تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الإمام ابن عبد البر، والإمام القرطبي لهما مواقف مشهورة، ولأن الوقت قد ضاق فلا أريد أن أسترسل في هذه القضايا، ولكنني أختم هذه الأمثلة بقضية من أحد العلماء المعاصرين، أو بثلاثة من العلماء المعاصرين، الإمام العالم سليمان ابن الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب شارح كتاب التوحيد، ومن يخفى عليه شارح كتاب التوحيد؟ هذا الإمام العالم أيها الأخوة قمة في علمه حتى إنه قال في يوم من الأيام، وقد اشتهر بعلم رجال الحديث: أنا برجال الحديث أعرف مني برجال الدرعية، وكان عالما، هذا العالم كان لا تأخذه في الله لومة لائم أبدا، وينكر المنكرات مهما كان فيمن واجهه، ولما جاء إبراهيم باشا إلى الدرعية، جاء بعض الوشاة ووشوا به إلى إبراهيم فأمر بالإتيان به فجيء به معتقلا، فلما مثل بين يدي إبراهيم باشا -عليه من الله ما يستحق- أمر بإغاظته بعزف المزامير والعود أمامه، فأنكر عليه مع هذا الموقف الرهيب لم يتركه بل أنكر عليه هذا المنكر، فغضب إبراهيم باشا وأمر الرماة بأن يأخذوه إلى المقبرة، وأن يطلقوا عليه النار دفعة واحدة، فأطلق عليه عدد من الرماة النار دفعة واحدة فمزقوا جسده -رحمه الله-.

أتعرفون كم عمر الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب عندما قتل؟ هذا العالم الذي ترك لنا المؤلفات العظيمة، هذا العالم الذي يعد من كبار علماء الحديث في عصره، هذا العالم الذي أمر بالمعروف ونهى عن المنكر عندما قتل كان عمره ثلاثة وثلاثين سنة فقط.

القصة الأخرى لشيخ من شيوخ الأزهر - عندما كان هناك أزهر- عندما قامت الثورة كما يقولون في مصر عام اثنين وخمسين قام محمد نجيب متغطرسا وقال: سنساوي المرأة بالرجل في جميع الحقوق، وخرجت الصحف من الغد فيها أن الرئيس محمد نجيب ذكر في خطابه أنه سيساوي المرأة بالرجل، كان شيخ الأزهر في ذلك الوقت الخضر حسين -رحمه الله- وهو تونسي، فعندما علم بالخبر اتصل بالرئيس محمد نجيب وقال له: إما أن تكذب الخبر، وإما سأنزل غدا بكفني إلى السوق وأدعو الناس إلى مواجهتك. فجاءه أعضاء مجلس الثورة، جاءوا جميعا إليه في مكتبه، في مشيخة الأزهر وقالوا له: يا شيخنا هذا الأمر صعب ولكننا نقول لك: هذا غير صحيح. قال: لا ينفع هذا الكلام أريد كما أعلنت أمام الملأ أن تكذب أمام الملأ، وإلا سأنزل غدا وأنا ألبس كفني، والله لن أقف حتى أنتصر في هذه المعركة أو تذهب روحي. قال له: يا مولانا أأنت مصر على موقفك؟ قال: نعم، فقام محمد نجيب وأعلن تكذيب الخبر وأنه مزيف، وكذا، وكذا وكيف يجوز لي أن أقول بهذا القول وهو يخالف الكتاب والسنة، وبدأ يتكلم في موقف هذا العالم الجليل -رحمه الله-.

أيها الأخوة: أقول المواقف كثيرة وطويلة وأرى الأسئلة كثيرة.

موقف الشيخ محمد بن إبراهيم

أقف الآن أمام بعض المواقف لشيخ من مشايخنا وعلم من أعلامنا، كثير من الناس مع أنه يعتبر من المعاصرين لا يعرفونه حق المعرفة، عالم مجاهد إنه الشيخ محمد بن إبراهيم -رحمه الله-، الشيخ محمد بن إبراهيم أيها الأخوة اقرءوا الفتاوى التي أصدرها واسألوا تلاميذه؛ لتعرفوا المواقف التي وقفها، ومن المؤسف أن كثيرا من طلاب العلم الآن لا يعرفون عن الشيخ ما يجب أن يعرفوه عنه.

أئمة الدعوة لهم مكانة أيها الأخوة، ولهم مواقف بطولية كالشيخ حمد بن عتيق وغيرهم من العلماء الأفذاذ، أقول شيخنا العلامة محمد بن إبراهيم له مواقف عدة، أذكر لكم بعض المواقف اليسيرة في هذا الجانب.

أيها الأحباب من مواقفه التي عملها أنه حدثت قضية لأحد أفراد الهيئات؛ ولهذا عندما قدم هذا الرجل من الهيئة؛ ليدلي بشهادته طعن أحد الناس في شهادته، أي كأن القاضي قبل في الطعن، فرد عليه الشيخ ردا عنيفا وقال له: إنه لا ينبغي الطعن في رجال الحسبة، رجال الحسبة، رجال الهيئات لا يجوز الطعن فيهم، ولو فتح هذا الباب - يقول الشيخ محمد - ما انغلق أبدا؛ ولذلك قال: إنه إجراء في غير محله، وأيضا حدثت قضية مناوشة بين أحد رجال الهيئات وبين أحد العصاة، اعتدى هذا الرجل على رجل الهيئة، فعندما قدمت إلى المحكمة قام رجل الهيئة وتنازل عن حقه -جزاه الله خيرا-، ولما رفعت القضية للشيخ محمد بن إبراهيم قال: من حق رجل الهيئة أن يتنازل عن حقه، ولكن لا يمكن أن نتنازل عن حق الله، ولا بد أن ينفذ في هذا الذي اعتدى على رجل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير