تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أهون ما على المرء دينه!]

ـ[ابو سعيد العامري]ــــــــ[02 - 08 - 10, 10:58 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

أحقاً أصبح اليوم أهون شيء على المرء دينه، أصبح كل صغير وكبير وذا شأن وحقير يتحدث

في أمور الدين وكأنه قد قضى عمره وشابت لحيته في الدين.

استوحشت أجسادنا مما نسمعه كل يوم من الفتاوى والمقالات والآراء التي يصدرها كل من اعتلت على ملامح وجهه اللحية، هذه اللحية التي ظهر فيها خلاف مؤخراً وكأنها من الكماليات ويستطيع الإنسان (المتدين) أن يتحكم بطولها وقصرها على حسب (حجم قبضة يده)، وللأسف أقولها: إن كثيراً من طلاب جامعاتنا (الشرعية) ينحون هذا المنحى الخطير؛ لأنهم مستقبلاً سيتبوئون مناصب شرعية إدارية أو قضائية، أو كما نرى في بعض الحالات يعين قاضي البلد الفلاني ومفتيها، وفي الأصل أن هذا الخريج من كلياتنا الشرعية أو من يظهر عليه علامات (الصلاح) يحتاج لإعادة تأهيل في (أعمال القلوب).

نعم إنها هي الكلمة .....

(أعمال القلوب)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"ألا وإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ" رواه البخاري ومسلم. وقال الله _سبحانه_: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ" فقدم التزكية على التعليم من باب تقديم الغرض والغاية على الوسيلة التي تؤدي إليها، فالأصل هي: تزكية هذه القلوب التي هي موضع نظر الله من العبد كما في الحديث: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ" رواه مسلم، وهذه القلوب هي محل الابتلاء والتمحيص ومحل أهم الأعمال وأعظمها لذا ظهرت هذه الآفات على هؤلاء الناس.

أعمال القلوب

هذه الكلمة خفيت على كثير من المتعالمين والمتفيهقين الذين يظهرون صباح مساء في الشاشات والإذاعات وفي المساجد وعلى صفحات المنتديات وللأسف تجدهم في مناصب شرعية موثوقة إلى حدّ ما، ولا أتحدث من فراغ، بل إني أنا من يكتب هذه السطور تعرضت للنصب مرّة عن طريق أحد أعضاء دائرة شرعية تعنى بالإصلاح، وعرفت من قصة أحدهم ما يُذهل، ولكن لماذا التغافل وغض الطرف عن مثل هذه التجاوزات التي تُسيء لهذه الأجهزة الإحتسابية الفعالة، ولماذا نطبق الآية (فمن عفى وأصلح فأجره على الله) مع أمثال هؤلاء الذين انتشر خطرهم ووبالهم على المجتمع والأمة بعامة، ولا أبالغ فمن يكون هذا حاله فإنه يهدم في جدار الأمة الداخلي شيئاً فشيئاً، ولو علم أعدائنا عن أمثال هؤلاء لاستنجدوا بهم ولن يخذلوهم.

أليست مثل هذه الأمور خيانة لهذا الدين العظيم، وأين نحن من كلام خليفة رسول الله الصديق رضي الله عنه عندما قال: أي أرض تقلني وأي سماء تضلني إن قلت في كتاب الله مالا أعلم.

وذكر البيهقي ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=13933) من حديث مسلم البطين عن عزة التميمي قال: قال علي بن أبي طالب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=8) رضي الله عنه: وأبردها على كبدي، ثلاث مرات، قالوا: يا أمير المؤمنين، وما ذاك؟ قال: أن يسأل الرجل عما لا يعلم فيقول: الله أعلم. [على من لا يعلم أن يقول: لا أدري]

وأعجبتني مقوله لأحد المشايخ فيقول: لا تجعل دينك أهون من نعلك. وهذا صحيح، فالإنسان عندما يريد شراء نعلم - أجلكم الله - فإنه يبحث ويبحث، وهذا الشكل لا يعجبني وهذه غير مريحة، أما بالنسبة للدين فإنه ما إن يسمع خبراً فيه تحليل وتحريم حتى تلقاه بالقبول وهذا مما جعل الباب مشرعاً أمام أمثال هؤلاء ممن أصبح ينادي بقبول الرأي الآخر وإن كان شاذّاً، بل ولا تجد في مناقشاته ولا مناظراته، بل مجادلاته أي ذرّة من أدب فيورد الأقوال ويحكم بالصحة ويشنّع على الآخر بقوله: (ألا تفقهون، ألا تفهمون، ولّى زمن الوصاية) وغيرها من الألفاظ التي لا تليق بآحاد الناس فضلاً عن من يتسمى بالدين وطلب العلم.

يقول ربنا تبارك وتعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير