وقد سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله هذا السؤال:
* أود من سماحة الشيخ أن يفسر هذه الآية: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا؟
الجواب: على ظاهرها فالله ينهى عن كون الإنسان يتكلم فيما لا يعلم (ولا تقف) يعني لا تقل في شيء ليس لك به علم، بل تثبت، (إن السمع) يقول: سمعت كذا، وهو ما سمع وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا الإنسان مسئول عن سمعه وقلبه وبصره، فالواجب عليه أن لا يقول: سمعت كذا إلا عن بصيرة، ولا يقول: نظرت كذا إلا عن بصيرة، ولا يعتقد بقلبه شيء إلى عن بصيرة، لا بد، فهو مسئول، فالواجب عليه أن يتثبت وأن يعتني حتى لا يتكلم إلا عن علم، ولا يفعل إلا عن علم، ولا يعتقد إلا عن علم، ولهذا قال جل وعلا: إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً، فالإنسان يتثبت في الأمور والله يقول -جل وعلا-: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف: 33] فجعل القول على الله بغير العلم فوق هذه الأشياء كلها، فالواجب على الإنسان يتعلم حتى يكون على علم، ويتبصر فلا يقول: سمعت، ولا يقول: رأيت، ولا يقول: كذا وكذا إلا عن بصيرة عن علم.
وجاء في اعلام الوقعين لابن القيم:
قال الزهري عن خالد بن أسلم وهو أخو زيد بن أسلم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15944): خرجنا مع ابن عمر نمشي، فلحقنا أعرابي فقال: أنت عبد الله بن عمر؟ قال: نعم، قال: سألت عنك فدللت عليك، فأخبرني أترث العمة؟ قال: لا أدري، قال: أنت لا تدري؟ قال: نعم ; اذهب إلى العلماء بالمدينة فاسألهم ; فلما أدبر قبل يديه قال: نعما قال أبو عبد الرحمن ; سئل عما لا يدري فقال: لا أدري.
وقال ابن مسعود ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10): من كان عنده علم فليقل به ; ومن لم يكن عنده علم فليقل: " الله أعلم " فإن الله قال لنبيه: {قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=220&idto=220&bk_no=34&ID=192#docu)}
وصح عن ابن مسعود ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=10) وابن عباس ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11): من أفتى الناس في كل ما يسألونه عنه فهو مجنون.
وقال ابن شبرمة: سمعت الشعبي إذا سئل عن مسألة شديدة قال: رب ذات وبر لا تنقاد ولا تنساق ; ولو سئل عنها الصحابة لعضلت بهم.
وقال أبو حصين الأسدي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11983): إن أحدهم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=2) لجمع لها أهل بدر.
وقال ابن سيرين ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16972): لأن يموت الرجل جاهلا خير له من أن يقول ما لا يعلم.
وقال القاسم: من إكرام الرجل نفسه أن لا يقول إلا ما أحاط به علمه، وقال: يا أهل العراق والله لا نعلم كثيرا مما تسألوننا عنه، ولأن يعيش الرجل جاهلا إلا أن يعلم ما فرض الله عليه خير له من أن يقول على الله ورسوله ما لا يعلم.
* فالمسأله لم تعد مسألة فتوى وصدور رأي جديد، بل المسألة أن يعتني المرء بقلبه وإخلاصه في طلبه للعلم و تعليم الناس و إفتائهم وأن يجعل كل ذلك ديانة لله عز وجل ولا يصيّر نفسه مخرجاً للناس من حرجهم بغير علم ولا هدى، والعلم كل العلم ما أورث الخشية، تلك الخشية التي جعلت الصحابة والتابعين وأئمة الهدى والدين ترتعد فرائصهم وتنقض مضاجعهم بسبب سؤال أو فتوى، يقول ربنا تبارك وتعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وهدى
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم انصر كتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين
والحمدلله رب العالمين
ـ[ابو سعيد العامري]ــــــــ[07 - 08 - 10, 12:22 م]ـ
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وهدى
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم انصر كتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين
والحمدلله رب العالمين