي ولمن هم على شاكلتي:

ومما يستملح من الأخبار في الحث على ضبط العلم وحفظه ما وقع للإمام أبي حامد الغزالي فقد سافر الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله إلى جرجان وقرأ على كثير من علمائها وهو صغير، وكان يكتب تعليقات أستاذه في الفقه والفوائد التي أخذها منه وجمعها في كراريس سماها (التعليقة)، وقد كان يريد الاكتفاء بالكتابة دون الحفظ، غير أن هذا لقّنهُ درساً قاسياً، حيث قُطع عليه الطريق وهو في طريق عودته إلى طوس، وأخذ قطاع الطريق جميع ما كان مع القافلة بما فيه المخلاة –أي حقيبة أبي حامد التي كانت فيها تعليقته- وقد حكى أبو حامد هذه الحادثة فقال، فتبعتهم فالتفت إلى كبيرهم وقال: ويحك، ارجع وإلا هلكت، فقلت: أسألك بالذي ترجو السلامة منه أن ترد عليَّ تعليقتي فقط فما هي بشيء تنتفعون به، فقال: وما هي تعليقتك؟ فقلت: كتب في تلك المخلاة هاجرتُ لسماعها وكتابتها ومعرفة علمها، فضحك وقال: كيف تدعي أنك عرفت علمها وقد أخذناها منك فتجردت من معرفتها وبقيت بلا علم؟! ثم أمر بعض أصحابه فسلّم إليَّ المخلاة.

قال أبو حامد: فقلت: هذا مستنطق أنطقه الله ليرشدني به أمري، فلما وافيت طوس أقبلت على الاشتغال ثلاث سنين حتى حفظت جميع ما علقته، وصرت بحيث لو قُطع عليَّ الطريق لم أتجرد من علمي. طبقات الشافعية الكبرى (1/ 195).

نقلاً عن كتاب آداب طالب العلم، لابن رسلان (ص:154).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير