تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اختراع عربي نسيه العالم]

ـ[كاتب]ــــــــ[05 - 11 - 09, 08:10 ص]ـ

تناقلت وكالات الأنباء والصحف في أوائل مايو 2001 م ما جرى للدبابة الإسرائيلية (مركافا MERKAVA ) والتي دخلت الخدمة في الجيش الصهيوني عام 1979 م، واستمر العمل بالطراز الأول منها حتى عام 1983 م عندما استلم جيش الصهاينة العدواني الجيل الثاني منها (مركافا 2)، بعد تطوير إطلاق النار بها من يدوي إلى آلي وزيادة تسليحها وتزويد الدبابة بنظام داخلي يمكنها من إطلاق قذائف عيار 60 ملليمتر، ثم كان الجيل الثالث (مركافا 3) عام 1990 م، والتي تم إجراء تعديلات عديدة عليها وزيادة قدرتها من 900 إلى 1250 حصانا، وزيادة التحصينات داخلها وخارجها لحماية طاقمها.

وقد روّجت دعاية الصهاينة للدبابة المذكورة وصورتها للعالم وكأنها معجزة عسكرية لا تقهر، وبأنها شديدة التحصين، وأنها من أفضل الدبابات في العالم لأنها مزودة بنظام آلي يعمل بالليزر، وأمعنت الدعاية الصهيونية في التباهي بالدبابة وقدرتها الخرافية لتسويقها تجاريا، ونسجت الكثير من الدعايات حول معجزاتها العسكرية.

استمر ذلك حتى كان اليوم المبارك يوم السبت 28 من أكتوبر 2000 م ليصيب أسطورة (مركافا) في مقتل، ويكشفها للعالم أجمع فتبدو للكافة أنها ليست إلا وهما من صفيح، إذ انطلقت في هذا اليوم زجاجة (مولوتوف) من يد شاب فلسطيني في غزة فأدت إلى اشتعال النار في الأسطورة الصهيونية (مركافا) وفرار طاقمها بجلودهم. مما أصاب قادة الصهاينة بحالة من التخبط والذهول والهستيريا، وفرضوا حظرا على نشر أية أخبار عن هذه العملية، إلا أن أحد مواقع الإنترنت كشف عنها، وتناقلتها وكالت الأنباء والصحف بعد تسرب أخبارها لخطأ من أحد المراسلين العسكريين (صوت الأمة عدد22 يوم 2/ 5/2001م).

عرف العالم تلك الزجاجات الحارقة باسم (زجاجة المولوتوف) بعد أن استخدمها القائد الروسي (مولوتوف) عندما قاد معركة ستاليننجراد في سنة 1943 م (= 1362 هـ) إبان الحرب العالمية الثانية مستخدما هذه الزجاجات الحارقة ضد دبابات هتلر الألماني النازي فدحرها.

والحقائق التاريخية تثبت أن هذا السلاح اختراع عربي إسلامي عرفه المسلمون قبل (مولوتوف) بمئات السنين، وعُرف حامل هذا السلاح باسم: (النفاط) بفتح النون مع تشديد الفاء المفتوحة، أو (الزراق) بتشديد الراء المفتوحة أيضا.

فتذكر المصادر التاريخية أنه في سنة 222هـ أحرق النفاطون بأمر المعتصم بالله العباسي (1) دار بابك الخرمي فدمروها (2).

وفي 18 من شعبان سنة 269 هـ (= 30/ 3/883 م) في خلافة المعتمد (3) أحرق النفاطون بأمر أخيه الموفق بالله (4) دار الفاسق الخبيث علي بن محمد الورزنيني العلوي الملقب بـ: " صاحب الزنج " (5) الذي خرب البصرة وغيرها، وتملك بضع عشرة سنة، وأهلك البلاد والعباد، وكان بلاء على الأمة (6).

وتذكر المصادر التاريخية أنه في سنة 572 هـ في يوم عيد الأضحى أثناء الحج (7) وقعت فتنة بمكة المكرمة – حفظها الله – ومن أعجب ما جرى فيها أن إنسانا زراقا ضرب دارا بقارورة نفط فأحرقها، وكانت لأيتام، فاشتعلت فأحرقت ما فيها، وكانت تلك الدار لأيتام يستغلونها كل سنة إذا جاء الحاج، فهلكت وما فيها، ثم أخرج قارورة أخرى فسواها ليضرب بها مكانا آخر فجاء حجر فكسرها، فعادت عليه، فاحترق هو بها، فبقي ثلاثة أيام بسفح الجبل ورأى بنفسه العجائب ثم مات (8).

هذه هي الإشارات التاريخية لتلك الزجاجات الحارقة، إلا أن المصادر التاريخية تذكر بوضوح كيف تم تطوير هذا السلاح بيد الشاب العربي المسلم علي بن عريف النحاسين إبان الحروب الصليبية، فيذكر الحافظ ابن كثير في تاريخه لحوادث سنة 658 هـ ما نصه: ولما انفصل فصل الشتاء وأقبل الربيع جاءت ملوك الإسلام من بلدانها بخيولها وشجعانها، ورجالها وفرسانها، وأرسل الخليفة إلى الملك صلاح الدين أحمالا من النفط والرماح ونفّاطة ونقابين كل منهم متقن في صنعته غاية الإتقان، ومرسوما بعشرين ألف دينار، وانفتح البحر وتواترت مراكب الفرنج من كل جزيرة لأجل نصرة أصحابهم يمدونهم بالقوة والميرة (الطعام)، وعملت الفرنجه ثلاثة أبرجة من خشب وحديد عليها جلود مسقاة بالخل؛ لئلا يعمل فيها النفط، يسع البرج منها خمسمائة مقاتل، وهي أعلا من أبرجة البلد، وهي مركبة على عجل بحيث يديرونها كيف شاءوا، وعلى ظهر كل منها منجنيق كبير، فلما ذلك رأى المسلمون أهمهم أمرها، وخافوا على البلد ومن فيه من المسلمين أن يؤخذوا، وحصل لهم ضيق منها، فأعمل السلطان فكره بإحراقها، وأحضر النفاطين، ووعدهم بالأموال الجزيلة إن هم أحرقوها، فانتدب لذلك شاب نحاس من دمشق يعرف بـ: علي بن عريف النحاسين، والتزم بإحراقها فأخذ النفط الأبيض، وخلطه بأدوية يعرفها، وغلي ذلك في ثلاثة قدور من نحاس، حتى صار نارا تأجج، ورمى كل برج منها بقدر من تلك القدور بالمنجنيق من داخل عكا، فاحترقت الأبرجة الثلاثة، حتى صارت نارا بإذن الله لها ألسنة في الجو متصاعدة، واحترق من كان فيها، فصرخ المسلمون صرخة واحدة بالتهليل، واحترق في كل برج منها سبعون كفورا، وكان يوما على الكافرين عسيرا، وذلك يوم الاثنين الثاني والعشرين من ربيع الأول من هذه السنة (9) وكان الفرنج قد تعبوا في عملها سبعة أشهر فاحترقت في يوم واحد وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا (10)، ثم أمر السلطان لذلك الشاب النحّاس بعطية سنية وأموال كثيرة فامتنع أن يقبل شيئا من ذلك وقال إنما عملت ذلك ابتغاء وجه الله ورجاء ما عنده سبحانه فلا أريد منكم جزءا ولا شكورا (11).

.......... يُتبع .............

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير